إسرائيل اليوم: بضغط دولي نتنياهو يعد انهاءً في الشمال
إسرائيل اليوم 11/11/2024، شيريت افيتان كوهن: بضغط دولي نتنياهو يعد انهاءً في الشمال
قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انهاء الحرب في لبنان وإعادة سكان الشمال الى بيوتهم، الى جانب استمرار القتال في غزة وفقا لاهداف الحرب – هزيمة حماس كقوة عسكرية ومدنية وإعادة المخطوفين. رغم الاعتراض في أوساط وزراء الحكومة، يعمل نتنياهو على اقناعهم بان إنجازات الحرب في الجبهة الشمالية تكفي لتحقيق هدف إعادة السكان. في جلسة الحكومة التي انعقدت صباح امس طلب نتنياهو السرية التامة وعرض عليهم تفاصيل التسوية المتبلورة برعاية إدارة بايدن، والكفيلة بان تشكك أيضا مدخلا لادارة ترامب الوافدة.
اثنان من رجاله ارسلا للتوسط في الاتفاق في جبهتين: رون ديرمر الى الولايات المتحدة، كي يضمن حرية عمل في لبنان اذا لم يحترم الاتفاق ووزير الدفاع الوافد، إسرائيل كاتس اعلن في خطاب تسلم المهام بان إسرائيل هزمت حزب الله كرسالة الى الجمهور الإسرائيلي. الاعمال الدعائية تستهدف منع الاعتراض من الجناح اليميني في الحكومة وفي هذه الاثناء يبدو أن الاعتراضات ابقيت بالفعل في مستوى منخفض. ومع ذلك، وزراء الحكومة يطالبون بشروحات كيف ستنهي إسرائيل الحرب في الوقت الذي لا يزال حزب الله يبقي على قدرات عسكرية ذات مغزى. وطالب بعضهم الاستيلاء على نقاط أساسية في لبنان في اطار الاتفاق، لكن نتنياهو لا يسارع الى الاستجابة لهذا الطلب. في كل حال، فان الإعلان عن النصر في لبنان لا يكفي. فلاجل ضمانه يجب منع حزب الله من البقاء في المنطقة.
الضغط الأمريكي بقيادة الولايات المتحدة يتركز الان في الادعاءات حول “تجويع” السكان في شمال القطاع. عمليا، بيد واحدة عمل الجيش بتوجيه من المستوى السياسي على تطهير شمال القطاع من مخربي حماس من خلال توجيه السكان جنوبا ومنع عبور المساعدات، وفي اليد الثانية أمر نتنياهو بوقفه. الى جانب تكرار قرارات سابقة مثل ربط منشأة التحلية بالكهرباء (امر سبق أن صدر قبل اشهر) يستأنف الجيش الان نشاط معبر كيسوفيم للمساعدات. إضافة الى ذلك، في لقاء عقد امس بمشاركة نتنياهو، كاتس وديرمر، طلب من منسق اعمال الحكومة في المناطق ان يعرض امام منسقة المساعدات من الأمم المتحدة خطة لزيادة المساعدات لشمال القطاع.
كان هذا هو اللقاء الثاني في غضون بضعة أيام بين نتنياهو ومنسقة المساعدات من الأمم المتحدة، سيغريد كاغ. وتعقد اللقاءات في ظل انذار وجهه البيت الأبيض لزيادة المساعدات الإنسانية لشمال القطاع، الذي سيصل الى 30 يوما في 13 تشرين الثاني. اللقاء الأول عقد يوم الأربعاء، وفي نهاية الأسبوع اتصل وزير الدفاع لويد اوستن بكاتس وطلب ان يطرح موضوع المساعدات في شمال القطاع للبحث في الكابنت أيضا الذي انعقد أمس. يبدو أن إدارة بايدن التي شبعت وعودا على مدى الأسابيع الأخيرة، تطلب ان ترى تنفيذها – والان.
لم يعد وجود لذريعة غالنت
غير أن هنا يتبين مسرح عبث نتنياهو والكابنت. في الصباح يأمر رئيس الوزراء بزيادة المساعدات للمناطق التي يقاتل فيها الجيش لهزيمة حماس، وففي الليل يطالب باستمرار الحرب حتى الهزيمة المطلقة. النتيجة هي حرب عبثية تجبي ضحايا بين مقاتلينا ممن يطالبون بالعودة من جديد الى الشجاعية وجباليا. مع كل الاحترام للضغط الدولي والامن – على نتنياهو أن يقرر: إما يقف في وجه الضغط او يستسلم له ويعرض هذا (بنجاح) كصمود.
في نهاية أيلول، مع بداية المناورة في لبنان، امر نتنياهو بعملية في شمال القطاع بروح خطة الجنرالات – حقيقة تؤكدها محافل سياسية وامنية على حد سواء. لكن لاحقا، في ضوء التهديدات من البيت الأبيض، بدأ يستجيب بالتدريج للمطالب في الوقت الذي يطهر فيه مقاتلو الجيش الإسرائيلي المنطقة. في مداولات مغلقة يوفر لوزرائه كلمات داعمة ويسند طلب وزير المالية سموتريتش توفير المساعدات لغزة بقوى إسرائيلية لاجل قطع التغذية لحماس. وتدعي محافل امنية بان ربط معبر كيسوفيم يأتي لنقل المساعدات بالذات الى المنطقة التي لا يقاتل فيها الجيش الإسرائيلي وانه منذ الان توجد محاولات لنقل السيطرة في مناطق مطهرة الى العشائر. غير أن في غزة لا تكفي الكلمات لاجل هزيمة حماس ويثبت ذلك جنود الجيش الإسرائيلي الذين يعملون من اجل اهداف هددت قبل سنة وشهر ولم تتحقق بعد. في هذا الموضوع على الأقل، منذ اقالة غالنت في نهاية الأسبوع لم يعد هو يمكنه أن يكون الذريعة.