إسرائيل اليوم : انتخاب ترامب يقرب التطبيع مع السعودية
إسرائيل اليوم 8/11/2024، دان زاكن: انتخاب ترامب يقرب التطبيع مع السعودية
ولاية دونالد ترامب السابقة فاجأت حتى من اعتاد على شخصية مختلفة جدا عن شخصية سياسيين وزعماء في العالم الغربي.
في ساحتنا احدث التغييرات الأكبر التي شهدتها منذ أوسلو. اتفاقات إبراهيم، نقل السفارة الامريكية الى القدس، الاعتراف بهضبة الجولان وخطة القرن التي اعترفت عمليا بحق إسرائيل في أجزاء من يهودا والسامرة على الأقل.
وهو مصمم على عمل ذلك هذه المرة أيضا، في اعقاب الحرب التي بدأت بمذبحة 7 أكتوبر والمواجهة المباشرة بين إسرائيل وايران التي توجد في ذروتها. غير أن هذه المرة الوضع اكثر تعقيدا بكثير بسبب الدور الاعمق لروسيا والصين الى جانب ايران.
الخطوة الأولى التي ستؤدي الى التدخل الأمريكي بأسلوب ترامب في الشرق الأوسط ستكون تحقيق اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية. هذا اتفاق كل الأطراف تريده وكان قريبا جدا في أيلول 2023 والحرب في غزة منعته. هذا هو السبب الأساس في أن ترامب دعا إسرائيل لانهاء الحرب حتى قبل أن يتسلم مهام منصبه في غضون ثمانية أسابيع. وكما نشرنا أمس، فقد نقلت هذه الرسالة الان أيضا وبشكل واضح. وقصده الأساس هو القتال في غزة الذي هو العائق للاتفاق مع السعودية. وقف نار في هذه الجبهة سيؤدي الى محادثات على اتفاق مع السعودية يتضمن أيضا مخططات لليوم التالي في قطاع غزة وفي الساحة الفلسطينية بعامة. نتنياهو يريد ضمانات – أولا، الا تكون حماس مشاركة باي شكل في الحكم في القطاع، وكذا حرية امنية عسكرية للعمل في القطاع.
ليس واضحا اذا كان ترامب يترك تحقيق اتفاقات وقف النار لادارة بايدن في أواخر ولايتها إذ دون التدخل الأمريكي لا توجد إمكانية للوصول الى أي توافق كهذا لا في لبنان ولا مع حماس في قطاع غزة. ترامب هو رجل الخطط العظمى، مثل خطة القرن، وفي محيطه يقولون انه سيؤدي الى الوصول الى مثل هذه الخطة، مع دور عميق للسعودية، هذه المرة أوسع بكثير، تضم أيضا لبنان وربما دولا أخرى. وستقوم الخطة على أسس اقتصادية واسعة يفترض أن تجلب املا للشعوب في الدول الممزقة واغراء الزعماء بالانضمام اليها.
نذكر ان العامل الأساس الذي دفع الى اتفاقات إبراهيم في حينه كانت حاجة دول الخليج المعتدلة للحصول على حماية حقيقية ضد ايران التي خلف الخليج وفهمها بان الاتفاق النووي مع ايران بقيادة الرئيس أوباما وقادة دول الغرب الأخرى يتركها تحت رحمة خامينئي. عندما الغى ترامب الاتفاق النووي بتحفيز من إسرائيل ونتنياهو، كانت الطريق لاتفاقات إبراهيم مع اتحاد الامارات، البحرين والمغرب شقت. ليس صدفة أن زعماء دول الخليج كانوا من أوائل من هنأ ترامب بانتخابه، وبحماسة كبيرة.
بعد يوم من الانتخابات، وفي محيط ترامب تلقى الى الفضاء غير قليل من الأسماء لتعيينات في قيادته، وهاكم بعض ممن هم يرتبطون بنا. احدهم، بريان هوك، هام على نحو خاص. هوك كان المبعوث الأمريكي لشؤون ايران في ولاية ترامب الأولى وهو يتبنى خطا صقريا تجاه النظام الإسلامي، بما في ذلك تشديد العقوبات الاقتصادية وغيرها. كما يشارك هوك في التعيينات الأخرى ومن المتوقع ان يصل بعض منهم الى الولاية السابقة – وبينهم آفي باركوفيتش وجيسون غرينبلت اللذين كانا مشاركين بعمق في بلورة خطة القرن وبعد ذلك اتفاقات إبراهيم والسفير السابق دافيد فيلدمان وربما أيضا مايك بومباو الذي كان وزير الخارجية.
ايران هي مركز المشاكل والاعتراضات الأساس، وتطلع ترامب سيكون “بمساعدة إسرائيلية” المس بها بشدة اقتصاديا بحيث أن نفوذها في المنطقة يقل والقوى المعارضة لها تتعزز. التلميحات من جانب الرئيس المنتخب بان إسرائيل ستقوم بالعمل العسكري، أي تحييد منشآت النفط وان يحصل هذا قبل أن يدخل الى المنصب تحركه عدم رغبته في الصدام المباشر مع روسيا. حمل ثقيل على عاتق إسرائيل.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook