ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: اليمن، في طريق لبنان الى الخراب

إسرائيل اليوم 30/9/2024، د. ايال زيسراليمن، في طريق لبنان الى الخراب 

الى كل مكان في ارجاء الشرق الأوسط وصل اليه الإيرانيون جلبوا معهم الدمار والخراب. هكذا في لبنان، وبعده في العراق، والان حان أيضا دور اليمن.

عمليا، هذه دول فاشلة استغلت طهران ضعفها كي تسيطر عليها، في ظل استغلال أبناء الطائفة الشيعية الذين يعيشون فيها على شكل طابور خامس. وقد حولت هؤلاء الى فروع محلية لها، تعمل لاجل تحقيق المصالح الإيرانية في منطقتنا.

لقد أدى الربيع العربي قبل عقد الى انهيار اليمن ونشوب حرب أهلية فيه بين الكتل والطوائف المتخاصمة. وكانت احداها هي الكتلة الحوثية التي يعود اصلها الى الطائفة الشيعية – اليزيدية التي تشكل نحو ثلث سكان اليمن. وقد ربط الحوثيون انفسهم بايران وبحزب الله، ممن تجندوا لهم وسعوا بمساعدتهم على ان ينسخوا الى اليمن نموذج حزب الله من لبنان.

في غضون بضع سنوات تحول الحوثيون من ميليشيا الى جيش مسلح مزود بأفضل السلاح الإيراني، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى والمُسيرات. ومقابل المساعدة التي تلقوها تجند الحوثيون لمساعدة ايران في صراعها ضد دول الخليج، السعودية والامارات. وهكذا بدأوا قبل نحو عقد يمطرون، بتكليف من ايران، رشقات صواريخ على منشآت نفط وبنى تحتية، بل وعلى المدن الرئيسة للسعودية ودولة الامارات.

ردا على ذلك، خرجت السعودية والامارات ضدهم في العام 2015 الى حرب. لكن هذه لم تنجح بسبب قيود قوة جيشي هاتين الدولتين وكذا بان واشنطن فضلت – مثلما في حالة حزب الله وحماس حلولا دبلوماسية على الحسم العسكري للعدو.

 

ثمن المغامرات الحوثية

وفرت حرب السيوف الحديدية للحوثيين فرصة أخرى لان يثبتوا للايرانيين قيمتهم واهميتهم وربما كي ينالوا منهم أيضا دعما بالمال وبالسلاح المتقدم. هذا ليس لان غزة تعنيهم، بل قرروا الا يتخلوا عن مثل هذه الفرصة ناهيك عن انهم اخطأوا في التفكير بان إسرائيل البعيدة سيصعب عليها الرد.

لقد ساعد الحوثيون لسد طريق الملاحة في مضائق باب المندب التي تشكل بوابة الدخول الى البحر الأحمر، والحقوا اضرارا جسيمة بالاقتصاد العالمي. الى جانب ذلك، بدأوا يهاجمون إسرائيل بالصواريخ والمُسيرات ولكن اليد الطويلة لإسرائيل وصلت الى اليمن أيضا وجبت من الحوثيين ثمنا باهظا.

من الصعب الافتراض بان هذا الامر سيردعهم من مواصلة مغامراتهم. ومثلما في حالة حزب الله يتبين أنه من المهم ضرب الرسل وقطع أذرع الاخطبوط الإيراني، لكن في نهاية الامر سنضطر على ما يبدو ان نعالج أيضا الرأس في طهران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى