إسرائيل اليوم: الولايات المتحدة يمكنها أن ترجح الكفة في صالحنا
إسرائيل اليوم – غيرشون هكوهن – 13/8/2024 الولايات المتحدة يمكنها أن ترجح الكفة في صالحنا
منذ أسبوعين ودولة إسرائيل بانتظار لضربات الثأر من ايران وحزب الله. الجيش وجهاز الامن مستعدان بتأهب كامل، بكل وسيلة مناسبة للاستعداد لسيناريو متنوع وابداعي اكثر من ذاك الذي استخدم في ليل 14 نيسان.
كثيرون خائبو الامل من ان دولة إسرائيل لم تتخذ مبادرة هجوم استباقي مانع، لكن طريقة الاستعداد العسكري لحماس وحزب الله لا تمنح إسرائيل نقاط تركيز محددة الهجوم عليها ينزع من ايران وحزب الله إمكانية الضربة ضد إسرائيل.
وفي هذه الاثناء، امام الانتظار الإسرائيلي، اختارت ايران وحزب الله الانتظار للحظة المناسبة. وما يلزم على نحو خاص ايران وحزب الله الاستيضاح المسؤول لخطواتهم هو التواجد العسكري الأمريكي المنتشر في المنطقة. لقد كان الإيرانيون يفضلون بالطبع ان يروا إسرائيل معزولة في هذه الساعة بلا دعم امريكي. غير ان العملية الجراحية الإسرائيلية في بيروت، وتلك المنسوبة لإسرائيل في طهران أيضا قبل أسبوعين، منحتا إسرائيل اسنادا ودعما أمريكيا معلنا. في حرب لبنان الثانية في 2006 تركزت الحرب في ساحة واحدة. اما الان فتنطوي الحرب على إمكانية توحيد الساحات، في سوريا، وفي حوض اليرموك على حدود الأردن أيضا.
في ضوء منظومة التهديدات هذه من كل جوانب إسرائيل، توقعوا في ايران ان تتدهور إسرائيل الى عزلة سياسية وعسكرية وان تملها حتى الإدارة الامريكية. في هذه الاثناء حل العكس. التنسيق المشترك مع القيادة المركزية الامريكية، الى جانب بث القوة المتمثل بالسفن، الغواصات وحاملات الطائرات يغير خريطة موازين القوى في المنطقة وتقويم الوضع الإيراني.
هذه بالتأكيد المرة الأولى التي ترتبط فيها إسرائيل في زمن الحرب بتنسيق عملياتي مع منظمات القيادة والتحكم الامريكية وكذا التنسيق بين القوات. يمكن محاولة الاعتماد على أيام الماضي التي كان يمكن فيها لإسرائيل أن تنتصر وحدها وان تهزم جيوش العدو مثلما كان في 1948 وفي كل باقي الحروب. ما تغير هو ليس ضعف إسرائيل بل مدى الترابط المتداخل للاعداء حول عمل متعدد الساحات موجه من ايران.
يمكن للجيش الإسرائيلي ان يوقع في ايران ضررا كبيرا، ومع ذلك، مع كل قوته لا يزال بعيدا عن تحقيق الحسم. في مثل هذا الوضع من التعادل في الضربات التي تحدث دمارا متبادلا، فان الجيش الأمريكي وحده يمكنه أن يرجح كفة الميزان في صالح إسرائيل. في هذه الظروف فان الانتظار الإسرائيلي، بكونه منسق مع الولايات المتحدة، ليس تعبيرا عن الضعف.
في هذا الجانب، نتنياهو، الذي يقود مع المستوى العسكري الأمني لتنسيق إسرائيلي – امريكي، يعمل على نحو صحيح. ومع ذلك، ينبغي ان تصدح هنا ملاحظة تحذير. في كل ما يتعلق بمستقبل إسرائيل، محظور عليها ان تنجر لاستجابة غير ملجومة لتنفيذ تطلعات الإدارة الامريكية. وكأنه مقابل الدعم والمساعدة بوقوفها الى جانب إسرائيل في ساعتها الصعبة فان دولة إسرائيل ملزمة ظاهرا بان تسلم مع الميل الأمريكي لبناء دولة فلسطينية على مقربة من خطوط 1967 عاصمتها القدس. ان مستقبل إسرائيل في هذه المسألة أيضا يقف امام اختبارات قاسية ستكون فيها القيادة الإسرائيلية مطالبة بان تقف صامدة عند شروطها في حدود قابلة للدفاع وعند حقوق شعب إسرائيل في بلاده.