إسرائيل اليوم: الولايات المتحدة تستخدم إسرائيل لتحسين وضعها في المفاوضات

إسرائيل اليوم 29/5/2025، ارئيل كهانا: الولايات المتحدة تستخدم إسرائيل لتحسين وضعها في المفاوضات
بخلاف العنوان الدراماتيكي الذي اطلقه ترامب – وهو دراماتيكي بالفعل – فان أقواله الكاملة أكدت بالذات ما قيل في إسرائيل على طول الطريق. يوجد توافق بين الدولتين حول الوضع النهائي.
لمرتين أذهل ترامب كل المنشغلين بالمسألة الإيرانية. الأولى، حين أكد بان نتنياهو بحث معه في إمكانية الهجوم على ايران. بمعنى أنه مثلما يشتبه الإيرانيون، ومثلما نشر في الاعلام الأمريكي فان الخيار العسكري يوجد على الطاولة. او كما صاغ ترامب بنفسه الأمور لاحقا “بمكالمة هاتفية هذا يمكن أن يتغير” – وعندها تنطلق القوات على الدرب.
الصدمة الثانية كانت كشف ترامب بانه بالفعل قال لنتنياهو “Don’t”. او مرة أخرى على حد تعبير الرئيس، “هذا غير مناسب الان”. ظاهرا فجوة، او خلاف، أو جدال، بين زعيمي الولايات المتحدة وإسرائيل.
كل هذا، ظاهرا، انباء سيئة، انباء ينبغي ان تفرح الإيرانيين وتزعج الإسرائيليين. لكن اقوال ترامب الكاملة كانت مختلفة. فقد أضاف بضع جمل هامة أوضح فيها كما بعيدا يفترض ان يسير الاتفاق الذي يتصوره مع ايران: “يمكننا أن نفجر مختبرا حين لا يكون احد يتواجد في المختبر، مقابل الخيار بان يكونوا جميعهم في المؤتمر وعندها نقصفه. صحيح؟ توجد طريقتان لعمل ذلك”.
اذا ما التزم ترامب بكلمته – في هذه المواضيع هو يلتزم اجمالا – من ناحيته فان القصف والاتفاق يفترض أن يحققا النتيجة العملية ذاتها في كل ما يتعلق بالبنية التحتية النووية: صفر بنى تحتية نووية في ايران.
فضلا عن ذلك – كما أسلفنا المسافة من ناحيته بين الهجوم وبين الاتفاق هي مسألة بضع ثوانٍ. القرار في أي من الخيارين سيختار يوجد لديه، وفقط لديه. وعلى أي حال، فاذا كان الإيرانيون استمعوا جيدا فانهم سيفهمون بانه من ناحية ترامب إسرائيل هي ثور هجومي وغاضب بالكاد يسيطر عليه الرئيس.
لعل هذا هو السبب في أنه قبل بضع دقائق من تصريحات ترامب المتفجرة، أفادت وكالات الانباء بان ايران باتت فجأة مستعدة لان “تعلق مؤقتا” تخصيب اليورانيوم، التخصيب الذي كان بالنسبة لها قبل يومين فقط خطا أحمر، يبرر تفجير المحادثات. بكلمات أخرى، اذا ما دخلنا الى عمق الاقوال، الاستنتاج هو أن الولايات المتحدة تستخدم إسرائيل كي تحسن النتائج في المفاوضات. هذا حقا لا بأس به للمصلحة الإسرائيلية. فضلا عن هذا اذا لم تحقق المحادثات النتيجة التي ترجوها واشنطن والقدس فان ترامب نفسه سيعطي الضوء الأخضر للهجوم وربما حتى سيقوده بنفسه، مثلما قال في الماضي.