إسرائيل اليوم: النجاح يستوجب تذكيرا متجددا
إسرائيل اليوم 15/4/2024، اللواء احتياط غرشون هكوهن: النجاح يستوجب تذكيرا متجددا
جهدان خلقا الإنجاز الهام في احباط الهجوم الناري الإيراني. الجهد الأول – استنفاد منظومة الدفاع الجوي متعددة الطبقات التي بنيت بكد في الصناعات الأمنية وفي الجيش الإسرائيلي في العقود الأخيرة، والتي انضمت اليها قدرة اعتراض فائقة للطائرات القتالية. الجهد الثاني – التعاون بين الجيش الإسرائيلي وبين قيادة المنطقة الوسطى الامريكية، التي بقيادتها عملت معا بتنسيق عملياتي غير مسبوق قوات عسكرية لبضع دول في مجال عملياتي معقد.
سبق هذين الجهدين اعدادا طويل السنين في تطوير وبناء القوة في جهاز الامن الإسرائيلي وفي تنسيق استراتيجي عملياتي أخذ بالتعمق في السنوات الأخيرة، بين هيئة اركان الجيش الإسرائيلي وبين قيادة المنطقة الوسطى الامريكية المسؤولة عن المنطقة. على أساس هذه البنية التحتية، وفي ضوء اعلان التهديد الإيراني، اعدت في الأيام العشرة الأخيرة خطة مشتركة مركزة لإحباط الهجوم الإيراني. النجاح في تفعيل عموم القوات بتنسيق مثالي – بعيد عن أن يكون امرا مفهوما من تلقاء ذاته.
ان التفوق الذي اظهر في لقاء القوى يشكل الخطوط الهيكلية لميدان معركة مستقبلي مليء بالتكنولوجيا الفائقة. وان كان الصدام بين اسراب المُسيرات والصواريخ الجوالة وبين قوات الدفاع الجوي يتحقق منذ نحو سنتين على نطاقات واسعة في القتال في أوكرانيا.
الجديد في الصدامات الجوية في الليلة التي بين السبت والأحد تلخص في نتيجة شبه كاملة لإحباط الهجوم. ستكون لهذا بالتأكيد تداعيات في فحص متجدد واستخلاص الدروس في منظومات النار الإيرانية. في البعد الاستراتيجي أيضا ستكون القيادة الإيرانية بمراجعة بضع فرضيات أساس ومنها الفرضية بان العزلة السياسية التي علقت فيها إسرائيل توقع لدى المنظومة الإيرانية فرصة لانعطافة في تحقيق الحرب ضد إسرائيل.
في هذه الظروف التي تشكلت مع النجاح الإسرائيلي – الأمريكي، فان مسألة الرد الإسرائيلي المضاد يستوجب أيضا تفكيرا متجددا. صحيح ان القيادة الإسرائيلية أعلنت قبل بدء الهجوم عن واجبها لرد مناسب على الأراضي الإيرانية، غير أن النجاح المبهر منح إسرائيل مجال تردد اكثر مرونة.
في ضوء معاني الشراكة العسكرية التي وجدت تعبيرها في عمل التحالف – فان دولة إسرائيل لا يمكنها ان تتجاهل توقعات حلفائها بالنسبة لشكل الرد الإسرائيلي.
انطلاقا من هذا الموقف، يجدر بالقيادة الإسرائيلية ان تعيد لتركز من جديد اهداف الحرب في عموم الجبهات. وبالذات انطلاقا من انكشاف الدول المباشر لايراني في الحرب ضد إسرائيل، يمكن عرض القتال الإسرائيلي ضد كل واحدة من الساحات الفرعية كعمل إسرائيلي ضد ايران.
لقد سعى الرد الإيراني غير المسبوق لان يضع لإسرائيل خطا أحمر لنشاطها ضد قادة إيرانيين في سوريا. في هذا الجانب فان الميل الهجومي الإسرائيلي لمنع نقل وسائل قتالية الى حزب الله من أراضي سوريا ومنع تواجد قيادات إيرانية في الدولة يجب أن يستمر دون روع. فالابقاء على هذا الزخم يعطي جوابا لمن يخشى من أن يفسر الرد الإسرائيلي في ايران كضعف ويترجم الى فقدان الردع.
حتى بعد الإنجاز المشجع حيال ايران والجدير بكل تقدير، فان الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر لم تحقق بعد أهدافها. لا يزال، في ساحة قطاع غزة وكذا في الساحة اللبنانية تقف امام الجيش الإسرائيلي تحديات معقدة. مع ذلك يمكن الامل في أن النجاح في احباط الهجوم الإيراني يؤشر لمواصلة الحرب نقطة انعطافة لانهائها في كل الساحات بشكل مرغوب فيه لدولة إسرائيل.