ترجمات عبرية

 إسرائيل اليوم: المفتاح السعودي لانهاء الحرب

 إسرائيل اليوم 3-7-2025، داني زاكن: المفتاح السعودي لانهاء الحرب

تدل كل المؤشرات على أنه في الأيام القريبة القادمة، مع حلول زيارة نتنياهو الى واشنطن، سيتحقق اتفاق لوقف نار في قطاع غزة، ومعه – تحرير ما لا يقل عن نصف المخطوفين. فضلا عن ذلك فان الاحتمالات في أن يؤدي وقف النار هذا الى انهاء الحرب كلها ازدادت جدا، وذلك بفضل تغيير واحد جوهري وقع في الأسابيع الأخيرة: التغيير في نهج السعودية لما يجري في المنطقة، ولاسرائيل على نحو خاص.

على حد مصادر عربية وامريكية، ستكون الرياض مشاركة بشكل واسع في المفاوضات على انهاء الحرب التي يفترض أن تبدأ بعد وقف النار. كما أنها ستكون مشاركة في اعمار قطاع غزة في جوانب عديدة بل وستعمل على ربط اتفاق لانهاء الحرب ببنية تحتية لتسويات أوسع. يدور الحديث عن تسويات على مستقبل الضفة والنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني وعن تسوية اكبر هي “الصفقة الكبرى” لترامب: توسيع اتفاقات إبراهيم لدول عربية وإسلامية أخرى وعلى رأسها السعودية.

 عودة الى 6 أكتوبر

لقد كانت إسرائيل والسعودية قريبتين جدا من الوصول الى التطبيع قبل 7 أكتوبر. ويحتمل أن يكون هذا هو احد أسباب هجوم حماس التي عرقلت بذلك الاتفاقات. السعوديون انتقدوا إسرائيل في اثناء الحرب على قتل مدنيين في القطاع، بل ورفعوا مستوى المطالبة من إسرائيل في المسألة الفلسطينية: الوصول الى تسوية الدولتين في نهاية المسيرة.

بعد انتخاب ترامب فتحت الفرصة من جديد، لكن في المملكة كانوا متشككين: قبيل زيارة الرئيس الأمريكي الى الرياض، نشر في “إسرائيل اليوم” عن انهم معنيون باتفاقات إقليمية بتعاون امريكي – لكن بدون إسرائيل، بسبب خيبة أملهم من الخط المتطرف الذي يتصدره الوزيران بن غفير وسموتريتش.

غير ان الحوار تواصل، وفي اثناء الزيارة أوضح ترامب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بانه لم يتنازل عن النوايا لـ “صفقة كبرى” في كل الشرق الأوسط، وانه بدون إسرائيل تفقد الصفقة معناها السياسي. اما ابن سلمان فقال من جهته ان انهاء الحرب في غزة هو شرط ضروري لذلك. كما طرحت شروط أخرى مثل مشروع نووي مدني في السعودية وغيرها.

استعراض قوة في ايران

مؤشرات التغيير بدأت تظهر، وتناقل الرسائل بين إسرائيل والسعودية اصبح اكثر تواترا، لكن التغيير الجوهري خلقه الهجوم الإسرائيلي على ايران والهزيمة التي اوقعتها إسرائيل بمساعدة أمريكية بطهران.

أولا، مجرد الهجوم أوضح لكل المحيط بان إسرائيل هي قوة عظمى عسكرية إقليمية، مستعدة لان تأخذ مخاطر بسبب قدراتها الهائلة وان تهاجم قوة إقليمية عظمى أخرى. القوة العظمى الأخرى هي الخصم العنيد للسعودية ولمعظم دول الخليج.

ثانيا، تلقت إسرائيل دعما أمريكيا منذ بداية الهجوم، واكثر بكثير من الدعم: مشاركة الرئيس نفسه في مناورة التضليل وبعد ذلك الانضمام الى الهجوم على ايران.

السلاح الاستراتيجي الأكبر لإسرائيل هو علاقاتها وقدرة نفوذها على القوة الأعظم في العالم، وفي الحرب ضد ايران ثبت هذا بشكل واضح. فقد نجح نتنياهو في اقناع ترامب في ولايته السابقة للخروج من الاتفاق النووي، وهي الخطوة الأساس التي أدت الى اتفاقات إبراهيم. لكن هذا النفوذ متبادل: في السعودية وفي المنطقة كلها رأوا كيف ينجح ترامب بطريقته العلنية والمباشرة أن يرجع الى الوراء عشرات الطائرات الإسرائيلية التي كانت في طريقها للقصف ردا على خرق ايران لوقف النار. بمعنى ان قدرة نفوذ ترامب على نتنياهو هامة بقدر لا يقل وتظهر أنه يوجد احتمال كبير للدفع قدما بالفرصة.

الرياض تنضم الى الاعتراضات

ما يشهد كالف شاهد على التغيير في السعودية هو مشاركتها في اثناء الحرب في اسقاط المُسيرات الإيرانية التي كان من شأن بعضها أن تواصل الى إسرائيل. وهكذا تكون السعودية انضمت الى تحالف دولي عسكري امني يفترض أن يشكل بنية تحتية للحلف العسكري في اطار “صفقة كبرى” رغم أنها رسميا شجبت إسرائيل على هجومها على ايران.

الرسائل التي يطلقها السعوديون من خلال الأمريكيين لإسرائيل في اعقاب الحرب هي بهذه الروح: نحن سندخل الى المفاوضات على انهاء الحرب اذا ما وافقتم على وقف النار، وفي المفاوضات سنجلب حلولا شاملة بما فيها البنية التحتية للتطبيع مع السعودية نفسها. وعد آخر يتبين هو ان انهاء الحرب لن يأتي قبل أن تجرد غزة من السلاح – أي نزع سلاح كل المنظمات.

حلول لتسوية سياسية

السعودية واتحاد الامارات معنيتان بان تكونا مشاركتين في اعمار القطاع في اليوم التالي وان تطرحا على طريق انهاء الحرب حلولا لتسوية سياسية حول الضفة والنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. وسواء الرياض ام أبو ظبي تطالبان من السلطة إصلاحات بعيدة الأثر قبل ان تكون هذه جزءً من التسوية، بما في ذلك تغيير جوهري في مناهج التعليم ونزع تطرف السكان كلهم. بالنسبة للسعوديين ثمة في ذلك أيضا دحر لقطر، الخصم من الخليج عن مكانتها المركزية في المسألة الفلسطينية والغزية على نحو خاص.

من تتبقى كالعائق الأساس للصفقة هي حماس – غير ان هناك أيضا يوجد حراك. بعض من كبار مسؤولي حماس – ولا سيما أولئك المتواجدين في قطر ومنهم خليل الحية – مستعدون للبحث في اقتراحات المفاوضات ووقف النار مقابل ضمانات وشروط مختلفة مثل ضمان انهاء الحرب. وحسب وسائل الاعلام العربية، فان جانب تسليم السلاح لا يستبعدونه هو الاخر. بالمقابل، فان زعماء آخرين في حماس، ولا سيما أولئك المرتبطين بايران، مثل زاهر جبارين، يعارضون بشدة نزع السلاح او أي موافقة قبل ان تنسحب إسرائيل بشكل كامل من القطاع، وحماس تبقى فيه كجزء من القيادة. الصراع بين المجموعتين في ذروته وهذا هو احد الأسباب لمواصلة وتعاظم الضغط العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، لحمل القيادة هناك واساسا رئيس الذراع العسكري عز الدين الحداد، لتأييد نهج المفاوضات.

 رسائل مباشرة لحماس

الولايات المتحدة لا تكتفي بوساطة قطر ومصر وتنقل رسائل مباشرة لحماس، في أنه اذا لم توافق على الدخول الى المفاوضات ولتحرير المخطوفين، فسيحقق ترامب خطته لاخلاء القطاع.

في الأسبوع القادم في واشنطن ستكون مسألة غزة هي الموضوع المركزي، مع التوقع بان هناك أيضا سيعلن وقف النار، اذا ما نجحت المفاوضات. الى جانب هذا، وفي تواصل مباشر سيبحث في فتح الإمكانيات لتوسيع اتفاقات إبراهيم في الدول التي ستنضم الى جانب السعودية وغيرها. مسألة ايران ستطرح هي الأخرى وإسرائيل سترغب في التفاهم في أنه اذا ما حاولت ايران العودة الى المسار النووي، فانها يمكنها أن تعمل على تحييد التهديد بشكل حر. في المدى الفوري التوقع هو انه طالما لم تبدأ مفاوضات مع ايران ستواصل الولايات المتحدة توسيع العقوبات التي تشل الاقتصاد الإيراني. وحسب مصدر في واشنطن، في نهاية اللقاء الثالث لنتنياهو وترامب في الولاية الحالية سيعلن عن اللقاء الرابع الذي سيجرى في إسرائيل في زيارة رئاسية في الخريف القادم. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى