ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: المحور الروسي الصيني يحاول منع ايران من التصعيد

إسرائيل اليوم 8/8/2024، داني زاكن: المحور الروسي الصيني يحاول منع ايران من التصعيد

توجد بضعة أسباب لماذا لا يوجد حتى الان هجوم إيراني على إسرائيل ولا يوجد حتى الان هجوم ثأر من حزب الله في اعقاب التصفيات في بيروت وفي طهران.

 احد الأسباب هو تدخل عميق وحثيث من روسيا والصين مع القيادة الإيرانية لمنع تصعيد واسع. بين الأسباب الإضافية يمكن أن نحصي الردع الإسرائيلي، الذي اعيد بقدر ما بعد التصفيات وكذا بعد الهجوم في اليمن، الذي اكثر مما لمح لإيران بالاصابات لمنشآتها النفطية وغيرها من المنشآت الهامة، عسكرية كمدنية في ارجاء الدولة. سبب إضافي هو حلف الدفاع الإقليمي الذي اظهر قدراته في نيسان، وفي واقع الامر يقلص جدا نجاعة الهجوم الإيراني. سبب آخر، تكتيكي، هو عمليا جر إسرائيل الى وضع تأهب اقصى – الغاء الرحلات الجوية، المس بالاقتصاد وما شابه. نصرالله تباهى بذلك في خطابه يوم الثلاثاء 

وعودة الى السبب الأول المشار اليه وله أهمية حاسمة. الصين وروسيا تحثان ايران على عدم الرد بشكل يؤدي الى تصعيد واسع. لكل واحدة منهما أسبابها الخاصة. علاقات روسيا وايران توثقت جدا بسبب الحرب في أوكرانيا. روسيا تشتري من ايران منظومات سلاح كالمُسيرات الانتحارية من طراز شاهد، التي تستخدم للهجمات في أوكرانيا. وهي ترسل من المصنع الإيراني المتطور في كان، على مسافة غير بعيدة عن اصفهان، ومن مصنع اقاموه في طاجكستان المجاورة.

حلف مناهض لإيران

لكن المصلحة الروسية استراتيجية اكثر. تقدير روسيا، كما يحللون في جهاز الامن هنا، وان تصعيدا حادا سيمس بشدة بايران وبمكانتها كقوة عظمى في المنطقة، وكفيل بان يعزز الحلف الإقليمي المناهض لإيران ويجعله حلف دفاع حقيقي. بوتين غارق في الوحل الاوكراني، ويبدو انه ينتظر الفرصة لانهاء الحرب باتفاق يبقي في يديه معظم الإنجازات الإقليمية، بما فيها شبه جزيرة القرم. تصعيد في الشرق الأوسط الذي ينتمي فيه هو الى الجانب الإيراني، سيمس بفرص تحقيق اتفاق كهذا. لقد بعث بوتين الى طهران بسيرجيه شويغو الذي كان وزير الدفاع. فضلا عن الوعود لارسال منظومات دفاع متطورة ضد الصواريخ والطائرات، نقل شويغو هذه الرسالة الى الزعيم الأعلى آية الله خامينئي. 

في الجانب الصيني المصلحة الأساس هي النفط. الصين هي الزبون الأساس وشبه الحصري للنفط الإيراني، بثمن زهيد لكن بكميات كبيرة ومتزايدة. إدارة بايدن توقفت عمليا عن فرض العقوبات على بيع النفط من ايران، مصدر الدخل الأساس للدولة. ايران تعيش في ازمة اقتصادية عميقة في اعقاب خروج ترامب من الاتفاق النووي، وسعر عملتها تدهور من 420 الف ريال للدولار في 2018 الى اكثر من 700 الف اليوم. بيع النفط يتم في قسمه الأكبر في صفقات تبادل للبضائع مقابل النفط، لكن أيضا بالدولار من خلال تجاوز آليات التحويل المالي الدولية وتبييض التجارة المحظورة بالنفط. 

بعض الأرقام. الاتفاق النووي الذي وقع في 2015 والغى العقوبات ضد ايران جلب لإيران مداخيل سنوية لاكثر من 60 مليار دولار من تصدير النفط. بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب الخروج من الاتفاق في 2018 هبطت المداخيل السنوية الى نحو 15 مليار دولار. بعد تغير الإدارة في البيت الأبيض عادت المداخيل في عهد بايدن الى الارتفاع وبلغت في 2024 نحو 50 مليار دولار. 90 في المئة من النفط يصدر كما اسلفنا الى الصين بسعر زهيد جدا عن السعر في الأسواق الدولية، وهو يحرك الصناعة الصينية. التهديد على هذا التوريد هو تهديد على الاقتصاد الصيني.

إضافة الى ذلك، وقعت الصين مع ايران على اتفاق استثمار اقتصادي ضخم قبل ثلاث سنوات، واستثمرت حتى الان مليارات الدولارات في منشآت بنى تحتية وفي صناعة النفط أساسا – التي تحت تهديد إسرائيلي مباشر في الرد على هجوم إيراني. لقد أصبحت الصين عمليا شريكا لإيران في صناعة النفط وفروعها – وهي تريد ان تدافع عن استثماراتها. وحسب تقارير في وسائل الاعلام المقربة من المعارضة الإيراني كان في الأيام الأخيرة تبادل للرسائل بين بيجين وطهران تضمنت القلق الصيني من التصعيد. كل هذا لا يشكل بوليصة تأمين ضد هجوم إيراني. الإيرانيون ملزمون بالرد، في رد لا يعتبر “رفع عتب”. الإمكانيات التي طرحت برد محتمل من طهران هي عملية او هجوم نوعي ضد هدف ذي مغزى عسكري أو رمزي للحكم الإسرائيلي. لكن لإيران يوجد الكثير مما تخسره في تصعيد حقيقي، وعليه فهذا غير مرتقب قريبا.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى