ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: اللقاء يؤشر لإسرائيل: الوقت للعمل لغرض الصفقة

إسرائيل اليوم 8/4/2025، البروفيسور ابراهام بن تسفي: اللقاء يؤشر لإسرائيل: الوقت للعمل لغرض الصفقة

في اعقاب اقوال الرئيس الأمريكي ترامب في المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء نتنياهو أمس تبين، حاليا، جانبان. الأول: ترامب لا يعتزم اتخاذ سياسة يد حديدية تجاه إسرائيل في مسألة غزة بل محاولة دفعها للموافقة على منحى تسوية مؤقتة أو صفقة إضافية بروح ويتكوف، لكن مع عدد اكبر من المخطوفين الذين يتحررون فيها.

 الرئيس الأمريكي يقدر الجهود التي يبذلها رئيس الوزراء نتنياهو لتحرير المخطوفين وبالتوازي يدعوه للموافقة على صفقة إضافية، ويذكر، بنبرة مؤثرة، اللقاءات التي اجراها مع مفديي الاسر الذين وصلوا الى المكتب البيضوي. يبدو أن موقفه من المسألة كان يترافق وتعاطف صادق للتقدم في حل.  

بخلاف الجهود الحثيثة من الإدارة للتقدم في صفقة – حتى وان كانت جزئية – في بداية طريقها يؤخذ مؤخرا الانطباع بان مصير المخطوفين (المتداخل واتفاق وقف اطلاق النار وانهاء القتال) آخذ في الابتعاد عن بؤرة الاهتمام الأمريكي. على هذه الخلفية ينبغي أن نرى في اللقاء محاولة متجددة، من جانب البيت الأبيض على الأقل، لكسر الجليد والوصول الى الاختراق المنشود. 

بالضبط في هذه النقطة يكمن احتمال الخلاف بين واشنطن والقدس. فبالنسبة لنتنياهو، وقد اثبت ذلك المرة تلو الأخرى في كل سياق الحرب المتواصلة، لا يستعجل على الاطلاق اتفاقا يعيد كل المخطوفين (الا اذا قبلت حماس كل مطالبه بعد أن تتلقى ضربة عسكرية ساحقة). وأسباب ذلك معروفة وواضحة وقائمة في السياق السياسي والائتلافي. 

بالنسبة لترامب، فان الجدول الزمني المرغوب فيه للصفقة آخذ في القصر الان بسرعة، ومكان التسليم في قتال لا نهائي يحتله اكثر فأكثر إحساس بالالحاح وذلك كنتيجة لحساسية وقلق متزايد على الوضع المحتدم وفرص نجاة المخطوفين (الذين بينهم أيضا إسرائيلي ذوي مواطنة أمريكية)، الى جانب جملة اعتبارات استراتيجية عظيمة الأهمية. 

في قلب هذا السياق توجد زيارة الرئيس، التي ستكون في الشهر القادم، الى السعودية. فمن الحيوي له أن يصل الى الرياض فيما يكون اتفاق انهاء القتال (او على الأقل وقف نار طويل) في جيبه. إذ انه فقط مؤشر على تقدم حقيقي في مسار استقرار الساحة سيسمح للولايات المتحدة للنزول عن الجدار ومنح تأييدها لخطوة دبلوماسية مرتبة كفيلة بان تؤدي مع نضوجها الى تطبيع إسرائيلي – سعودي. في نظر البيت الأبيض، فانه منح إسرائيل مجال مناورة وحرية عمل عسكرية وسياسية غير محدودة في الأشهر الأخيرة، وبالتالي حتى لو لم تفلح في التقدم في اقرب وقت ممكن في الخطوة الأخيرة في الطريق لتقويض حماس – فقد حان الوقت للتسليم بالانتقال الى مسار آخر (على افتراض أن تتلقى من السيد الأمريكي ضمانات ملموسة وضوء اخضر لاستئناف النار في حالة خرق الاتفاق). 

اذا كانت هذه بالفعل خلاصة ومنطق خريطة طريق ترامب، فيمكن أن نرى فيها نوعا من “العرض” الذي لا يمكن رفضه، ويترافق مع جزرة حلوة تتمثل بمنح اعفاء كامل او جزئي لضربة الجمارك. من ناحية ترامب، توجد لهذا التعويض أهمية إضافية إذ أنه سيطلق رسالة عالمية عامة تتمثل بالاستعداد لحل وسط ومرونة. وهكذا قد يهديء بقدر ما السوق المالية الامريكية (والعالمية والمجال الاقتصادي كله، العالقين في ذروة موجة تسونامي.

بالنسبة للجانب الاخر، المسألة الإيرانية لاحت تشديدات مختلفة في اقوال نتنياهو وترامب.  فبينما ركز نتنياهو على الحاجة لمنع السلاح النووي عن ايران بكل ثمن، كان الرئيس الأمريكي متصالحا اكثر بقليل تجاه طهران، عاد وشدد على الأهمية التي في إيجاد الأفق الدبلوماسي الذي يوشك على أن ينطلق في نهاية الأسبوع وامله في ان يعطي بالفعل ثماره رغم الاختلافات العميقة بين واشنطن وطهران. في هذا المجال أيضا الزمن ضيق إذ ان موعد انتهاء الاتفاق النووي من العام 2015 هو أكتوبر 2018 (رغم ان ترامب انسحب منه الا انه بقي ساري المفعول). وعندها سيتاح لإيران استكمال اندفاعها نحو القنبلة دون أي قيد.

في هذا السياق، رغم الفروقات في التشديدات، يوجد فرق اساسين بين النهج الأمريكي والإسرائيلي، رغم أن ترامب يتطلع لاستنفاد الخيار السياسي قبل تنفيذ الإنذار الذي طرحه على ايران للوصول الى اتفاق في غضون ستة أسابيع. هكذا يمكن أن نرى في هذا النهج أيضا نوعا من التعويض لإسرائيل بشكل التزام بتعاون عسكري وبسط امن وحماية عليها، اذا ما وعندما تتقرر خطوة هجومية.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى