ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الكابنت قرر حكما عسكريا في غزة

إسرائيل اليوم 6/5/2025، يوآف ليمور: الكابنت قرر حكما عسكريا في غزة

قرار الكابنت توسيع الحملة في غزة فيه ثقوب أكثر مما في الجبنة. الأسئلة الأساس بقيت فيه بلا جواب وعلى رأسها مسألة المخطوفين ومستقبل القطاع. 

سوق هذا القرار امس باسم “مصدر امني رفيع المستوى”. ليس واضحا لماذا تختبيء الحكومة من خلف هذا اللقب ولا تتوجه الى الجمهور علنا. 19 شهرا في الحرب تستحق دولة إسرائيل المطالبة الان بان تجند مرة أخرى مقدراتها القومية ان تحصل على أجوبة على شؤون تشغل بالها وفي بعضها تعمل الحكومة بخلاف اغلبية متماسكة وثابتة من الجمهور. 

كما أسلفنا، الموضوع المركزي هو المخطوفون. الكابنت يبقي مساحة زمنية لتحقيق “منحى ويتكوف” لنبضة تحرير أخرى حماس في هذه اللحظة تعارضها. غير أنه حتى لو وافقت حماس سيبقى مخطوفون في غزة والكابنت لا يوضح كيف ينوي ان يعيدهم الى الديار. قوله ان الحملة ستستمر حتى تحرير كل المخطوفين هو كلمات فارغة لان من الواضح ان القوة العسكرية لا تحرر مخطوفين بل تعرضهم للخطر. 

موضوع ثانٍ لا جواب له والمساعدات الإنسانية. الخطة التي اقرت تتضمن توزيع المساعدات من قبل شركات مدنية، في عمل يحرسه الجيش الإسرائيلي. هذه الخطوة لم تنضج بعد ونجاحها موضع شك. حماس ستحاول تخريبها مرتين. بإصابة الجنود وباصابة الموزعين على حد سواء – ما منش أنه ان يلزم الجيش بان يأخذ على عاتقه هذه المهمة، بخلاف رأيه.  

موضوع ثالث هو مستقبل القطاع. من يسمع نقيق الاوزة ويرى سير الاوزة لا يخطيء: هذه اوزة، لا يسميها الكابنت باسمها – حكم عسكري. القرار باحتلال أراضي، هدم، نفي سكان، التحكم بالاهمال والبقاء في غزة الى الابد معناه تجديد الحكم الإسرائيلي في غزة. حتى دون التطرق لمسألة إقامة مستوطنات من جديد والكلفة الهائلة لمثل هذه السيطرة (بالمال، بالقوة البشرية وبالمقدرات الأخرى) مشكوك أن يكون وزراء الكابنت الذين رفعوا أيدهم “بالاجماع” مثلما تباهى البيان، فهموا ما الذي يقررونه. 

ويمكن المواصلة: ليس واضحا مثلا كيف يمكن العمل بحرية في القطاع حين يكون فيه مخطوفون، وليس واضحا أيضا أي قوة بشرية ستنفذ هذه المهمة (التي تتطلب بضع فرق) بينما الجيش النظامي منهك وفي جيش الاحتياط تظهر صدوع خطيرة. الكابنت لا يجيب على ذلك، وفي واقع الامر يترك للجيش الإسرائيلي ان يتصدى للمشكلة وحده. هذه المهمة معقدة اكثر من الماضي لانها موضع خلاف من ناحية جماهيرية – وبالتأكيد عندما يكون معناها الفوري هو التخلي عن المخطوفين واحتلال القطاع بهدف البقاء فيه. 

الجنود الذين تتطلبهم المهمة – والمهام الموازية في الشمال وفي الضفة يمكنهم بالتأكيد ان يتساءلوا من سيأخذ المسؤولية عن ارسالهم الى المعركة فيما أن الكابنت الذي يفعل ذلك أوضح أمس مرة أخرى بان ليس في نيته ان يحقق في اخفاق 7 أكتوبر الذي وقع في اثناء ورديته. هذا سؤال جوهري (هو الاخر بقي بلا جواب) ليس فقط باسم الحاجة للتحقيق والتعلم واستخلاص الدروس مما حصل بل لان الفهم بان ليس للحكومة أي نية لتحمل المسؤولية عن نتائج قراراتها يخلق فراغا مقصودا. 

هذا الفراغ، الذي يخلقه رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع كاتس يترك الساحة شاغرة تماما لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي يخيل أن الحكومة تعمل في هذه اللحظة بشكله وفي صورته. أمس أجرى مقابلات صحفية تحت كل شجرة باصقة ولم يخفِ اراءه. مهما كانت دوافعه – محاولة يائسة لإنقاذ مقاعد ضائعة بهدف الاقتراب من نسبة الحسم، ام أيديولوجية صرفة يجدر الاستماع له. سموتريتش يقول الحقيقة، كما هي، دون تجميل او رتوش: بين الحرب والمخطوفين، إسرائيل اختارت الحرب. وبين العيش الى جانب غزة او العيش في داخل غزة إسرائيل اختارت العيش في داخل غزة. وبين توزيع متساو للعبء وبين زيادة العبء على من يخدمون اختارت التمييز من اجل بقائها السياسي. 

ويا له من رمزي ان كل هذا يحصل أمس فيما ان اجر الوزراء والنواب يرتفع بالتوازي مع الصراع اليائس للمعلمين والمربيات على شروط بالحد الأدنى. ويا له من رمزي هذا كله يحصل أمس، في اليوم الذي يحيي فيه رون أراد يوم ميلاده.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى