ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الفجوة الأساس امام اتفاق وقف النار مع لبنان هي حرية عمل للجيش الاسرائيلي

إسرائيل اليوم 20/11/2024/ يوآف ليمور: الفجوة الأساس امام اتفاق وقف النار مع لبنان هي حرية عمل للجيش الاسرائيلي

رغم التفاؤل الذي هب في الأيام الأخيرة من واشنطن ومن بيروت، كان يخيل أمس ان الفجوات بين إسرائيل ولبنان لا تزال تمنع استكمال الاتفاق الذي يسمح بوقف النار وعمليا لانهاء الحرب في الشمال. 

الفجوة المركزية هي حول مطالبة إسرائيل بحري عمل تنفيذي كاملة في لبنان في المستقبل من طلعات التصوير وجمع المعلومات لسلاح الجو وحتى الهجمات الجسدية من الجو ومن البر. من ناحية إسرائيل يعتبر هذا شرطا أساس، والذي هو درس من حرب لبنان الثانية. فقد خرق حزب الله منذئذ بمنهاجية قرار 1701 للأمم المتحدة سواء في بند التسلح وإنتاج السلاح ام في بند التموضع في جنوب لبنان، دون أن ترد إسرائيل. اما الان فتطلب إسرائيل موافقة صريحة بان تتمكن من العمل في لبنان اذا ما عاد حزب الله وخرق الاتفاق في المستقبل. 

لبنان يعارض هذا المطلب ويقترح فرض الاتفاق بواسطة جيش لبنان لمساعدة قوات اليونيفيل. اما إسرائيل فقد أوضحت بانها سترفض ترك امنها مرة أخرى في ايدي الاخرين، وفي ضوء الرفض اللبناني فمعقول أن تحصل إسرائيل على “اذن” من الولايات المتحدة للعمل بحرية باسناد من القوى العظمى الأوروبية (فرنسا، بريطانيا وألمانيا) التي ستكون شريكة في الاتفاق. يمكن لهذا العمل الإسرائيلي ان يكون مطلوبا منه ان يمر عبر آلية استيضاح تمنح إمكانية للبنان “لمعالجة” الخروقات قبل أن تعمل إسرائيل بنفسها. 

وقف نار لـ 60 يوما

ستسمح إسرائيل للجيش اللبناني لان ينتشر بقوات معززة في جنوب لبنان بنية ان تكون دولة لبنان مسؤولية بشكل كامل عما يجري في حدودها. اما قوات اليونيفيل القائمة فتطلب إسرائيل “رفع مستواها” بوحدات نوعية اكثر وكذا أيضا بمكانة اللجنة التي تشرف على تنفيذ الاتفاق: الان تحكم بين الطرفين لجنة ثلاثية يشارك فيها مندوبو إسرائيل، لبنان والأمم المتحدة، وإسرائيل معنية بان تستبدلها بلجنة أوسع يترأسها مندوب امريكي والى جانبه مندوب فرنسي. في إسرائيل يأملون في أن يتفق أيضا على آلية لاستيضاح خلافات أخرى بين الطرفين وعلى رأسها ترسيم الحدود التي لا يوجد توافق حولها والتي شكلت علة دائمة لحزب الله لابقاء الحرب ضد إسرائيل.

الامريكيون معنيون بان يوقع الاتفاق فورا ويؤدي الى انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان ووقف القتال. وأعربت محافل رفيعة المستوى عن شكها فيما اذا كان الامر ممكن التنفيذ في جدول زمني قصير، ويحتمل أن يتقرر وقف نار من 60 يوما تبحث الأطراف خلالها بالبنود موضع الخلاف، بما في ذلك في تحرير المعتقلين اللبنانيين الذين اسرتهم إسرائيل في اثناء الحرب وفي موعد عودة مئات الاف سكان القرى في جنوب لبنان ممن تركوا بيوتهم.

ومع أن وقف النار سيؤدي الى هدوء مؤقت، لكن مشكوك أن يسمح بالعودة الكاملة لسكان الشمال الى بيوتهم. لكنه سيسمح بالبدء في سياقات اعمار مختلفة وبتسريع سياقات إقامة العائق الجديد على طول الحدود. في اليوم التالي للحرب يفترض بحدود الشمال ان تبدو مختلفة تماما عما كانت تبدو حتى 7 أكتوبر سواء من ناحية طبيعة العائق والوسائل الالكترونية التي ستنصب فيه ام من ناحية كمية القوات وشكل انتشارها وتفعيلها. 

تحدي خط الحدود الشرقي

في هذه الاثناء، وعلى خلفية الاتصالات للاتفاق، شدد الجيش الإسرائيلي الضغط العسكري على حزب الله في محاولة لتحقيق إنجازات أخيرة وعلى أمل دفع لبنان الى مزيد من التنازلات. كجزء من ذلك تعززت الهجمات ضد اهداف حزب الله في بيروت وكذا الاعمال العسكرية ضد البنى التحتية للحزب في جنوب لبنان، بما في ذلك خلف خط القرى الثاني الذي يوجد على مسافة نحو 6 كيلو متر عن الحدود. 

يدور الحديث أساسا عن المجال الشرق الذي يهدد الجليل الأعلى، حيث مدى نار الصواريخ المضادة للدروع تسمح أحيانا بالاصابة حتى من خلف نهر الليطاني والذي تبحث الأطراف فيه الان. 

هذه مسألة مركزية تقلق جدا رؤساء السلطات لان من شأن هذه المناطق ان تبقى تحت تهديد مباشر في المستقبل أيضا. ادعائهم بان البحث في الليطاني كخط الفصل لتواجد حزب الله لم يعد ذا صلة في ضوء تمديد مدى النار، لكن لما كان الليطاني تقرر كمسلمة بين الطرفين، مشكوك أن تتمكن إسرائيل من تغيير ذلك الان. 

حزب الله هو الاخر شدد الجهود لضرب إسرائيل، بما في ذلك محاولات متسارعة لاطلاق الصواريخ الى قلب البلاد وشمالها وجباية ثمن من القوات العاملة في جنوب لبنان. واضح أن المنظمة لا تزال تجد صعوبة في أن تنسق النار بمنهاجية وتعمل تحت خوف دائم من الاغتيالات لكبار رجالاتها وضرب بناها التحتية. كجزء من هذا الغي امس خطاب الزعيم الجديد نعيم قاسم “لاسباب امنية”. 

ان الموافقة اللبنانية على وقف النار ستسمح لأول مرة منذ 7 أكتوبر بفك الارتباط بين لبنان وغزة. معقول ان تطلب إسرائيل أكثر من هذا: ان تتوقف الهجمات الى أراضينا حتى من جانب لبنان ووكلائها الاخرين في المنطقة. يمكن للايرانيين ان يفرضو هذا على الميليشيات في العراق وفي سوريا وبشكل جزئي على الحوثيين في اليمن. في إسرائيل يأملون في أن تنجح إدارة ترامب الجديدة في دحر ايران الى الزاوية في هذه المسألة أيضا. 

 

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى