ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الـمـنـاورة الـبـريـة فـي رفـح ستسرق من حماس أوراقها

إسرائيل اليوم 20-3-2024، د. ايهودا بلنجا*: الـمـنـاورة الـبـريـة فـي رفـح ستسرق من حماس أوراقها

مع بداية عملية طوفان الأقصى وضعت حماس لنفسها أهدافا أساسية للنصر. أخذت بالحسبان شدة الرد الإسرائيلي. لكن بينما في العيون الإسرائيلية قتل المخربين والأزمة في غزة يعتبران كإنجاز، فإن السنوار ورفاقه في القيادة يرون في هذا تفوقاً تكتيكياً لتعظيم أهدافهم الاستراتيجية. وعليه فان تنفيذ الإعلان الإسرائيلي عن القضاء على قدرات حماس السلطوية والعسكرية ضروري رغم التعريف الغامض.

1. اختطاف اكبر قدر ممكن من المدنيين والجنود الإسرائيليين الذي سيصبحون أوراق مساومة لتحرير الاف السجناء المتبقين في السجون في إسرائيل. تعرفة التبادل تقررت في صفقة شاليت، ووفقا للسابقة تعرف حماس بان بالصبر وبتمديد الوقت ستوافق إسرائيل على الشروط التي تطرح عليها. هكذا بينما كانت الصفقة الأولى تعتبر في الجمهور الإسرائيلي كانجاز بالنسبة لحماس كانت هذه امتحانا: الى اين ممكن الوصول الى الصفقة التالية، أي تحرير كبار المخربين و «السجناء الثقيلين».

2. البقاء في الحكم. في بداية الحرب أفادت وسائل الاعلام بان مسؤولي حماس يختبئون عن الجيش الإسرائيلي في انفاق ظلماء، عديمة الوسائل. واكثر مما سعت هذه التوصيفات لرفع المعنويات المتردية في إسرائيل، عكست غياب المعلومات عما يجري في غزة التحتية. كلما مر الوقت وعمق الجيش الإسرائيلي دخوله الى غزة، هكذا انكشف مستوى جاهزية حماس للحرب. فقد ضمت الانفاق غرفا لاقامة طويلة، مطابخ، حمامات ومراحيض، غرف نوم واقفاص لاسكان المخطوفين. من تحت أنف إسرائيل طورت حماس إمكانية انتاج وحشية لوسائل قتالية، وبنت شبكة انفاق لا تنتهي لتحرك المخربين من ساحة الى ساحة. منظمة الإرهاب جمعت تموينا لزعمائها ونشطائها لمواجهة طويلة المدى.

3. حشد العطف في أوساط الفلسطينيين سكان الضفة الغربية وطرح بديل محتمل للسلطة الفلسطينية. على خلفية انعدام الأداء المتواصل للسلطة، الفساد المرتبط باسمها وتماثلها مع الولايات المتحدة – هجمة الإرهاب في 7 أكتوبر رفعت نجم حماس في أوساط الفلسطينيين في الضفة.

4. «وحدة الساحات». الاحداث الثلاثة السابقة كانت متعلقة بقدرات حماس فقط. اما الرابع فيحتاج الى استجابة شركاء آخرين في «محور المقاومة». الامل الأكبر لحماس كان لخلق «وحدة الساحات» في حرب ضد إسرائيل. في احداث حارس الاسوار نجحت المنظمة في ربط غزة بالقدس. وهكذا غيرت معادلة العلاقات بين إسرائيل والقطاع وجسدت أيضا بان في ايديها القدرة لاشعال الضفة بل وجرف عرب إسرائيل في الدعوة للدفاع عن الأقصى». صحيح أن هذا الهدف لم يتحقق بكامله في 7 أكتوبر، لكن مجرد حقيقة أن إسرائيل تخوض حربا متعددة الساحات (حماس، الضفة، حزب الله، سورية واليمن) تجسد تفجر الوضع والاحتمال الدائم لاشتعال يؤدي الى حرب واسعة.

5. تجميد أو الغاء تام لمسيرة التطبيع مع إسرائيل. «اتفاقات إبراهيم» ضربت حماس بالذهول (وكذا ايران أيضا). اثبتت بانه ممكن الوصول الى تفاهمات مع إسرائيل على أساس مصالح مشتركة، دون حاجة الى تنازلات إقليمية. فجأة ازيحت المشكلة الفلسطينية الى خلفية ساحة النزاع. اليوم احد لا يتحدث عن تطبيع علاقات مع إسرائيل. الرؤيا العربية، تلك التي تحظى بتأييد امريكي – أوروبي من الحائط الى الحائط، هي رؤيا دولة فلسطينية مقابل السلام.

بعد خمسة اشهر من الحرب يمكن أن نقول ان حماس قريبة من تحقيق أهدافها. درة التاج هي مخربون. جر الارجل من حماس حول صفقة المخطوفين يستهدف الاستنزاف وتوسيع الصدوع في المجتمع الإسرائيلي، تغيير صورة الوضع السياسي فيه ومواصلة كسب الدعم الدولي. ما الذي سيسرق الأوراق إزاء حماس؟ الخطوة الأخيرة المتبقية لإسرائيل للتنفيذ – مناورة برية في رفح.

 

*خبير في شؤون العالم العربي في دائرة الشرق الأوسط في جامعة بار ايلان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى