إسرائيل اليوم: العودة إلى 6 أكتوبر
إسرائيل اليوم 9-5-2024، يوآف ليمور: العودة إلى 6 أكتوبر
سبعة أشهر منذ 7 أكتوبر والجمهور الإسرائيلي مشوش ومنقسم في الرأي عما ينبغي لها أن تكون صورة النصر في الحرب. التأييد الأهم اليوم أيضا هو لتحرير كل المخطوفين واعادتهم الى الديار (28 في المئة)، لكن هذا معطى ادنى من ذاك الذي ظهر في استطلاعات سابقة.
هذا كفيل بان يدل على انخفاض في العطف للعائلات وكفاحها، الذي انتقل في الأسابيع الأخيرة الى عمليات عدوانية اكثر مثل اغلاق المحاور. معقول ان تكون الحملة الصاخبة في مسألة احتلال رفح، بدعوى انها ستؤدي الى تقويض حماس والانتصار في المعركة، قللت تأييد الجمهور بمسألة المخطوفين، انطلاقا من التفكير بان النصر سيجلب معه حلا لقضيتهم أيضا.
كما أن 17 في المئة الذين يعتقدون بان إبادة حماس ستكون صورة النصر الكاملة هو معطى متدن. يمكن أن نفهم منه بان معظم الجمهور يعتقد بان إسرائيل خسرت منذ الآن في السبت الأسود او انها لا تؤمن بانه يحتمل انتصاراً مطلقاً كما يعد رئيس الوزراء. كقاعدة، يخيل أن الجمهور شبع شعارات ووعوداً ومعني الآن بالنتائج.
معطيان آخران يتداخلان الواحد بالاخر هما احتلال كامل وسيطرة امنية في قطاع غزة (10 في المئة) واستئناف الاستيطان اليهودي في غوش قطيف (5 في المئة)، واللذان يأتي التأييد لهما من الجانب اليميني من الخريطة السياسية. هؤلاء يرون في الحرب فرصة لاصلاح ما اعتبروه كخلل وظلم تاريخي – فك الارتباط – ومستعدون لان يتحملوا الثمن الباهظ لسيطرة إسرائيلية ثابتة على غزة وسكانها.
يمكن أن نكون متفاجئين من حقيقة ان 13 في المئة من الجمهور يعتقدون بان تصفية يحيى السنوار وقيادة حماس ستكون صورة نصر مناسبة. هذا يدل على انه رغم عشرات سنين الحرب ضد الإرهاب، عشرات تصفية كبار المخربين، لم يستوعب الإسرائيليون بان التصفيات هي علاج مؤقت لمرض عضال، وانه بعد السنوار سيأتي آخرون.
يخيل انه توجد هنا أساسا رغبة مفهومة في الثأر على الفظائع التي ارتكبتها حماس، وبقدر اقل تفكير اذا كان هذا حقاً سيكون نصراً حقيقياً وكاملاً في المعركة.
مسألة وضعية سياسية
يخيل أن بالذات الـ 13 في المئة الذين قالوا انه لا تحتمل صورة نصر، مزقوا القناع عن اهداف الحرب. فاعادة المخطوفين هي هدف مناسب سيدحر بالضرورة هزيمة حماس، وهزيمة المنظمة هو هدف جدير سيدحر بالضرورة قضية المخطوفين.
حتى لو تحقق هذان الهدفان في النهاية، فان حرقة هجمة 7 أكتوبر وآثارها ستبقى معنا على مدى العقود. معقول اننا نشهد الآن بوادرها – في المجال السياسي، الأمني، الاقتصادي والاجتماعي – وستكون حاجة الى منظور واسع لأن نؤطر بالضبط اصطلاحات مثل “النصر” و “الهزيمة”.
وبعد هذا، يجدر بنا ان ننتبه للحقيقة الواضحة التي تنشأ عن الاستطلاع الا وهي أنه بعد فترة طويلة من الوحدة الداخلية، عاد الجمهور لينقسم وفقا لارائه السياسية: تحرير المخطوفين يحظى بتأييد مهم في الوسط – اليسار، بينما هزيمة حماس والسيطرة الكاملة على غزة بعد الحرب تحظيان بتأييد اليمين.
دون الدخول الى مسألة ما هي صورة النصر الكاملة هذا يدل على أنه بدون زعامة ووحدة من شأننا ان نجد أنفسنا بسرعة اقرب الى 6 أكتوبر مما الى 7 أكتوبر – ونعطي بذلك بايدينا، النصر وصورة النصر للسنوار ولحماس.