إسرائيل اليوم: العالم يعود الى الحرب الباردة
إسرائيل اليوم 24/7/2024، دان مرغليت: العالم يعود الى الحرب الباردة
“الحرب الباردة” نشبت قبل أن تصل الحرب العالمية الثانية الى منتهاها في 1945. فقد تجاهلت روسيا السوفياتية شراكتها مع أمريكا وبريطانيا في القضاء على النازية وركزت على احتلال دول في أوروبا.
لقد سيطرت على الدول المجاورة لها. فبعضها ضمتها اليها، وفي أخرى أقيمت حكومات شيوعية بمكانة ارانب سياسية. يوسف جوجشفيلي ستالين لم يعرف الشبع وقوض الأنظمة الديمقراطية في تركيا وفي اليونان وحتى في فرنسا وفشل في خطوة عنيفة لتتمثل بالحصار لدحر اقدام الغرب عن برلين.
وينستون سبنسر تشرتشل قال ان “ستار حديدي هبط على أوروبا” وأوصى بالعمل على اسقاط النظام السوفياتي، الذي كان قبل ست سنوات من ذلك لا يزال حليفا لادولف هتلر. الدبلوماسي اللامع جورج كنان صمم للولايات المتحدة سياسة “الكبح”. وعمل الرئيس هاري ترومان بموجب ذلك ومنع سقوط تركيا واليونان في ايدي الشيوعيين.
على هذا الأساس اقام الغرب الديمقراطي حلف الناتو، وبعد بضع سنوات من ذلك رد الروس باتفاق مضاد حمل اسم وارسو. الحرب الباردة تجمدت ونشأ توازن مفروض كانت حاجة لدبلوماسي اصيل كهنري كيسنجر كي يبقيه على مدى الزمن.
ان انهيار الاتحاد السوفياتي في 1989 – بداية للايجاب وبعد ذلك ليس هكذا بالضبط – غير وجه العالم. الان، مزودة بسلاح فتاك أكثر عادت المواجهة الى الوضع الذي كان سائدا بعد الحرب العالمية الثانية. وقد وقعت الانعطافة على خلفية ضعف امريكي. براك أوباما تعهد باستخدام الجيش الأمريكي في الساحة السورية حيث لعبت بدور النجم بعنف محافل إيرانية، وخيب الظن. العالم لم يكن يعنيه. ترامب هو الاخر أغمض عينيه عندما هاجمت ايران السعودية بالصواريخ، ومرت أمريكا عن ذلك مرور الكرام وكأنه تملكها شيطان.
ترامب تأثر بخطوة مغلوطة من بنيامين نتنياهو، الغى الاتفاق النووي مع ايران ولم يفعل شيئا كي يصد آيات الله. وضع سيء أصبح أسوأ. وبفعله ذلك، منح ايران حرية عمل دولة للسعب الى انتاج سلاح نووي.
بالمقابل، عزز جو بايدن المكانة الدولة للولايات المتحدة. ساعد أوكرانيا بالدفاع عن نفسها ضد عدوان فلاديمير بوتين، ونجح بذلك جزئيا رغم معارضة الانعزاليين في بلاده، بمن فيهم أيضا المرشح الحالي لمنصب نائب الرئيس عن الجمهوريين، السناتور جي دي فانس. كما أن بايدن لم يترك شكا في أنه اذا ما اجتاحت الصين تايوان فانها ستجد امامها جيش امريكي. ومن فوق كل شيء توجد المساعدة الأمنية والسياسية التي منحها ويواصل منحها لإسرائيل في الحرب التي فتحت من غزة في أكتوبر 2023.
واساسا، لو لم يصر نتنياهو على منع مشاركة السلطة الفلسطينية بين الجهات العربية التي تستلم إدارة غزة بدلا من حماس، لقام بمباردة بايدن حلف استراتيجي أول في أهميته للولايات المتحدة، مصر، السعودية، دول الخليج وإسرائيل لاجل صد العدوان الإيراني الذي يهدد كل المنطقة.
أما ترامب فيؤشر الى أنه لن يهرع لنجدة أوكرانيا رغم أنها ضحية العدوان من جانب بوتين. فضلا عن ذلك في “نيويورك تايمز” كتب قبل بضعة أيام بان ترامب يرى في الولايات التحدة كشركة تأمين. اذا كانت أوروبا الديمقراطية اكثر لقاء البويصة – فان الولايات المتحدة تمنحها الحماية (وان كان من ناحية صلب الموضوع مطلبه في أن تزيد أوروبا نصيبها في تمويل الناتو محق).
كل هذا لا يتعلق مباشرة بامن إسرائيل. العقل يقول ان ترامب وفانس سيدعمانها بقلب كامل رغم الشقوق في العلاقات. في الحزب الديمقراطي أيضا لا يوجد يوجد دعم واضح (آخذ في التناقص) لإسرائيل. لكن اذا ما أضعف ترامب الصلة بالناتو وبتايوان ولم يسعَ الى إقامة الحلف الإسرائيلي – السعودي – الأمريكي لانه على أي حال يميل لان يقلص تواجد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط – فسيكون لهذا تأثير سيء على قدرة الجيش الإسرائيلي على ردع دول معادية.
الديمقراطية تصرخ لترومان، تشرتشل، كنان وكيسنجر جُدد.