ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الشيطان يوجد في التفاصيل

إسرائيل اليوم 19/1/2025، ايال زيسر: الشيطان يوجد في التفاصيل

لا شيء يوقف مشاعرنا ويوحدنا كشعب إسرائيل اكثر من عودة المخطوفات والمخطوفين الى أحضان عائلاتهم بعد 15 شهرا في أسر حماس. هذا هو انتصار الروح الإسرائيلية وروح الانسان على قتلة حماس، الذين يقدسون الموت على الحياة وكانوا مستعدين فقط لان يقتلوا 1.200 إسرائيلي بل وأيضا ان يضحوا بابناء شعبهم على مذبح حلمهم للوصول الى إبادة إسرائيل.

تحرير المخطوفين سيحمل الحرب في غزة الى نهايتها. وفي كتب التاريخ سيروى كيف ان هذه الحرب، التي شنها يحيى السنوار بتكليف من ايران، تنتهي بينما يوجد محور الشر بقيادة طهران لنقطة درك اسفل تاريخي لم يشهد له مثيل، بعد الضربات التي تعرضت لها حماس وحزب الله على ايدي إسرائيل. ضحك المصير، هو أن هذه الحرب التي استهدفت منع التوقيع على اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية تنتهي فيما أن هذا الاتفاق اقرب من أي وقت مضى.

بعد كل هذا من المهم الاعتراف بانه رغم الوعد بـ “النصر المطلق”، نجا حزب الله وحماس من الحرب، وان كانا ضربا ضربة شديدة، وثمة خوف من ان يعملا على ترميم قوتهما وان يعودا ليشكلا تهديدا على إسرائيل. يدور الحديث، اذن، عن فشل المستوى السياسي والمستوى العسكري في إسرائيل، بعد فشلهما في 7 أكتوبر حين فشلا في إدارة المعركة بتفويتهما الفرصة بهزيمة العدو في اثناء اشهر القتال الطويلة.

الرئيس ترامب هو الذي كان الروح الحية من خلف تحقيق الصفقة، بعد أن توعد كل الجهات ذات الصلة – يتبين أنه قصدنا نحن أيضا – بالجحيم اذا لم تتحقق هذه الصفقة.

ترامب لا يرتاح على أكاليل الغار ويتطلع منذ الان لتحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية كخطوة أولى في الطريق لخلق شرق أوسط جديد.

غير أن الطريق من نهاية الحرب في غزة الى السلام على الأرض في الشرق الأوسط المليئة بالعوائق والمحطات الوسطى التي يفضل ترامب تجاهله – ما يحصل في غزة وفي لبنان في اليوم التالي للحرب، وما سيكون عليه المشروع النووي لإيران. على عوائق كهذه نتغلب في منطقتنا ليس من خلال الاغراءات والوعود بالازدهار الاقتصادي بل عن طريق التهديدات باستخدام القوة. ترامب يفترض أن يعرف هذا بعد أن فشل في محاولته التقدم في العقد الماضي بـ “صفقة القرن” لحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.

ترامب قد يبدو ويُسمع مهددا لكن في منطقتنا يعرفون كيف يقرأوا بين السطور ويخيل أن رسالته، رسالة نائبه فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيث واضحة. كل هؤلاء يمنحون إسرائيل عناقا حارا، لكنهم في نفس الوقت يطلقون رسالة واضحة بان حذار على الولايات المتحدة ان تتورط في حرب في الشرق الأوسط. بمعنى أن ليس لادارة ترامب الرغبة أو المصلحة في العمل عسكريا لا في سوريا ولا في اليمن ويبدو ان لا في ايران أيضا.

ما فهمه حزب الله في لبنان تفهمه الان حماس في غزة، وسيفهمه الإيرانيون أيضا – ترامب يهدد، لكنه لا يعتزم العمل، وبدلا من هذا، وجهته للاتفاقات والتسويات وأولا وقبل كل شيء الاتفاق مع ايران في كل ما يتعلق بمشروعها النووي. من هنا الاستنتاج الواجب – خفض الرأس والانتظار الى أن يمر الغضب.

حماس في غزة لن تخرق اتفاق وقف النار بل فقط ستعمل على ترميم قوتها العسكرية واستعادة سيطرتها على السكان. اما في لبنان فيعمل حزب الله على الإبقاء على السلاح الموجود تحت تصرفه، والدليل – الجيش اللبناني لم يصادر أي صاروخ حتى الان، لا جنوبي الليطاني ولا شماله.

الصفقة في غزة هي ورقة هامة في البرج الورقي الأمريكي الذي يعنى بخلق شرق أوسط جديد، لكن مشكوك أن يصمد برج الأوراق هذا امام مهب الريح الأول، وبخاصة واضح للجميع ان ليس لواشنطن أي نية لاستخدام القوة لاجل تحقيق مخططاتها لمستقبل المنطقة.

يجدر بإسرائيل أن تستعد للوضع الجديد وأساسا ان تتعلم من فشلها في هزيمة حماس وحزب الله في اثناء الـ 15 شهرا الأخيرة، ان تستوعب قواعد اللعب التي يمليها علينا الامريكيون وان تجد السبيل – الذي يدمج بين خطوات سياسية وعسكرية- يسمح لها بان تمنع عودة التهديد من غزة ومن حدود لبنان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى