ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: السيناريو الأكثر اقلاقا بالنسبة لاسرائيل

إسرائيل اليوم 23/6/2025، يوآف ليمور: السيناريو الأكثر اقلاقا بالنسبة لاسرائيل

الولايات المتحدة نفذت وعدها بعدم تمكين ايران من الاقتراب من القدرة النووية، وعلى الطريق قامت بالوفاء لتحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل. هي أيضا اوصلت التنسيق العملياتي بين الجيشين الى رقم قياسي – في إسرائيل يتحدثون علنا عن انهاء المعركة باستسلام إيراني، الى جانب امل غير مخفي وهو أن تعميق التدخل الأمريكي سيؤدي الى اسقاط نظام آيات الله.

ما زال من السابق لاوانه محاكمة نتائج الهجوم، الذي استهدف بالأساس الموقع المحصن في فوردو، إضافة الى منشأة نتانز واصفهان. الرئيس ترامب في الواقع سارع الى التغريد “فوردو لم تعد موجودة”. ووزير الدفاع الأمريكي هاغيست اعلن “نحن قضينا على المشروع النووي الإيراني”. ولكن جهات أخرى، بما في ذلك إسرائيلية، كانت حذرة اكثر وقالت بأنه ستكون حاجة الى وقت من اجل تحليل عمق نتائج الهجوم ودرجة الاضرار بالبرنامج النووي. هذا ضمن أمور أخرى، على خلفية التقارير بانه قبل الهجوم نقلت ايران من المنشأة الى مكان غير معروف اليورانيوم المخصب بمستوى عال ومعدات حساسة.

حتى الآن يبدو أنه قبل الحصول على تقدير دقيق لاضرار الهجوم، فان أهمية هذا الهجوم اكبر من نتائجه. ما لم يتم تنفيذه بشكل كامل في الجولة الأولى سيكون بالإمكان إصلاحه في الجولات القادمة اذا احتاج الامر، لكن الولايات المتحدة نفذت هنا تعهدها بعدم السماح لإيران بالاقتراب من القدرة النووية، وخلال ذلك اوفت بتحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل واوصلت التنسيق العملياتي بين الجيشين الى الذروة.

يجب الحذر من تآكل الإنجازات

هذه أيضا كانت هدية وداع مناسبة لقائد القيادة الوسطى مايكل كوريلا، الذي سينهي في القريب منصبه. كوريلا بارك انتقال إسرائيل من قيادة أوروبا (ايوكوم)، وقام بنفسه ببناء التعاون الوثيق بين الجيشين، وكان احد العناصر المتشددة في القيادة الامريكية التي حذرت من التزامن الخطير بين قدرة ايران ونواياها.

الهجوم الأمريكي حرر إسرائيل من الحاجة الى مواجهة فوردو بنفسها مع كل الصعوبات العملياتية التي تنطوي على ذلك، والتركيز على اهداف مريحة، بالأساس مقلقة اكثر بالنسبة لها، على رأسها ضرب منصات اطلاق الصواريخ التي تستمر بتهديدها.

ان نجاح عمليات سلاح الجو واضح ليس فقط في انخفاض عدد الاطلاقات النسبي، بل أيضا طبيعتها. فالعمليات الكثيفة في غرب ايران أجبرت الإيرانيين على سحب منصات اطلاق الصواريخ الى الشرق، واطلاق أيضا صواريخ لمسافات ابعد التي مشكوك فيه انها خططت لاستخدامها الآن. مع ذلك، ايران نجحت أمس في مزامنة رشقة كبيرة وابعاد دمار إصابة الصواريخ تدل على ان التهديد ما زال كبير.

المعضلة الأساسية موضوعة الان امام ايران. يجب عليها ان تختار كيف سترد على الهجوم الأمريكي من بين ثلاثة ردود أساسية: التصعيد الشامل، بما في ذلك اغلاق مضيق هرمز، وهجوم واسع على القواعد والمصالح الامريكية في الخليج الفارسي ودول أخرى في المنطقة، والاستسلام الشامل بحيث توافق، حتى لو بشكل تكتيكي مؤقت، على اتفاق مفروض بهدف محاولة التحرر منه في المستقبل. او استمرار القتال بالخطة التي ستختارها وضد العدو الذي ستختاره.

حتى الآن توجد لدينا غزة

الرأي السائد في جهاز الامن هو ان نقطة الذروة الحالية يجب استغلالها لتقييد ايران باتفاق متشدد، المرفق بفرض عقوبات كبيرة، بحيث تتضمن قضايا الذرة، انتاج الصواريخ ونشر الإرهاب. في موازاة ذلك يمكن لإسرائيل التقدم – هكذا ياملون أيضا في واشنطن – نحو توسيع اتفاقات إبراهيم بطريقة تخلف تحالف عسكري، سياسي واقتصادي، إقليمي الذي سيصعب على إعادة ترميم ايران.

هذه الخطوات ستقابل بالتأكيد في وقت ما قضية غزة التي هي في الواقع تمت ازاحتها عن رأس جدول الاعمال، لكنها ما زالت تجذب إسرائيل اليها. فجر امس كان هناك في غرفة القيادة شاشة مقسمة، في جهة منها الهجوم الأمريكي في ايران، وفي الجهة الأخرى الجهد العملياتي المركب الذي قاده الشباك لاعادة المخطوفين القتلى يونتان سمارنو وعوفره كيدار والرقيب شاي لفنسون. هكذا، للحظة واحدة التقى طرفي هذه الحرب: حقارة 7 أكتوبر ونتائجها والنهضة التي جاءت في اعقابه ونتائجها. من بين الموجودين في غرفة القيادة الرئيسية كان هناك الكثير من الشركاء في هذا الفشل، وأيضا في هذا النجاح الآن. بالنسبة لهم ايران هي حدث تاريخي ونقطة ذروة مهنية وشخصية. ولكن النغمة الأخيرة في هذه المعركة يجب ان يكون بالذات في غزة – وإعادة المخطوفين.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى