إسرائيل اليوم: السيسي يخشى.. شبه جزيرة سيناء ستكون عش إرهاب غزة

إسرائيل اليوم – شاحر كلايمن – 13/2/2025 السيسي يخشى: شبه جزيرة سيناء ستكون عش إرهاب غزة
“رفض الهجرة (من غزة) هو مبدأ مصري صلب – بالضبط مثل الحفاظ على السلام وعدم التدخل في أي حرب” – هكذا أوضح مؤخرا إبراهيم عيسى مقدم تلفزيوني مصري معروف مقرب من الحكم. يحتمل أن يبدو هذا القول للاسرائيليين غريبا بعض الشيء. ففي كل بضعة أيام ينشر شريط آخر لمسيرة عسكرية في بلاد النيل. ويمكن للمرء حقا أن يسمع طبول الحرب. فضلا عن ذلك، قيل غير مرة ان مصر هي جيش توجد له دولة وليست دولة يوجد لها جيش. فهل هذه الدولة بالذات تتحفظ على الحرب؟ كي نفهم المنطق يجب أن نفهم المبنى الهرمي للمجتمع المصري.
الجنرالات يسيطرون في الدولة
منذ ثورة الضباط الاحرار في 1952، التي أطاحت بالملكية، تسيطر في مصر النخبة العسكرية. في احداث الربيع العربي أيضا كان من أطاح بحسني مبارك هم الضباط الكبار. في بداية الأسبوع، احيوا في القاهرة 14 سنة على الإعلان الدراماتيكي لنائب الرئيس، عمر سليمان، الذي اعلن فيه عن نقل الصلاحيات السلطوية من مبارك الى المجلس العسكري الأعلى.
في مصر الجيش ليس مجرد منظمة عسكرية؛ فالجنرالات يسيطرون على مئات المخابز، مشاريع البناء والفنادق. حسب التقديرات، فان ثلث الاقتصاد المصري يوجد تحت سيطرتهم. من هنا يمكن أن نفهم لماذا يعد التهديد الأكبر على الحكام في مصر واليوم عبد الفتاح السيسي هو ليس الاخوان المسلمين ولا حتى المتظاهرين الذين يحتجون بجموعهم. فهؤلاء وأولئك قابلون للقمع.
التهديد الأكبر يوجد في صفوف الجنرالات. اذا لم يواصل السيسي تضخم ميزانيات الجيش فالقرار سيؤثر فورا على مصالحهم الاقتصادية والشخصية. عتاد اقل وقوات اقل – مال اقل وهكذا دواليك. للسبب إياه بالضبط، فان الحرب تشكل خطرا مشكوك ان تكون القيادة في القاهرة مستعدة لان تأخذه. يكفي أن نذكر ان هزائم الجيوش العربية أدت في الماضي الى انقلابات والى تغييرات في الحكم. في سوريا، وزير الدفاع حافظ الأسد صعد الى الحكم بعد حرب الأيام الستة. المعركة تلك ايضا أدت الى نهاية طريق الرئيس المصري جمال عبد الناصر. بعد ثلاث سنوات من ذلك توفي وحل محله نائبه أنور السادات. باختصار، لا طريقا أكثر ضمانة لفقدان الحكم من حرب ضد إسرائيل.
مصالح وكراهية لاذعة
بالمقابل، حتى نحو خمسة عقود على اتفاقات السلام لم تلغي جنون الاضطهاد المصري. في بلاد النيل يوجد تخوف دائم في أوساط دوائر معنية من “تطلعات التوسع الإسرائيلية”.
في مناورات دورية، السيناريو هو اجتياح من الجيش الإسرائيلي. أخطر من ذلك، على مدى عقود لم تبذل القيادة المصرية جهدا لتغيير مضامين تحريضية ضد إسرائيل. وفي السنوات الأخيرة فقط طرأ بعض التغيير في المضامين. هكذا نشأ اتفاق سلام بارد يقوم على مصالح امنية وسياسية فقط. وإذا كان ثمة درس ينبغي استخلاصه من قصور 7 أكتوبر، فهو انه لا تكفي المصالح للحفاظ على الاستقرار والهدوء في الشرق الأوسط.
أحيانا، الكراهية اللاذعة من شأنها أن تخرب على الاعتبارات العقلانية. صحيح حتى الان يخيل أن هذا ليس الوضع في مصر. صحيح أن السيسي أقرب الى السلام من اسلافه لكنه بعيد سنوات ضوء عن مواقف أصولية على نمط الاخوان المسلمين. العكس هو الصحيح. الرئيس المصري أدى بالذات الى تعزيز التعاون مع إسرائيل.
ان معارضته الحادة لخطة ترامب لاخلاء الفلسطينيين ينبغي أن نعيدها الى التهديد بان تصبح شبه جزيرة سيناء عش إرهاب برعاية الغزيين. ولا يزال، إسرائيل تعلمت بالطريقة الاصعب بانه يجب الاستعداد لكل سيناريو.