إسرائيل اليوم: السيادة في الضفة مرة أخرى على جدول الاعمال
إسرائيل اليوم 11-11-2024، يهودا شليزنغر وآخرين: السيادة في الضفة مرة أخرى على جدول الاعمال
يبدو محيط رئيس الوزراء في الأيام الأخيرة اكثر هدوء وتفاؤلا على الاطلاق: فبعد انتصار ترامب، اقالة غالنت ودخول أناس ساعر الى الحكومة في وظائف ذات مغزى، باتوا في محيط رئيس الوزراء واثقين من أنهم “صعدوا فوق الموجة”، وليس فقط لا توجد تهديدات على وحدة الائتلاف او تخوف من تفكك الحكومة بل العكس – الان بوسعهم ان يخططوا لخطوات ذات مغزى ودراماتيكية على نحو خاص. وعلمت “إسرائيل اليوم” بان كلمة “سيادة” عادت الى جدول الاعمال في محيط نتنياهو.
الى جانب ذلك لا يكتفي المسؤولون في الحكومة بخطط مبدئية تنتهي بمجرد تصريحات وقد بدأوا منذ الان يعملون على المراحل الأولى بخطة فاعلة للسيادة في أجزاء من يهودا والسامرة. على جدول الاعمال: أساسا المناطق التي توجد في الاجماع، مثل معاليه ادوميم، غور الأردن وغوش عصيون.
الاستراتيجية السياسية تجاه الولايات المتحدة هي عدم “اغضاب” إدارة بايدن هذه الأيام حتى دخول ترامب في كانون الأول القادم الى البيت الأبيض. ولهذا فان مسألة السيادة تقال هذه الأيام فقط كمهمة مستقبلية وفقط في أوساط أناس نتنياهو، ولا تخرج كخطة علنية واضحة ومرتبة. ومع ذلك فانها تندرج على الاطلاق بين الخطط ذات المغزى التي يعتزمون في الحكومة العمل عليها بعد تسلم ترامب لمهام منصبه.
في الحكومة على وعي جيد في أن انتخاب ترامب من شأنه أن يكون سيفا مرتدا، والسؤال الكبير هو أساسا من هم الأشخاص الذين سيحيطون به. بخلاف الإدارة الديمقراطية، هنا لا توجد إمكانية للمناكفة مع الإدارة او لممارسة الألعاب لان من شأن الامر أن ينتهي بتسجيل هدف ذاتي.
الضغط يرتفع مرة أخرى
وبينما يطرح موضوع السيادة مرة أخرى على الطاولة، في الحكومة يعرفون بان هذه هي “الجائزة الكبرى”، جائزة سيكون من التحدي الكبير تحقيقها وعليه فثمة أيضا خطوات ملموسة يخططون لتنفيذها منذ الان لاجل تعزيز النهج الذي يعتقد بانه يجب تقوية المناطق قدر الإمكان وتحقيق إنجازات سياسية في الإدارة الودية.
الإنجاز الأول المطلوب هو انعقاد جلسة مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية، الذي انعقد في المرة الأخيرة في شهر آب. في الحكومة انتظروا بصبر حتى نهاية حملة الانتخابات، في ضوء رسائل واضحة نقلها نتنياهو في أنه لا يريد تعريض انتصار ترامب للخطر باي طريقة كانت، لكن الضغط الان يعود ليرتفع.
يوجد سيناريو في إطاره ينعقد مجلس التخطيط الأعلى في الأسابيع القادمة لاقرار 7 – 11 الف شقة تنتظر الإقرار، لكن يحتمل أن يتأجل انعقاده بسبب مصالح إسرائيلية أخرى، مثل الذخائر من الولايات المتحدة. والتطلع بعد دخول ترامب الى المنصب هو لانعقاد مجلس التخطيط الأعلى كل ثلاثة اشهر او حتى اكثر لاجل الوصول الى الرقم المنشود – مليون إسرائيلي في السامرة في غضون عقد.
كما أن العقوبات التي فرضت في الإدارة الديمقراطية توجد على الطاولة. يوجد فهم بانه لن يكون ممكنا وقف العقوبات في الإدارة المنصرفة، لكن التطلع هو لدفع الموضوع الى جدول اعمال الإدارة الجمهورية الوافدة حتى في الأيام الأولى لولاية ترامب كرئيس للولايات المتحدة.
“محادثات جيدة وهامة”
لقد بدأت إسرائيل في الماضي بتخطيط خطوات السيادة. وكان في حينه الوزير يريف لفين هو الذي ادار اعداد المواد، مشاريع القرارات والخرائط التي تعرض على الأمريكيين قبيل إقرار الحكومة. وكان لفين على اتصال متواصل في هذا الشأن مع الإدارة الامريكية ومع قيادة الاستيطان. وفي اثناء عرض الخطة كان لفين يحضر مع رئيس الوزراء نتنياهو في الغرفة البيضوية، حتى في اللقاءات السرية مع ترامب. والتقدير هو انه بقدر ما تعود خطة السيادة الى الطاولة، سيكون لفين هذه المرة أيضا في الجبهة وعلى اتصال مع إدارة ترامب ومع المستوطنين.
كما يذكر، قبل نحو اربع سنوات عرض ترامب ونتنياهو صفقة القرن التي تضمنت اعترافا أمريكيا لسيادة إسرائيلية في الضفة، وفي الحكومة احتفلوا بالحدث. يونتان اوريخ، مستشار نتنياهو غرد حتى بان السيادة ستطرح على الحكومة لكن المعارضة الامريكية شطبت الموضوع عن جدول الاعمال.
امس تناول نتنياهو العلاقة مع ترامب وقال انه في الأيام الأخيرة تحدث ثلاث مرات مع الرئيس المنتخب ترامب. وأشار الى ان هذه كانت “محادثات جيدة وهامة جدا”، وان “المحادثات استهدفت التوثيق المتزايد للحلف المتين بين إسرائيل والولايات المتحدة. نحن نرى بانسجام التهديد الإيراني بكل عناصره، والخطر المحدق منه. كما نرى الفرص الكبرى التي امام إسرائيل، في مجال السلام واتساعه، ومجالات أخرى”.