إسرائيل اليوم: السنوار يفعلنا جميعا حسب السيناريو
إسرائيل اليوم 2/9/2024، شيريت افيتان كوهن: السنوار يفعلنا جميعا حسب السيناريو
إسرائيل توجد في حرب تجبي اثمانا. أمس دفعنا ثمنا دمويا في عملية في جنوب البلاد، في الجبهة الشمالية ومرة أخرى في قطاع غزة، حيث لا يزال مواطنون كثيرون محتجزين في أسر وحوش حماس وجنود كثيرون يضحون بحياتهم في الحرب التي فرضت علينا.
في الاستخدام السياسي، التهكمي والعكر لاجزاء في الشعب، النذر القاسية عن قتل المخطوفين في النفق خلقت غضبا تجاه الحكومة، وكأنه على عتبتنا توجد صفقة كان المخطوفون كلهم سيتحررون فيها الى الحرية. سياسيون حادو التمييز، الى جانب محتجون في السنوات الأخيرة جندوا الغضب والحزب في صالح محاولات لاستئناف الاحتجاجات. أمس، كان يخيل للحظان وكأن حكومة إسرائيل هي التي ضغطت على الزناد في النفق اللعين وليس المخربون. بشكل عجيب، في الولايات المتحدة فقط ساد وضوح في بيانات الرئيس الأمريكي والكثير من السناتورات الذين القوا الذنب على حماس وطالبوا بجباية ثمن منها.
منذ اكثر من عشرة اشهر والسنوار يدفع ثمنا باهظا على مذبحة 7 أكتوبر. هو لا يمكنه أن يجبي ثمنا باهظا آخر من إسرائيل، الصواريخ في جعبته تنفذ، توريد الذخيرة قطع وكتائبه تلقت ضربة قاسية، حتى وان لم تكن قاضية. مخربون لا يزالون يلاحقون مقاتلينا الابطال في غزة بينما هم يواصلون تفكيك مختبر الإرهاب الذي أقيم في غزة العليا وفي غزة السفلى. لكن عمليا يدور الحديث عن منظمة منكوبة ومحدودة القدرات.
للسنوار تبقت رافعة ضغط واحدة على إسرائيل وعلى الإسرائيليين، وهو يستخدمها بكل القوة، كي تدفعنا لان نضرب الواحد الاخر: المخطوفين. فليس صدفة أن اخذت الرهائن الى الانفاق، احياء واموات، بالعشرات – بالضبط لان دولة إسرائيل ملتزمة بمواطنيها. السنوار كان يعرف ان في نظرنا دم إخواننا يصرخ الينا في المسافات أيضا بينما هو – السادي المتوحش الذي بذنبه تدفن غزة عشرات الالاف – لا يتوقف للحظة كي يقول كفى.
في ما نشره زميلي ارئيل كهانا، وكذا من تقارير وزراء في الكابنت السياسي – الأمني، تتبين أن الفجوات مع حماس لا توجد على محور فيلادلفيا، كما حاولوا ان يصوروا الامر في اليوم الأخير. توجد فجوات هامة أخرى والسنوار يستخدم هذا السوط كي يفككنا من الداخل. قتل ستة المخطوفين في اليوم الأخير، اغلب الظن بامر منه، يفعلنا كلنا حسب السيناريو. كل يأكل لحم أخيه حيا. هذا في الوقت الذي يمتنع فيه جنود الجيش الإسرائيلي عن الأذى في المناطق التي يوجد فيها لعلمه ان في محيطه يوجد اكثر من عشرة مخطوفين احياء حياتهم في خطر كل يوم. من ناحية السنوار الصفقة هي بطاقة خروجه من الحرب حيا.
“الخيارات ليست اسود وابيض. لا يوجد هنا “اخيار” يريدون تحرير جلعاد و “اشرار” لا يريدون ذلك. بل محاولة من الدولة للتصرف بشكل مسؤول في وضعية رهيبة واليمة فرضت علينا ضد ارادتنا”. هكذا ختم يئير لبيد مقاله في “يديعوت احرونوت” في فترة جلعاد شاليط في اسر حماس، متناولا الادعاءات بان الحكومة لا تفعل ما يكفي او انه هو نفسه لا يهمه.
مسألة الاسرى هي حساسة ومعقدة وأليمة. عندما يأخذ السنوار معه في الاسر مئات الإسرائيليين، فانه يفعل هذا كي ينزل إسرائيل على ركبتيها ويواصل اثر انكسارنا من الداخل. فلماذا نسمح له بعمل ذلك.