إسرائيل اليوم: السنوار في معضلة: مصيره الشخصي أم مستقبل حماس؟
إسرائيل اليوم 12/8/2024، شاحر كلايمن: السنوار في معضلة: مصيره الشخصي أم مستقبل حماس؟
أربعة أيام فقط على موعد انعقاد الاجتماعي الذي سعى اليه الوسطاء لاجل الوصول الى صفقة مخطوفين، واذا بحماس مرة أخرى تؤشر بانها تتمترس في مواقفها وتحاول التشكيك بوحدة الموقف الإسرائيلي.
في بيان، طويل كعادتهم، حاول أمس الناطقون بلسان حماس القاء المسؤولية عن الجمود في الاتصالات على إسرائيل. على هذه الخلفية ذكروا في حماس موافقتهم المزعومة على بيان مجلس الامن في الأمم المتحدة، الذي يتضمن شرط وقف نار دائم – بخلاف الموقف الإسرائيلي.
كما أنهم في المنظمة ذكروا تأييدهم لخطاب بايدن الذي فسروه من ناحيتهم بالشكل ذاته. وفي النهاية ذكروا موافقتهم الأخيرة على وقف نار مؤقت في المرحلة الأولى، لكنه وقف للنار يتضمن هدنة طالما الاتصالات على المرحلة الثانية تتواصل، على الأقل حسب مصادر اجنبية.
في حماس امتشقوا مرة أخرى التهمة بـ “شروط جديدة” زعموا ان إسرائيل طرحتها لكنهم نسوا ان تلك الشروط ترتبط أساسا بمحور فيلادلفيا التي لم يكن تحت سيطرة إسرائيل في اثناء الجولات السابقة.
المحور المحاذي لحدود مصر وقطاع غزة هو بالفعل ذا أهمية استراتيجية لحماس. فمنذ أيام طويلة وفي حماس يعانون من نقص في الوسائل القتالية والذخيرة ولذلك لان مقاتلي الجيش الإسرائيلي قطعوا شريان الحياة لاعمالهم الإرهابية. وعليه، فان المخربين يضطرون لان يتوجهوا أحيانا لاستخدام ذخيرة الجيش الإسرائيلي التي لم تنفجر.
هذا الوضع يضع يحيى السنوار في معضلة. من جهة يمكن للضغط العسكري الإسرائيلي ان يكلفه حياته، وفي المدى القصير. من جهة أخرى اتفاق لا يتيح إعادة السيطرة الكاملة في محور فيلادلفيا يحسم مصير المنظمة للمدى البعيد.
لقد أدت هذه المعضلة بحماس لان تتوجه الى الوسطاء بالدعوة لاجبار إسرائيل على التنازل لشروط السنوار. وعليه فقد كتب في البيان بان لا معنى “لجولة أخرى من المفاوضات”، وانه يجب وضع خطة لتنفيذ تفاصيل الاتفاق كما تراه حماس.
بكلمات أخرى: وقف نار في المرحلة الأولى، زعما مؤقتا، يؤدي بالضرورة الى وقف نار دائم؛ انسحاب من محور نتساريم بشكل يسمح للمخربين بتعزيز فلول حماس في شمال قطاع غزة؛ وانسحاب تام من محور فيلادلفيا بشكل يسمح لحماس بمحاولة إعادة التسلح على مدى الزمن.
مع ذلك، في حماس لم يغلقوا الباب على الاتصالات ولم يعلنوا صراحة بانهم لن يرسلوا وفدا الى قطر او الى مصر. ان من ابقى الباب مفتوحا بعد تصفية إسماعيل هنية ومحمد ضيف، فانه لن يغلقه الان.