إسرائيل اليوم: السؤال المفخَّخ عن اليوم التالي لـ«حماس»

إسرائيل اليوم 2023-11-02، بقلم: أرئيل كهانا: السؤال المفخَّخ عن اليوم التالي لـ«حماس»
بينما تتواصل العملية البرية، ارتفعت إسرائيل درجة في الاستعدادات لـ”اليوم التالي” لإسقاط حكم “حماس”، وذلك رغم أنه حسب التقديرات سيتطلب الأمر وقتاً إلى أن يتحقق هذا الهدف. وعلمت “إسرائيل اليوم” أنه في هيئة الأمن القومي ووزارة الخارجية تشكل طاقمان يعملان الآن على نحو منفرد كي يفحصا فضائل ونواقص بدائل سلطوية لغزة بعد الحرب. المبدأ المشترك لكل البدائل هو ألا تحكم “حماس” في قطاع غزة.
لقد جاء ارتفاع الدرجة في النشاط السياسي إثر الأقوال الصريحة التي قالها الرئيس الأميركي وزعماء غربيون: إنهم يتوقعون إقامة دولة فلسطينية في الضفة وغزة مع نهاية الحرب.
“نحن نعنى باليوم التالي لـحماس، وإن لم يكن هذا قريباً. فقد وجه رئيس الوزراء تعليماته في هيئة الأمن القومي بالاهتمام بذلك”، وقال، أمس، رئيس الهيئة تساحي هنغبي في مؤتمر صحافي خاص: “هدفنا تدمير القدرات العسكرية والسلطوية لحماس والجهاد الإسلامي. والجيش الإسرائيلي يجيد التنفيذ”.
يمتنعون قدر الإمكان
عاد هنغبي وشدد على أن هدف الحرب “تدمير القدرات العملياتية والسلطوية لحماس والجهاد الإسلامي. حماس، بقيادتها المهووسة، يجب أن تكف عن الوجود”. كما تناول هنغبي مسألة مصر وخروج لاجئين غزيّين إليها: مصر صديقتنا، ومهم لها منع انتقال نازحين إلى أراضيها. مهم لنا أيضاً إذا كان هذا ما يخشونه، أن يُقدم علاج للجرحى بمستشفيات في مصر. توجد للمصريين سبل لمساعدة غير المشاركين”. بالنسبة للوضعية حيال “حزب الله” بعد الحرب، قال: “في اليوم التالي لحماس سيتعين علينا الاهتمام بهذه المسألة”.
في إسرائيل لا يزال يريدون الامتناع عن الاهتمام بالمسألة السياسية. فقد قال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى لـ”إسرائيل اليوم”: “في الكابينيت الضيق وفي الكابينيت الموسع يسود توافق كامل على الهدف السياسي للحملة، وهو إسقاط حكم حماس”. ومع ذلك فإن الاهتمام بالمخطط السياسي لليوم التالي من شأنه أن يوقع خلافات داخلية في إسرائيل وبين إسرائيل ومحافل دولية أيضاً – ما سيمس بتحقيق أهداف الحرب. ولهذا فإن التطلع هو للامتناع قدر الإمكان عن الدخول إلى هذا المجال المتفجر. ينبغي السلوك هنا بحكمة”.
إضافة إلى ذلك، بدأ الطاقمان يعملان على ضوء فهم أن تجاهل المسألة السياسية من شأنه أن يضع إسرائيل أمام حقائق ناجزة في نهاية القتال. إضافة إلى ذلك علمت “إسرائيل اليوم” أن بايدن يكرس في محادثاته الكثيرة مع رئيس الوزراء نتنياهو غير قليل من الوقت للاهتمام بالحلول السياسية. وعلى هذه الخلفية أيضاً تقرر، كما أسلفنا، البدء بفحص البدائل.
مطلوب صبر
لوزراء “الكابينيت” توجد أفكار متنوعة، بعضها إبداعية، بالنسبة لمسألة من سيحكم القطاع بعد “حماس”. هناك من يقترحون نظاماً دولياً بصيغ مختلفة، مثلاً: سيطرة مصرية – إسرائيلية متداخلة. كما بحثت الإمكانية لرفع محمد دحلان، من قادة حركة “فتح” إلى الحكم في القطاع، لكن هذا أعرب عن معارضته للفكرة في مقابلات مع وسائل إعلام.
وبالنسبة للاقتراح لإعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة، فإن هذا الاقتراح يلقى معارضة شديدة من معظم وزراء “الكابينيت”، وبينهم أيضاً الوزير جدعون ساعر من حزب أمل جديد. ولما كان الوزيران بيني غانتس وغادي آيزنكوت يؤمنان بتعزيز السلطة الفلسطينية، ففي هذه المرحلة يتفقون في “الكابينيت” على أن من الواجب الحفاظ على الوحدة، ولهذا فإن أعضاءه يمتنعون عن مداولات حقيقية في المسألة.
ويضيف المسؤول الإسرائيلي الكبير: إنه رغم تشديد الاهتمام بالمجال السياسي ورغم الإنجاز المبهر، أول من أمس، في تحرير المجندة أوري مجيدش، فإن “الطريق لا تزال طويلة”. وعلى حد قوله: “قد نكون اجتزنا 10 في المئة من الطريق المطلوبة حتى تحقيق هدف القضاء على حماس”. مطلوب الصبر، الوحدة، وطول النفس لأجل الوصول إلى الأهداف”.