ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الرهان الخطير للثوار

إسرائيل اليوم 2/12/2024، يهودا بلنجاالرهان الخطير للثوار

أفادت وسائل الاعلام في اليومين الأخيرين بهجوم قامت به قوات الثوار في شمال سوريا تحت اسم: حملة “ردع العدوان”. مركز القتال هو في مدن حلب، ادلب وحماة، ومن هنا نزلت القوات جنوبا باتجاه مدينة حمص. ومن جنوب سوريا أيضا جاءت تقارير عن هجمات قام بها الثوار على مواقع وقواعد لجيش الأسد في منطقة درعا وسويدا أيضا.

ظاهرا يبدو أن الثوار يحاولون استغلال الضربة التي وجهتها إسرائيل في لبنان على معسكر المقاومة – ايران، سوريا وحزب الله – بهدف تحقيق مكاسب إقليمية وربما تغيير ميزان القوى في سوريا. وهذا على ما يبدو بدعم من الجارة الكريهة تركيا التي في كانون الأول 2018 اجتاحت سوريا في اطار حملة “غصن الزيتون” واحتلت منطقة فاصلة على الحدود التركية السورية على مقربة من مركز الثوار الأخير في سوريا – محافظة ادلب.

من هم أولئك الثوار؟ فضلا عن انه يستحوذهم هدف واحد – اسقاط نظام الأسد – فانهم بعيدون عن وضع جدول اعمال موحد لـ “اليوم التالي”. عمليا، هذه هي المشكلة المركزية لمعسكر الثوار باطيافه السياسية والدينية. فعلى مدى 13 سنة من الحرب الاهلية لم يعملوا ابدا كجسم موحد يعرض خطة مرتبة وشرعية لكل معارضي النظام في سوريا.

هكذا هو الوضع اليوم أيضا. أولئك الذين شنوا الهجوم المفاجيء في شمال سوريا ينتمون أساسا لهيئة تحرير الشام المتفرعة عن القاعدة ومنظمة احرار الشام التي تشكل اطارا ائتلافية لبضع منظمات إسلامية متطرفة. المفاجيء هو ان من يتعاون معهم هو “جيش سوريا الحر” الذي يمثل التيار القومي – العلماني في الحرب ويشكل ذراعا عسكريا لـ “الائتلاف الوطني السوري” الجناح السياسي للمعارضة السورية المعترف بها من الغرب. وعليه، فانه ترتسم امامنا صورة وضع مشوشة، بانعدام وحدتها بالذات تعمل في صالح الأسد.

 

النظام السوري ليس في خطر

ومع ذلك فان النظام السوري لا يوجد حاليا في خطر. حتى في السنوات الصعبة للاسد، حين كان نحو ثلثي الدولة في ايدي جماعات الثوار المختلفة، بما فيها داعش، لم ينكسر. فالمساعدة التي تلقاها من ايران، حزب الله وروسيا، الى جانب الانقسام آنف الذكر في المعارضة، ساعدته على البقاء. كما أن تمسكه بـ “سوريا المجدية” – المناطق الهامة في الدولة، من دمشق جنوبا، على طول القاطع الخارجي حتى الشمال – ساهم ضمن أمور أخرى في نجاحه العسكري إذ ان معظم السكان السوريين يسكنون في هذه المناطق ويخضعون لحكمه.

هكذا بحيث أنه في نهاية الامر يوجد هنا رهان خطير من جانب الثوار – محاولة أخيرة لاسقاط نظام الكفر العلوي للاسد، مع العلم أنه بمساعدة الإيرانيين، سيفعل كل شيء كي يصد ويصفي مراكز الثورة.

على خلفية الأهمية الزائدة التي توليها ايران وروسيا بكون الأسد حاكم الدولة، معقول الافتراض بحذر بانهم في غضون وقت قصير سيجمعون القوى وفي جهد مركز سيردون الحرب لاجل صد الثوار، إعادة احتلال المناطق التي خسروها وتصفية مراكز الثورة الأخيرة، مرة واحدة والى الابد.

 

*خبير في شؤون سوريا وحزب الله، دائرة دراسة الشرق الأوسط في جامعة بار ايلان

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى