ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الخط الأصفر الحدود الجديدة

إسرائيل اليوم 19/12/2025، ليلاخ شوفال: الخط الأصفر الحدود الجديدة

قبل لحظة من لقاء نتنياهو ترامب يوضح مسؤول كبير في جهاز الامن: “الخط الأصفر هو الحدود الجديدة من ناحيتنا. طالما لا يوجد تجريد ونزع سلاح حماس، فان موقف جهاز الامن هو أنه لا يجب الانسحاب عن الخط الأصفر”. هذه الاقوال القاطعة من جهة جهاز الامن تعرض أيضا في المحافل الأعلى وفي الاستشارات قبل الرحلة السياسية الهامة لنتنياهو الى الولايات المتحدة.

في هذه الاثناء يواصل الجيش الإسرائيلي تثبيت حقائق في منطقة الخط الأصفر ويستعد للبقاء قدر ما يلزم، إذ صحيح حتى هذه اللحظة، لا يبدو ان الأمريكيين ينجحوا في بلورة آلية تجرد قطاع غزة من السلاح او قوة متعددة الجنسيات توافق على أن تأتي الى المنطقة وتصطدم مع حماس عند اللزوم.

في جهاز الامن يوضحون بانهم سينفذون قرارات المستوى السياسي، بالطبع، ويتبعون كل تعليمات أخرى اذا ما صدرت بعد لقاء نتنياهو – ترامب في نهاية الشهر، لكن موقف الجهاز هو البقاء في نحو نصف أراضي القطاع، في المناطق المطلة، طالما حماس لم ينزع سلاحها.

مصدر امني كبير آخر تحدث مع “إسرائيل اليوم” في الأيام الأخيرة قال “نحن لن نخرج آخر كلاشينكوف من غزة لكن طالما كانت حماس تسيطر على المواطنين تحيك مؤامرات وتحاول بناء قوتها من جديد في القطاع، دون رد، لا يجب التحرك قيد أنملة”.

محافل أخرى في جهاز الامن اشارت الى أن مستوى التنسيق مع الولايات المتحدة وإسرائيل عال جدا، وفهم الواقع لدى الجهات المهنية في الولايات المتحدة “جيد جدا”. “العسكريون الامريكيون الذين يخدمون هنا يفهمون جيدا ما يحصل في غزة. لا يوجد ميلمتر لا يعرفونه. ليس لديهم أوهام، يفهمون الواقع جيدا”، يقول المسؤول الكبير.

بين التشاؤم والرؤيا

من المهم التشديد مع ذلك على أن إسرائيل تحاول عمل كل شيء كل تدعم الجهد الأمريكي لاقامة قوة متعددة الجنسيات وبناء “غزة الجديدة” في رفح أولا كي لا تعبر كمن تحاول افشال الامريكين في خططهم.

لا توجد جهة إسرائيلية واحدة ليست شكاكة بالنسبة للخطة. وحسب مصدر رفيع المستوى فانه “بين التشاؤم الإسرائيلي والرؤيا الامريكية توجد هوة، لكن إسرائيل ستفعل كل شيء كي لا تكون هي التي تفشل الخطوات الامريكية. اذا ما نجحت الخطوة فخير لكننا يفترض أن نكسب أيضا اذا ما فشلت الخطوة الامريكية”.

وعلى حد قوله فانه “الى أن تأتي جهة تشرح كي ينزع سلاح حماس ليس لنا نية للتحرك ميلمتر واحد. توجد أيضا إمكانية بانه اذا لم توجد الالية، سيرفع الامريكيون أيديهم ويواصلون مشاركتهم من خلال القيادة الامريكية في كريات جات – وعندها 50 في المئة من غزة في أيدينا، الغزيون يسكنون في الخيام ونكون نحن حسنا وضعنا”.

بالتوازي يواصلون في إسرائيل الإصرار على إعادة المخطوف الضحية ران غوئيلي. مسؤولون كبار في إسرائيل يشيرون الى أن إجراءات التفتيش معقدة جدا، لكن يشددون على أن الحصول على كل المخطوفين تقريبا في ظل البقاء على الخط الأصفر – “هذا هو الأقرب الى الحسم العسكري الذي سيكون لنا في غزة. عندما ننظر الى ما قبل شهرين، ليس واضحا كيف وافقت حماس على ذلك”.

لقاء مصالح

الجانب الأكثر تعقيدا هنا هو حرية العمل الإسرائيلية المحدودة في غزة، بالطبع، والحاجة لتنسيق اعمال إسرائيلية في القطاع مع الأمريكيين. هنا، يقترح مسؤولون إسرائيليون يجب النظر استراتيجيا وللمدى البعيد.

حتى بعد أن أعربت الإدارة الامريكية عن عدم رضاها من العملية الإسرائيلية، لتصفية مسؤول حماس الكبير رائد سعد بل ان ترامب قال انه سيفحص اذا كان هذا خرقا لوقف النار، يشير مصدر امني كبير الى أنه اذا ما وقعت فرصة أخرى للمس بمخربين كبار في غزة مثل رئيس الذراع العسكري لحماس عزب الدين الحداد، فان التوصية القاطعة من الجيش ستكون تصفيته.

ومع كل هذا، يجب الاخذ بالحسبان المصالح الامريكية وحقيقة ان الرئيس الأمريكي يلقي بكامل ثقل وزنه على الاتفاق في قطاع غزة، إذ ان هذا هو احد الإنجازات الأكبر لولايته. لا شك ان المصلحة الامريكية هي التقدم الى المرحلة الثانية من الصفقة وذلك ضمن أمور أخرى في ضوء التعهد الذي قطعه ترامب لدول مثل قطر، تركيا و غيرها.

غير انه هو المكان للامل في أن ينجح نتنياهو في اقناع ترامب الا يمس بالمصالح الأمنية لإسرائيل التي تتضمن تفكيك حماس وازاحتها عن الحكم. مهما يكن من أمر فاننا سنحصل على الأجوبة فقط بعد لقاء نتنياهو ترامب في نهاية الشهر.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى