ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الجيش السوري عاد الى نقطة الصفر

إسرائيل اليوم 11/12/2024، يوآف ليمور: الجيش السوري عاد الى نقطة الصفر

وفرت أشهر الحرب الـ 14 الكثير من اللحظات التاريخية والدراماتيكية، لكن الساعات الـ 72 الأخيرة كانت استثنائية حتى لمن اعتقد انه سبق أن رأى كل شيء. 

ان تدمير القدرات المركزية للجيش السوري هو حدث غير مسبوق في كل معنى ممكن لم يستعد له الجيش الإسرائيلي له مسبقا. من ناحية مدى وعمق الضربة فانها أكبر حتى من الهجوم الذي بدأت به حرب الأيام الستة، لانه لم ينزع قدرات معينة من الجيش السوري: هو اعاده الى نقطة الصفر وهو عار عمليا من كل قدرة استراتيجية ذات مغزى. 

حتى قبل بضعة أيام بدا الأسد مستقرا في كرسيه، وان كانت تجمعت معلومات استخبارية متواصلة عن القدرات والوحدات في الجيش السوري وعن منظومات انتاج وبنى تحتية، احد لم يقدر بانها ستصبح هدفا فوريا للتدمير. صحيح أن إسرائيل هاجمت في اثناء العقد الأخير عناصر عسكرية مختلفة في سوريا – وبالاساس منظومات دفاع جوي هددت طائرات سلاح الجو وكذا قدرات انتاج السلاح – لكنها لم تضرب العمود الفقري للجيش السوري كي لا تعتبر كمن تعلن الحرب على سوريا، وكذا خوفا من ان تتورط مع روسيا – السيدة الأساس للرئيس الأسد. 

معقول أن في الخلفية كان أيضا تخوف دائم من أن يكون اضعاف اكبر مما ينبغي للجيش السوري كفيلا ان يسمح لخصومه بالسيطرة على الدولة. وكما يقول الكليشيه، في إسرائيل فضلوا الشيطان المعروف على الشيكان غير المعروف، ومع الأسد (وأبيه) كان لإسرائيل تاريخ طويل السنين من الحدود الواضحة والمحددة. 

كل هذا انتهى من اللحظة التي انهار فيها حكم الأسد في بداية الأسبوع. كان واضحا لإسرائيل أمران: الأول، أنه توجد في سوريا قدرات ذات مغزى من شأنها أن تكون خطيرة اذا ما وقعت في اياد غير مسؤولة. والثاني ان الثوار – حتى وان كانوا يجتهدون جدا لان يظهروا وجها جديا لثوار في الجينز- يتبنون أيديولوجيا متطرفة جدا للجهاد العالمي والعداء لإسرائيل والرغبة في ابادتها تتدفق في عروقهم.

تدمير ما يمكن

خليط هذين الامرين أدى الى قرار فوري في تدمير كل ما هو ممكن في سوريا: طائرات ومروحيات قتالية ونقل، بطاريات دفاع جوي، سفن من أنواع مختلفة، دبابات ومجنزرات، مخازن ذخيرة، مخزونات من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية لجملة مديات، مصانع انتاج وبنى تحتية لأسلحة (بما في ذلك قدرات كيماوية) ومنشآت وقواعد استخبارات كان تخوف ان تسقط في ايدي الثوار. يدور الحديث عن مئات الهجمات التي نفذت بلا انقطاع في كل ارجاء سوريا، بعضها نفذت بأسلحة دقيقة وبعضها بواسطة سلاح “غبي”.

حرية الطيران لسلاح الجو في سماء لبنان وسوريا أتاح الوصول لكل هدف، وفي هذا الجهد الذي دار بتواصل شاركت كل اسراب السلاح. 

عمليا، إسرائيل استخدمت كل المعلومات الاستخبارية التي كانت لديها عن الجيش السوري. عشرات الاف ساعات العمل البشري الذي تراكمت على مدى سنوات طويلة تلخصت في هجوم مكثف استهدف إبقاء “تندرات ورشاشات” في ايدي الثوار، على حد قول مصدر كبير. حتى لو كان هذا الوصف مبالغا فيه قليلا، فانه يدل على أن إسرائيل قررت الا تأخذ مخاطر، وذلك بالتوازي مع مد اليد العلنية للثوار – على أمل أن يكون ممكنا أن يدار معهم واقع عديم الحروب.

لكن الى جانب هذا النجاح العملياتي، يتوجب ان نتذكر: لا شيء ينتهي في سوريا. العكس هو الصحيح. كل شيء يبدأ فقط. صحيح ان سوريا ضعفت دراماتيكيا لكن أحدا لا يعرف من سيحكم في الدولة وفي أي أجزاء منها وماذا ستكون نواياه. الاستخبارات الإسرائيلية التي كررت حتى الان أسماء الفرق والقادمة وكم دبابة مؤهلة توجد لهم، ينبغي ان تبدأ بحفظ أسماء منظمات الثوار والنشطاء المركزيين فيها ممن من شأنهم ان يكونوا عدو الغد. ومثلما تعلمت إسرائيل في 7 أكتوبر، فان منظمات الإرهاب من شأنها أن تتبين بسرعة خطيرة ومهددة بقدر لا يقل عن الجيوش النظامية.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى