إسرائيل اليوم: التحدي: الإبقاء على التفوق الاسرائيلي

إسرائيل اليوم 18/6/2025، يوسي كوبرفاسر: التحدي: الإبقاء على التفوق الاسرائيلي
حملة شعب كاللبؤة تؤدي مرة أخرى الى استنتاج عظيم الأهمية لمفهوم الامن الإسرائيلي – في كل ما يتعلق بالاعمال الهجومية عليها ان تعتمد على نفسها فقط.
صحيح ان بينها وبين الولايات المتحدة علاقات خاصة، حيوية للدفاع عن أمنها، لكنها لا يمكنها أن تفترض بان تأخذ الولايات المتحدة على عاتقها، فضلا عن المساعدة المباركة في الدفاع وفي توريد السلاح والمعلومات الاستخبارية ان تعالج هجوميا أيضا تهديدات على إسرائيل، حتى عندما يدور الحديث عن تهديدات استراتيجية، معقدة وبعيدة. هكذا كانت الأمور في احباط المفاعلين في العراق (1981) وفي سوريا (2007) ويبدو أن الوضع مشابه أيضا عند الحديث عن منشأة التخصيب التي بنتها ايران في باطن الأرض في فوردو، وبقي موقعا يمكن لإيران فيه أن تخصب اليورانيوم الى مستوي يسمح بإنتاج سلاح نووي.
ما هو مفعم بالمفارقة على نحو خاص في الحالة الراهنة هي ان القنبلة الثقيلة الخارقة للتحصينات التي طورتها الولايات المتحدة في 2012 وخصيصا كي تدمر فوردو والتي لا يمكن ان تحملها الا طائرة القصف الامريكية “بي 2” انتجت أيضا كي تقنع إسرائيل بالامتناع عن الهجوم عشية الانتخابات التي ضمنت للرئيس في حينه باراك أوباما ولاية إضافية.
لماذا امتنعت الولايات المتحدة وهي القوة العظمى الكبرى عن مواجهة مع ايران بينما إسرائيل، ذات القدرات المحدودة نسبيا، مصممة على أن تعمل حتى في ظل دفع ثمن اليم بل وتفعل هذا بنجاح مبهر، فيما تستخدم الكثير من السلاح الأمريكي؟
هذا السؤال يحتدم في ضوء فهم الإدارة الامريكية بان منع التزود الإيراني بسلاح نووي هو مصلحة أمريكية تكاد تكون بالقدر ذاته الذي هو فيه مصلحة إسرائيلية. لقد عاد الرئيس ترامب وقرر بان الولايات المتحدة ملتزمة في الا يكون لإيران سلاح نووي، وضمنا الا تكون لها القدرة على تخصيب اليورانيوم. يبدو ان الأسباب المركزية لذلك هي الجدال الداخلي في الولايات المتحدة بين معارضي التدخل والمؤيدين له، التخوف من اتساع الحرب الى حقول النفط في الخليج، مما من شأنه أن يؤدي الى ارتفاع أسعار ومس بحلفاء الولايات المتحدة والتفضيل الواضح للرئيس الأمريكي لانهاء الحرب من خلال الحل الدبلوماسي. ولهذا فان الرئيس ترامب يواصل التردد، يبقي كل الإمكانيات مفتوحة ويعد القوة سواء لحالة أن يقرر العمل ام كي يشدد الضغط على آيات الله لقبول الصفقة المعروضة.
في الماضي، اعتقدت إسرائيل بانها يمكنها أن تعتمد على الولايات المتحدة لتحييد تهديدات بعيدة. كان يفترض بإسرائيل ان تتصدى لتهديدات من الدائرة الأولى (أساسا مصر وسوريا) فيما أن معالجة التهديدات من الدائرة الثانية (العراق) والثالثة (ايران) كان يفترض ان تكون بمسؤولية الولايات المتحدة. هذه الفكرة لم تنجح في الماضي وبلغت منتهاها في المعركة الحالية (الحوثيين مثلا)، حتى وان هاجمت الولايات المتحدة ايران في نهاية الامر. عمليا، اقامت إسرائيل في ايران واقعا يشبه ذاك الذي اضطرت لان تقيمه في لبنان، أي خلقت تفوقا جويا يسمح لها بان تمنع بقواها الذاتية نشوء تهديدات على امنها في ظل اغلاق دوائر استخبارية هجومية في الزمن الحقيقي. التحدي الجديد هو كيف تبقي هذا الواقع على مدى الزمن.