إسرائيل اليوم: البؤرة التي لا يتجرأ أحد على اقتلاعها !
إسرائيل اليوم 2022-07-07، بقلم: أرئيل كهانا
القصة السخيفة، التي تعرف باسم “قضية الخان الأحمر”، دليل قاطع على أن ليس القضاء هو الموضوع بل السياسة. وكما انتقد عضوان في البرلمان الأوروبي وزير خارجيتهما جوزيف بوريل، هذا الأسبوع، فإن “الاتحاد الأوروبي” لم يسبق له أن وصف استيطان أناس آخرين في مناطق محتلة أخرى “جريمة دولية”. يتحدث الاتحاد عن “مستوطنين غير قانونيين” بالنسبة لليهود الإسرائيليين فقط.
لكن المشكلة ليست في أوروبا بل عندنا. فعندما ترغب دولة إسرائيل في أن تقتلع أناسا من بيوتهم فإنها تعرف كيف تستخدم أفضل قواها، ويسير رجال القضاء على الخط بناء على ذلك. وعندما لا تريد تنثني حتى محكمة العدل العليا الرهيبة. إذ ما الذي كان لنا هنا؟ قرارات قاطعة من المحكمة العليا، أوامر إخلاء، تعهدات علنية لرؤساء وزراء ووزراء، وعشرات الملايين التي استثمرت في حلول بديلة.
في لحظة الحقيقة تبخرت كلها مثلما تبخر بينيت من المكتب. الخان الأحمر مغروس في الأرض مثل الشيح في “صحراء يهودا”، ولا أحد يتجرأ على اقتلاعه.
نجح العرب في أن يثبتوا في وعي الغرب أن اقتلاع المكان سيمنع إقامة دولة فلسطينية في المستقبل (وكأنه إذا لم يزح الخان فإن مثل هذه الدولة ستقوم).
زعماؤنا – لعلهم يعرفون شيئا ما لا نعرفه – يخشون دفع ثمن المواجهة مع بايدن، شولتز، وماكرون.
الموضوع هو أنه لا يمكن الإمساك بالعصا من طرفيها. إذا كان الغرب يصر على إبقاء سكان القرية في مكانهم، فإنه لا يمكنه في الوقت ذاته أن يمنع إسرائيل من البناء في المنطقة المجاورة E1، التي تربط بين القدس ومعاليه أدوميم.
على إسرائيل أن تقول لأميركا وشركائها: “إما أن تسمحوا لنا بإنفاذ القانون وإخلاء السكان إلى موقع مناسب، أو أن تكفوا عن الضغط في موضوع E1. الأرض عندنا، المسؤولية علينا والمستقبل لنا. يوجد حدود للتدخل الخارجي”. تتدحرج حبة البطاطا الساخنة هذه، الآن، إلى رئيس الوزراء الجديد، يئير لابيد.
لعله هو، الذي لم يتبجح ولم يتعهد بالإخلاء، والملتزم بوحدة القدس وانتقل إلى السكن فيها والذي يعانقه الغرب جسديا ومجازيا، ينجح في ترتيب هذه التسوية.
الخان لهم، E1 لنا، وجاء الخلاص للقضية.