إسرائيل اليوم: الاستيطان في الضفة يتسع بوتيرة متسارعة

إسرائيل اليوم 30/5/2025، حنان غرينوود: الاستيطان في الضفة يتسع بوتيرة متسارعة
المزارع في الضفة أصبحت احد مشاريع العلم للحكومة الحالية وللصراع ضد خطة فياض (إقامة دولة فلسطينية بالامر الواقع) والبناء الفلسطيني غير القانوني في المناطق ج.
سواء المؤيدين للمشروع العظيم ام المعارضين له يتفقون على أن الحديث يدور عن خطوة محطمة للتعادل، بواسطتها تأخذ إسرائيل من جديد السيطرة على المناطق التي تخلت عنها قبل سنتين – ثلاث سنوات.
رواد المبادرة يبقون على سرية كبرى في كل ما يتعلق بالمزارع، مكانها وعملها، وبالتالي لا توجد معلومات تأتي بشكل رسمي عن عددها او مدى تأثيرها على الأرض. وعلى أساس معلومات جمعتها منظمات مختلفة، مجموعة البحث “تمرور” بقيادة د. شاؤول ارئيلي تكشف لأول مرة النقاب عن حجم المزارع وتأثيرها على الأرض.
حسب “تمرور” يوجد حاليا 133 مزرعة في كل ارجاء الضفة. في ضوء حقيقة أنه في 2021 لم تكن في الأرض حتى ولا مزرعة واحدة، فان هذا عدد هائل من المزارع. في السنوات الأخيرة كما يبدو هذا واضحا جدا في المعطيات الجديدة أيضا، بذلت جهود هامة لبناء المزيد فالمزيد من المزارع. في 2022 كان في الضفة 64 مزرعة، في 2023 وصل العدد الى 82، في 2024، في ظل الحرب ارتفع العدد الى 118، اما الان وكما اسلفنا يصل العدد الى 133 في كل ارجاء الضفة.
معناها العظيم ليس فقط في مجرد وجودها، بل في أراضي الرعي التي تستولي عليها. على نحو مفاجيء، هنا المؤيدون والمعارضون للمشروع يتفقون على الحقائق المبدئية – المزارع تستولي على أراض هائلة بسبب القطعان التي توجد فيها وهي تضيق على خطة الفلسطينيين الذين ينسحبون من المناطق ج.
بينما في اليسار يهاجمون الخطوة بحدة ويدعون بان المزارع تتسبب بطرد الفلسطينيين من أراضيهم، في اليمين يعتقدون بان هذه خطوة استراتيجية هدفها التعزيز الدراماتيكي للسيطرة في الضفة.
التغيير – أساسا مؤخرا
من معطيات “تمرور” يتبين بوضوح التأثير الدراماتيكي للمزارع على الأرض. في 2012 كان في الضفة 29 كيلو متر مربع من أراضي الرعي التي عمل فيها اسرئيليون، معظمها في منطقة السامرة وشمال غور الأردن. اما الان فقد اتسع حتى 2018 الى 116 كيلو متر مربع لكن معظمها في نفس الأماكن وفي بضع نقاط في جنوب جبل الخليل.
لقد وقع التغيير الدراماتيكي في 2019 و 2020، حين بدأ هذا المعطى ينمو بشكل دراماتيكي، بحيث أنه في نهاية السنة الثانية سجل 312 كيلو متر مربع من أراضي الرعي، معظمها في منطقة السامرة وبنيامين، مع مؤشرات متزايدة في جبل الخليل. لاجل فهم حجم التغيير – في 2020 اضيف 111 كيلو متر مربع من مناطق الرعي لتلك القائمة، مقابل 13 كيلو متر قبل ثلاث سنوات من ذلك.
وحسب المعطيات، في 2023 استولت المزارع على أراض بحجم 254 كيلو متر. في 2024 اضيف 116 كيلو متر أخرى. هذه السنة يبدو انخفاض دراماتيكي في الاستيلاء على الأراضي في المناطق ج، حيث 7 كيلو متر مربع فقط، لكن سبب ذلك اغلب الظن هو ان الأرض المفتوحة بدأت تنفد. بين القرى والمدن الفلسطينية والمستوطنات الإسرائيلية، الى جانب المزارع القائمة، لم يعد هناك أراضٍ كثيرة للاستيلاء عليها في مناطق ج.