ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الارهاب اليهودي في الضفة الغربية مدعوم من الائتلاف الحكومي

إسرائيل اليوم 5-8-2023، بقلم يوآف ليمور: الارهاب اليهودي في الضفة الغربية مدعوم من الائتلاف الحكومي

يجب قول الأمور بوضوح: تعمل مليشيات يهودية مسلحة اليوم في شمال الضفة الغربية، تتصرف كمنظمات إرهاب. وإذا لم تصحُ دولة إسرائيل وتوقفها على الفور، فسيكون ضررها أخطر بأضعاف من أي عملية إرهاب للعدو.

قتل المستوطنين للشاب الفلسطيني في قرية برقة الفلسطينية، كان مثالاً آخر على عمل هذه المليشيات. في الأشهر الأخيرة، كانت عشرات من الحالات المشابهة التي كانت خطوة فقط تفصل بينها وبين قتل فلسطينيين أبرياء، وأحياناً نساء وأطفال في بيوتهم. الحالات الشهيرة كانت حرق بيوت أهالي قريتي حوارة وترمسعيا، لكن كان هناك أيضاً أحداث عديدة لم تصل إلى وسائل الإعلام والجمهور، الذي يبدي اهتماماً قليلا جداً، هذا إذا كان يبديه على الإطلاق، في ما يجري في تلال شمال الضفة الغربية.

ثمة أحداث كهذه جرت في الماضي أيضاً. الاختلاف الآن هو في الكمية والفظاظة وفي ثقة ذاتية لدى المشاغبين اليهود. يأتي هذا من جملة أسباب: التعليم الفاسد، ووهن جهاز القضاء، هما الأقل أهمية بينها. لكن الأساس هو ريح الإسناد التي تتلقاها هذه العصبة من عل، الأكثر علواً ممكناً: من وزير الأمن القومي ووزير المالية، وحتى أعضاء حزبيهما. تعلم شبان شمال الضفة الغربية منهم أنه يجب إبداء تفوق يهودي، وأن السبيل إلى ذلك يبرر (تقريباً) كل شيء – من المس بالممتلكات (وأحياناً بالنفوس أيضاً) وحتى الصمت في تحقيقات “الشاباك”.

زميلي حاييم لفنسون، جلب توثيقاً مذهلاً في نهاية الأسبوع يوضح مدى إجرامية هذه العصبة. دعكم من تدنيس السبت – فهذا بينها وبين الرب، في إطار اختيارها الانتقائي لأي من الأمور، ينبغي لها أن تلتزم بها وأيها متاح القفز عنها. لكن تنسيق الشهادات والتعليمات بالصمت، والاستعانة بالمحامين الذين يختصون بمساعدة المستوطنين “نشطاء التلال”، والحرص على مصير السلاح الذي تم استخدامه في الحدث… كل هذا ليس سلوك عصبة حديثة من الزعران، بل سلوك منظمة إرهابية.

من المتوقع من وسائل الإعلام أن تكف عن التعاطي مع هذه العصبة بالاسم السائد “فتيان التلال”؛ إذ لا رومانسية هنا. من لا يصدق، فهو مدعو إلى وحدة إسرائيل في “الشاباك”، المسؤولة عن الدائرة اليهودية. في الأشهر الأخيرة باتوا يقلبون العوالم لمنع الكارثة. يلتقون ويتحدثون مع كل من يمكن لقاؤه، دون نجاح. من ناحية السياسيين في اليمين هم العدو، أما الحاخامات في معظمهم فهم غير مؤثرين، وأولئك الذين لديهم تأثير يرفضون التعاون، وكثر يخافون من هؤلاء الشبان أو يساندونهم.

من يفترض به العمل هم الأغلبية في الحكومة، بقيادة رئيس الوزراء. لكنها أغلبية – وأساسا الرئيس – يقودها هؤلاء المتطرفون، وتخاف منهم. وحدة الائتلاف تنتصر على العقل السليم في هذه الحالة. بالضبط مثلما في مشروع القانون المعيب الذي يعفي الحريديم من الخدمة العسكرية ويشبه ظروفهم بظروف الملتزمين بالخدمة.

في هكذا وضع، إسرائيل متعلقة بشعرة. كل عملية يقوم بها يهود قد تشعل موجة عمليات مضادة، وتدعو منظمات الإرهاب لها منذ الآن. يجدر بنا أن نوضح: الإرهاب اليهودي لا يأتي رداً على الإرهاب الفلسطيني، بل يدور الحديث عن جزء من أيديولوجيا مرتبة يتم تحقيقها الآن.

بالضبط مثلما هي الحال تجاه الإرهاب الفلسطيني، فإن ما يفصل بيننا وبين الفوضى التامة هو نجاح “الشاباك”. نشطاء اليمين المتطرف الثمانية المعتقلون الآن إدارياً، هم جزء من الخطوات القاسية التي اتخذت في محاولة لوقف الموجة، لكن هذا ليس كافياً. مع شرطة واهية وجيش يتعرض للهجمات والضربات وسياسيين جبناء، فلا نبالغ حين نقول ونقدر بأن الأسوأ أمامنا. دعكم من الضرر الاستراتيجي الذي يمكن لهذا أن يلحقه بإسرائيل والدم الذي سيسفك مثلما حصل في تل أبيب أمس، وأجيبوا أنفسكم عن سؤال واحد: هل هذه هي اليهودية والصهيونية اللتان تمثلان دولة إسرائيل؟

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى