إسرائيل اليوم: الاختبار الأول للخطة: حل مسألة تحرير الرهائن

إسرائيل اليوم 6/10/2025، مئير بن شباط: الاختبار الأول للخطة: حل مسألة تحرير الرهائن
الاختبار الأول لخطة ترامب سيأتي سريعا، بل وربما اليوم، في المحادثات غير المباشرة التي ستجرى بين وفدي إسرائيل وحماس في شرم الشيخ. من ناحية إسرائيل، يفترض بان تحتل مركز المحادثات مسألة تحرير المخطوفين. وكانت البيانات الصادرة عن الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو في نهاية الأسبوع رفعت التوقعات لحل هذه المسألة وإعادة المخطوفين في الأيام القريبة القادمة الى اعلى مستوى. وفي حماس واعون لذلك.
نظريا، كان يمكن لهذا ان يجديهم في مناورات المساومة في المفاوضات، لكنهم يفهمون بان صيغة المحادثات ونهج ترامب سيصعبان عليهم التصرف بـ “إذهب وعد”. كما أن هذا هو سبب انضمام مستوى عال جدا من إسرائيل ومن الولايات المتحدة. ولا يزال، من زاوية نظر حماس، فان إعادة كل المخطوفين هي تنازل عن الورقة المضمونة الوحيدة التي يمكنها أن تضمن بقائها. فهل من يعيش في وعي “التقية” – الاباحة للدهاء والغش – يمكنه أن يسمح لنفسه الاعتماد على وعود وضمانات دولية وان يخضع لرحمة الدول العربية؟ أفليس هذه مراهنة خطيرة جدا؟
الجواب على ذلك اعطته حماس منذ الان في الصيغة التي رفعتها في ردها على خطة ترامب. فقد اظهر الرد الثغرة التي أعدتها المنظمة لنفسها كي تناور في هذا الموضوع. فقد جاء في الصيغة ان الحركة توافق على “تحرير كل الاسرى الإسرائيليين، احياء واموات، وفقا لصيغة التبادل المفصلة في مقترح الرئيس ترامب، واستنادا الى الظروف العملية في الميدان الواجبة لتنفيذ التبادل”.
من هنا قصيرة الطريق لادعاءات على شكل “الظروف في الميدان لا تسمح لنا بالعثور على كل المخطوفين”، “نحن بحاجة الى وقت أكثر والى هدن أطول”، “هناك حاجة للتحفيز واثابة الفصائل الأخرى التي تحتجز جزءاً من المخطوفين”، وغيرها هنا وهناك من الادعاءات الإبداعية من العقول اللامعة لقادة حماس. ينبغي الافتراض بان ممثلي مصر وقطر لن يصدوا فقط ادعاءات حماس بل سيردون عليهم بتفهم ويقترحوا ان تبدي إسرائيل نهجا اكثر سخاء ببادرات طيبة فورية “تفيد تقدم المفاوضات أيضا”.
مراوغة حماس
عنصر آخر يمكن لحماس أن تستخدمه لغرض التسويف دون أن تتهم بذلك هو المباحثات حول هوية المخربين الذين سيتحررون من السجن الإسرائيلي. يمكن التقدير بان المنظمة لن تتنازل عن الفرصة الأخيرة ظاهرا لتحرير كبار المخربين من السجون في إسرائيل. هم سيحاولون انقاذ حسن سلامة المحكوم بـ 46 مؤبد او إبراهيم حامد – قائد الذراع العسكري لحماس، العقل المدبر للعمليات الانتحارية القاسية في الانتفاضة الثانية وكذا عباس السيد من منظمي العملية في فندق بارك وعبدالله البرغوثي مهندس التخريب الذي تسبب بموت 67 إسرائيليا.
صحيح أن إسرائيل أعلنت بانها ستعارض ادراج هؤلاء وغيرهم في مكانتهم في قائمة المخطوفين، ولكن هذا لن يمنع حماس من أن تطرح هذا مجددا.
“توجد صدوع جوهرية في خطة ترامب، يمكن للحركة ان تستغلها كي تجتاز هذه المرحلة الخطيرة” – هكذا نقل في الأسبوع الماضي عن د. باسم القاسم، الباحث في معهد الزيتونة المتماثل مع الاخوان المسلمين وحماس في صحيفة “فلسطين” – الناطقة الرسمية بلسان حماس. ضمن الصدوع الأخرى التي احصاها “تسويات مؤقتة وغامضة” تعرضها الخطة، لجنة تنفيذية تكنوقراطية دون تعريف واضح لاليات اقامتها او مصادر صلاحياتها، غموض بالنسبة للقوة الدولية وسلسلة أخرى من المواضيع. واقترح على حماس ان تدخل في مباحثات على البنود الغامضة في ظل الدفع قدما بالتوازي لوقف النار، فتح المعابر، ادخال المساعدات وبدء الاعمار، ما يزيد عطف الشارع على حماس.
في حماس يستعدون جيدا لمحادثات المفاوضات. يمكن التقدير بان هكذا هي الأمور في الجانب الإسرائيلي أيضا. ليس مثلما في الاعمال العسكرية لإسرائيل، فانه في مسألة تحرير المخطوفين من الصواب العمل مع ساعة توقيت، ومرغوب فيه أن تكون هذه في يد ترامب.