ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الإعـفــاء مــن التجـنـيـد يضــع سمـوتــريـتـش أمــام خـطـر وجــودي

إسرائيل اليوم 2023-08-17، بقلم: أرئيل كهانا: الإعـفــاء مــن التجـنـيـد يضــع سمـوتــريـتـش أمــام خـطـر وجــودي

يعتزم حزب الصهيونية الدينية، برئاسة بتسلئيل سموتريتش، تأييد المخطط الحريدي للإعفاء من التجنيد للجيش الإسرائيلي ابتداء من سن 21 عاما. مع أنه يوجد في الحزب من يعارض ذلك ويعتقد أنه يجب العمل على تجنيد الحريديين وان كان بشكل جزئي، لكن الموقف الذي اتخذ حاليا هو دمج الحريديين في سوق العمل وفي المجتمع العام على أمل أن يخدم بعضهم في المستقبل في الجيش أيضا. وعلى أي حال فإن الجيش لا يجند إلا نصف أبناء الـ 18، وبالتالي علامَ تقوم كل هذه الدراما في واقع الحال؟

 

في الجمهور الديني – القومي، وبخاصة في الأجنحة الحريدية – القومية التي ينتمي إليها سموتريتش لم تعد الخدمة في الجيش عنصرا إلزاميا في السيرة الذاتية أو في الطريق إلى الزواج مثلما كان. يوجد آلاف من ذوي القبعات المنسوجة ممن لم يخدموا ولن يخدموا في الجيش، سواء أكانوا مبعدين عن الفكرة الرسمية أو لأن الجيش لا يريد أن يستوعبهم في صفوفه. كوزير للمالية، لدى سموتريتش أسباب وجيهة ليؤيد المخطط الحريدي، وذلك لأن إدخال الحريديين إلى سوق العمل سيقدم خيرا لهم وللاقتصاد الذي في مسؤوليته.

كما أن رئيس “الصهيونية الدينية” يؤمن أيضا انه بين المتدينين والحريديين ثمة عهد قيمي وسياسي معقود ومن المحظور خرقه. هكذا حيث انه على المستوى الشخصي والأيديولوجي سيكون من الصعب عليه أن يخرج إلى صراع ضد الاقتراح الذي يطرحه قادة “شاس” و”يهدوت هتوراة”.

قيمة عليا

لكن بعد كل هذا تأتي لكن وهي كبيرة جدا. بالنسبة لأجزاء واسعة في التيار الصهيوني – الديني، فإن منح إعفاء من الخدمة لكل من يصل إلى سن 21 خط أحمر. فجماهير القبعات المنسوجة، التي تبعث أبناءها إلى الجيش ستغضب على من يقر باسمها إعفاء جارفا للحريديين.

ثانيا: الانتفاضة التي ستجتاح الجمهور العلماني، فإذا ما وعندما يعطى الإعفاء للحريديين ستكون هذه ضربة لن يتمكن حتى نتنياهو من أن يصمد أمامها. فوحدة شعب إسرائيل هي أيضا قيمة عليا للجمهور الديني – القومي. منذ الآن يدعو الكثيرون إلى وقف الإصلاح القضائي ليس لأنه خطأ بل فقط بسبب آثاره الداخلية القاسية.

بعد كل هذا، نصل بالطبع إلى التمييز بين قطاع سكاني وآخر بما في ذلك القطاع الديني نفسه، الذي في كل أسبوع يدفع ثمنا دمويا على حماية الوطن. إضافة إلى ذلك فإن التراث الديني القومي هو حمل العبء مع الصهيونية العلمانية. فالأجيال السابقة من قادة التيار الديني فعلوا كل شيء كي يدمجوا القبعات المنسوجة في الجيش. فمن نواح عديدة فإن ختم الحلال من الصهيونية الدينية على إعفاء جارف لتلاميذ المدرسة الدينية من الخدمة في الجيش يتعارض والمعتقدات الأكثر عمقا للصهيونية الدينية.

إعادة المقاعد

ليست المعضلة أيديولوجية فقط. بل سياسية أيضا. في الانتخابات الأخيرة اضطر سموتريتش ليرتبط ببن غفير؛ لأنه لم يكن مؤكدا انه سيجتاز وحده نسبة الحسم. وحسب الاستطلاعات الحالية أيضا هو ليس بعيدا عن هناك. تأييد لإعفاء الحريديين من شأنه أن يبعد عنه كتلة كبيرة من ناخبين حرجين لوجوده السياسي.

وفي الوقت ذاته فإن بن غفير وكتلته يلاحقانه على أي حال من اليمين؛ إذ ليس لهما احتياطي انتخابي آخر. بمعنى أن الاثنين في هذه اللحظة يكتظان في الخانة اليمينية الحريدية القومية ذاتها، حيث إن قانون التجنيد يطرح مفترقا استراتيجيا أمام رئيس الصهيونية الدينية. من المحتمل من ناحيته أن يواصل السير في المسار ذاته وأن يأمل في الانتخابات التالية أن تضمن القاعدة الحالية بقاءه السياسي رغم الضرر الجسيم الذي سيلحقه تأييده للإعفاء.

لكن سموتريتش يمكنه أيضا أن يسير في اتجاه اكثر جرأة بكثير وهو العودة إلى الوسط الصهيوني – الديني، الذي يعارض الإعفاء وفي الوقت ذاته يبحث عن بيت سياسي. يدور الحديث عن خمسة مقاعد توجد، اليوم، في البيت غير الطبيعي لدى غانتس، وعن مقعدين (تقريبا) حصلت عليهما آييلت شكيد.

هذا ليس خياراً سهلاً، بل من شأنه أن يكون خطيراً. لكن هكذا أيضا يميز نفسه عن بن غفير، وفي الوقت ذاته يزيد جمهوره الانتخابي وربما يعيد حزب الصهيونية الدينية إلى الأيام العظمى للحركة التي تحمل الاسم ذاته.

 

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى