إسرائيل اليوم: الأردن ومصر سلام اللامفر
إسرائيل اليوم 15/9/2024، ايال زيسر: الأردن ومصر سلام اللامفر
منذ 7 أكتوبر لم يسمع من الأردن أي شجب للمذبحة او للعدوان المتواصل من حماس وحزب الله ضد إسرائيل. وعلى أي حال لم نحظى باي مظهر من التضامن والتعاطف مع المخطوفين ومع عائلات الضحايا. وبدلا من هذا نتعرض كل يوم لنقد خاص بل ولاذع وتشهيرات من جانب ناطقين أردنيين رسميين، بلغت الذروة في مقابلة هاذية مع الملكة الأردنية رانيا بعد وقت قصير من نشوب الحرب ادعت فيها بانه لا يوجد أي دليل على فظائع حماس.
في الأسبوع الماضي ترجمت الاقوال الى أفعال، عندما قتل مواطن اردني ثلاثة إسرائيليين في معبر الحدود في اللنبي. هذه المرة أيضا لم يسمع أي شجب لعملية القتل من جانب النظام الأردني بل انهم في شوارع العاصمة عمان احتفلوا بقتل الإسرائيليين بتوزيع الحلويات وباطلاق الألعاب النارية.
مصر هي الأخرى لا توفر عنا الانتقادات والتنديدات وتطلق التهديدات عن نية إسرائيل الإبقاء في ايديها للسيطرة في محور فيلادلفيا لمنع تهريب وسائل القتال الى ايدي حماس في القطاع. وفيها أيضا من يترجم الاقوال الى أفعال. ففي 8 أكتوبر، بعد يوم من هجوم حماس الإرهابي، فتح شرطي مصري النار نحو مجموعة سياح إسرائيليين زاروا الإسكندرية وقتل اثنين منهم.
ولكن بعد كل هذا الأردن ومصر ليستا دولتين معاديتين، ورغم اللغة الخطابية التي لا تطاق ولا تغتفر في الاعلام والناطقين الرسميين في القاهرة وفي عمان تواصل هاتان الدولتان معنا شبكة علاقات وثيقة في مجالات الاقتصاد واساسا في مجالات الامن.
للحقيقة، المفاجيء هو ليس حقيقة أنه وجد شرطي مصري او سائق اردني نفذا جرائم قتل نكراء بل حقيقة أنه على مدى السنة الأخيرة، بينما تشتعل النار في غزة وفي حدود الشمال، بقي الهدوء على طول حدودنا مع مصر وعلى طول الحدود مع الأردن أيضا والتي هي الاطوال من بين حدود إسرائيل مع جيرانها.
هام أيضا أن نتذكر بانه رغم العداء الذي يبديه الرأي العام في هاتين الدولتين تجاه إسرائيل، لا يدور الحديث عن حالة غليان، والامر يشكل مؤشرا واضحا على أن غزة ليست في رأس سلم أولويات رجل الشارع لا في مصر ولا حتى في الأردن. هذا الامر يبعث عن احباط شديد لدى قيادة حماس التي أملت في أن تؤدي هجمة الإرهاب من المنظمة الى ثورة شعبية تضم هاتين الدولتين الى دائرة العداء مع إسرائيل.
يشكل الأردن دولة فصل بيننا وبين ايران ووكلائها. ومن لا يريد تواجد رجال الحرس الثوري ونشطاء حزب الله على ضفاف نهر الأردن ينبغي له أن يحافظ ويعزز تعاوننا الأمني معه والذي يركز على هذا التهديد. الى جانب التنديد القاطع للتصريحات التي تنطلق من الأردن علينا أن نهديء الأردنيين بان أحدا في إسرائيل لا يروج لتحويل الضفة الى غزة ولفرار عرب الضفة الى المملكة الأردنية مما سيؤدي الى انهيارها.
في كل ما يقال عن مصر، فانها ترى في حماس تهديدا كون هذه حركة شقيقة للاخوان المسلمين كريهي نفسها. وفضلا عن ذلك، فمع ان المصريين ابدوا عجزا بل وانعدام وسيلة في ضوء تهريب وسائل القتال الى القطاع، لكن كما قال عن حق الحاخام الحنان دنينو والد اوري دنينو الراحل، فان إسرائيل وليس مصر هي التي نقلت الى حماس حقائب الدولارات من قطر والتي استخدمتها المنظمة لبناء قوتها العسكرية.
من كل هذا يتبين ان لإسرائيل، لمصر وللاردن لا يوجد طريق آخر غير طريق السلام، و “في الترجمة الى العربية” – طريق استمرار التعاون في مجالات الاقتصاد والامن. يدور الحديث عن مصلحة مشتركة نخرج منه مأجورين، لكن مصر أيضا وبخاصة الأردن بحاجة لتوريد الماء والغاز من إسرائيل مثلما بحاجة أيضا لاسناد امام التهديدات التي تقف امامها. لا بديل عن هذا الطريق لا في انقرة ولا في طهران، اللتين ينظر اليهما في العالم العربي كخصمين بل وكعدوين.
لاسفنا، سنواصل سماع الشتائم والتنديدات من عمان ومن القاهرة، لكن الكلاب ستبقى تنبح فيما ان عربة التعاون الأمني الحيوي جدا لإسرائيل ستواصل طريقها.