ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: احتلال غزة الان

إسرائيل اليوم 8/9/2024، ايال زيسر: احتلال غزة الان

المعارك لاحتلال قطاع غزة كانت قاسية ومريرة وذلك لان قوات الجيش الإسرائيلي اصطدمت بمقاومة شديدة من العدو. لكن في غضون يوم ونصف سيطروا على القطاع كله بما فيه مدينة غزة أيضا وحسموا المعركة. 

لا، لا يدور الحديث عن حرب السيوف الحديدية التي يقاتل فيها الجيش الإسرائيلي في كل ارجاء القطاع دون أن يتمكن من هزيمة العدو وتحقيق سيطرة فاعلة في الميدان، منذ نحو سنة. يدور الحديث عن حرب الأيام الستة التي هزم فيها الجيش الإسرائيلي قوات عسكرية اكبر بكثير من تلك التي لدى حماس أو حزب الله واحتل شبه جزيرة سيناء كلها، الضفة وهضبة الجولان. 

نحن نقف امام واقع مختلف – امام عدو آخر وربما أيضا مع جيش إسرائيلي مختلف واساسا مع قيادة
“تهرب من البشرى” وتمتنع عن قرارات تؤدي الى حسم وانهاء الحرب الطويلة، وعلى ما يبدو الأقل نجاحا من بين حروب إسرائيل.

الحرب في غزة – وللدقة اعمال حفظ النظام التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في أراضي القطاع – تجري منذ اشهر طويلة في ظل الاتصالات لتحقيق صفقة تستهدف تحرير مخطوفينا المحتجزين لدى حماس، وقف نار مؤقت او دائم وفي عقابها ربما حتى انهاء الحرب. 

غير أن الحديث يدور عن “استعراض” من خلفه لا يوجد الكثير مما هو حقيقي. “لن يكون شيء لانه لا يوجد شيء”، وبالتأكيد في كل ما يتعلق بإرادة وقدرة المتعلقة بالامر للاتفاق على صفقة. كل اللاعبين، سواء كانوا إسرائيل، حماس أم الأمريكيين، معنيون باجراء الاتصالات وإدارة المفاوضات، كون هذه تخدمهم لأغراض السياسة الداخلية وصد الضغط الخارجي لكن مشكوك ان يكونوا يريدون حقا او هم قادرون على الوصول الى صفقة.

تسعى الإدارة الامريكية لان تخلق مشهد إدارة مفاوضات يسهل عليها حملة الانتخابات للرئاسة ويساعدها على منع اشتعال إقليمي تخشاه. حماس من جهتها معنية بوقف الحرب في غزة في ظل بقائها الحاكم على الأرض وعلى ما يبدو لن تساوم على اقل من هذا. وفقط حكومة إسرائيل ليس لها هدف واضح ظاهر غير الرغبة في الإيفاء بوعدها بمواصلة الحرب حتى آخر مخربي حماس في غزة. 

اذا كان هذا هو الوضع، ورئيس الوزراء يقصد ما يقول في بياناته للجمهور وليس في الرسائل التي يطلقها للإدارة الامريكية، فواضح ان هذه الدائرة لا يمكن تربيعها وان الصفقة ليست قابلة للتحقق.

هذا، رغم ان صفقة تؤدي الى تحرير مخطوفينا ستشكل “النصر المطلق” للروح الإسرائيلية.

اذا كان هذا هو الحال، يطرح السؤال الى اين وجهة إسرائيل – للمدى القصير وللمدى البعيد، وكيف نحقق حسما سريعا وانهاء لحرب الاستنزاف الجارية في القطاع واستمرارها لا يخدم مصالح إسرائيل. 

اذا كنا نريد هزيمة حماس – كقوة عسكرية وسلطوية – واذا كنا نريد خلق واقع امني ودولي مريح اكثر لنا، فلا مفر من احتلال غزة ومن الأفضل ساعة مبكرة اكثر.

هذه خطوة يعارضها كما هو معروف الجيش لاعتبارات الربح والخسارة، وكأن الحديث يدور عن إدارة بقالة الحارة بينما الحكومة تخشىى ذلك لان الامر سيلزمها باتخاذ قرارات بالنسبة لليوم التالي للحرب.

ان احتلال القطاع ليس امرا مثاليا، بل وابعد من ذلك. في الواقع الذي علقنا فيه هو مثابة اهون الشرور. فهو سيتيح للجيش الإسرائيلي التحكم بالمنطقة وبذلك هزيمة حماس التي تستغل اليوم الفترات الزمنية الطويلة التي بين اعمال حفظ النظام التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في ارجاء القطاع، كي تحفظ وترمم قوتها وحكمها للمنطقة وللسكان. الاحتكاك الذي لا يتوقف بين الجيش وحماس، التي تعود لتقف على ارجلها في كل مرة يترك فيها الجيش الإسرائيلي المنطقة التي عمل فيها يتسبب باصابات بين قواتنا والى إصابات للسكان المدنيين أيضا وعلى أي حال بنقد متزايد ضد إسرائيل في العالم.

واضح ان احتلالا عسكريا بحد ذاته لا يكفي وينبغي أن يكون جزءاُ من مفهوم امني وسياسي شامل بشأن مستقبل القطاع. لكن الى أن يستيقظ احد ما عندنا، من الأفضل احتلال غزة وخلق نقطة بدء افضل لخطوة إسرائيل التالية، اذا ما وعندما تأتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى