ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: احتلال الان

إسرائيل اليوم 19/5/2025، آفي برئيلي: احتلال الان

القول “سنحرر كل المخطوفين الان في صفقة وبعد ذلك نهاجم او نحتل القطاع” هو تضليل ذاتي خطير. أولا، لن تدخل أي جهة خارجية الى القطاع بعد الصفقة، قبل ان نحتله وننزل “المقاومة” فيه الى مستوى سري مقموع. لا الأمريكيين، لا الاماراتيين ولا السعوديين ولا العناصر السامة والفاسدة من القطريين او المصريين نريدهم هناك. احد لن يقوم من اجلنا بمهمة تحييد حماس. هذه مهمة حيويةـ، وحقا خطيرة جدا، على الجنود والمخطوفين – لكن لن تكون لنا حياة في البلاد دون أن ننفذها. اخفاق الشباك والجيش في 7 أكتوبر جعلنا نعلق في الحاجة الماسة لاحتلال وتطهير القطاع. تعلمنا درسا صعبا: لا يمكن التعايش مع جيش إرهاب على حدودنا. بعد المناورات الناجحة هناك لتحرير اكبر عدد من المخطوفين، الان وصلنا الى لحظة الحقيقية ولا يمكننا ان نهرب منها الى حلول لفظية هزيلة. 

ثانيا، لا يمكننا أن نهاجم بعد ذلك، لان تحرير مخطوفين في اتفاق لن يأتي بدون ضمانات دولية مقيدة لحماية جيش الإرهاب الوحشي لحماس، الذي سيتبقى في القطاع. لن تجدينا العلل التي ستقدمها حماس. فـ “هجوم بعد ذلك” هو كلام فارغ. 

ثالثا، كلمة “كل” هي فرضية عديمة الأساس. منذ نهاية 2023، ترفض حماس بثبات ان تقر او تأخذ المسؤولية عن قائمة المخطوفين الذين نعرف انهم احياء أو ان تقدم معلومات عمن ليس معروفا لنا مصيره. زمن غير طويل قبل تحرير عيدان الكسندر، أعلنت حماس انه “فقدت الاتصال به”. لم تكن هذه مجرد وحشية لذاتها – بل وحشية محسوبة لغرض بث الغموض. 

حماس تسعى للوصول الى صفقة مخطوفين تتعهد فيها إسرائيل في الانسحاب من القطاع وعدم الهجوم بعد ذلك. وعندها تبتز إسرائيل من خلال المخطوفين المتبقين لديها، حتى الهجوم التالي. وهذا سيأتي بل وسيأتي – مثل الانتفاضة الثانية بعد الهروب من لبنان، وبعد سيطرة حماس على القطاع والهجمات علينا بعد الهروب الأول من القطاع. اذا هربنا مرة أخرى في “صفقة مخطوفين” سنكون مثل أولئك الاغبياء الذين حسب البرت آينشتاين يكررون المرة تلو الأخرى التجربة ذاتها على امل ان هذه المرة فقط ستنتهي بشكل مختلف.

تأخرنا حتى الان في احتلال القطاع من اجل انقاذ عدد مخطوفين كبير قدر الإمكان، بسبب ضغوط ضارة للغاية من الإدارة الامريكية السابقة، وبسبب إخفاقات استراتيجية وتكتيكية في القيادة العسكرية السابقة للجيش. اثنان من الأسباب الثلاثة المؤخرة ازيلا. قائد الجيش استبدل، ورئيس الأركان زمير بلور خطة لاحتلال القطاع، لتطهيره ولفرض حكم عسكري عليه كله من خلال اخلاء السكان الى قرب حدود مصر. حتى وقت أخير مضى نالت الخطة التأييد من إدارة ترامب، وهذه شاركت في تخطيط جمع السكان المقاتلين، تموين مباشر للمساعدات الإنسانية دون صلة بحماس وفتح بوابات الهجرة.

لكن تكثر المؤشرات على أن صبر ترامب قد ينفد، وبخاصة في مواضيع المؤن الإنسانية. امام نتنياهو ينغلق مجال المجاورة بين ضغط عسكري وصفقة مخطوفين. حملة “عربات جدعون” محظور استبدالها بضغط عسكري آخر لاجل الدفع قدما بصفقة مخطوفين. محاولة كهذه الان ستكون سقوطا في فخ حماس. الحكومة وهيئة الأركان ملزمتان بالفهم بان علينا أن نحتل ونطهر القطاع – الان. معظم الإسرائيليين واعون جدا لهذا المنطق الأليم.  ومن المؤسف ان بعضهم يميلون الى كبته، لانعدام القدرة او لنقس الإرادة لتحمل المشاعر المرافقة له. صحيح، الخطر كبير سواء على الجنود أم على المخطوفين – لكن الخطر اكبر علينا جميعا اذا ابقينا في القطاع جيش إرهاب يقف على اقدامه. نحن لا يمكننا أن نسمح لانفسنا بان نكون عبيدا وارانب لمشاعرنا. لا، لن نطفئها ولن نتنكر لها لكن سنتحكم بها من اجل حياتنا في البلاد.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى