ترجمات عبرية

إسرائيل  اليوم: اتفاق سلام وصفقة إقرار بالذنب

إسرائيل  اليوم 30/6/2025، د. ايسي روزن تسفي ود. رونين ابراهام، كلية القانون جامعة تل ابيب: اتفاق سلام وصفقة إقرار بالذنب

 دعكم من ترامب. فكروا بما هو خير لإسرائيل: حان الوقت بالنظر بجدية بصفقة إقرار بالذنب مع نتنياهو؟

في اعقاب انتهاء المعركة حيال ايران، دولة إسرائيل ناضجة الان للمرحلة التالية: اتفاق سلام في المجتمع الإسرائيلي. برأينا، اتفاق السلام هذا يجب أن يمر عبر صفقة إقرار بالذنب لبنيامين نتنياهو. هذا فقط سيسمح لنا بان نتقدم الى المرحلة التالية – ترميم المجتمع، الحيوي لدولة إسرائيل.

في أوساط قسم من الجمهور الليبرالي في اسرائيل توجد معارضة مبررة وثاقبة لصفقة إقرار بالذنب مع بنيامين نتنياهو. الحجج ضد صفقة كهذه ثقيلة الوزن، ومن المهم التعرف عليها بعمق قبل كل قرار.

أولا – صفقة إقرار بالذنب مع نتنياهو، بخاصة بلا عقاب ذي مغزى، يمكنها أن تخلق إحساسا بـ “الانفاذ الانتقائي” واضعاف الردع الجماهيري.

ثانيا – مثل هذه الصفقة من شأنها أن تفشل في الجمهور كتنازل سياسي او كضعف جهاز القضاء، مما يمس بأكثر فأكثر بثقة الجمهور بمؤسسات الدولة. إضافة الى ذلك، فان السير الى صفقة كهذه مع شخص بمكانة نتنياهو ستطلق رسالة إشكالية للسياسيين وللشخصيات العامة الاخرى وتخلق نمط سلوك يتمثل بانعدام المسؤولية.

ثالثا، هذه الصفقة ستمنع بحثا علنيا كاملا في المحاكم بشكل يمنع الجمهور من أن يعرف الحقيقة عن سلوك نتنياهو.

وأخيرا، أجزاء كبيرة من الجمهور سيرى في الصفقة “تسوية” غير عادلة ما يخلق لديهم إحساسا بخيبة الامل او اليأس، بخاصة بعد سنوات طويلة جدا من الإجراءات القضائية.

ومع ذلك، ليس مناسبا دوما ان يثقب القانون الجبل. بالذات من زاوية نظر مسؤولة، حان الوقت للنظر بجدية في صفقة إقرار ذنب مع نتنياهو.

من المهم القول ان هذا ليس ردا على تصريحات ترامب الذي دعا الى الغاء محاكمة نتنياهو. هذه التصريحات لا أساس لها في نظرنا، وان كان فقط بكلمات بسيطة – هذا ليش شأنه على الاطلاق.  لكن محظور أن يمنعنا هذا السياق من ان نبحث في المسألة موضوعيا – لان هذا ما فيه خير لإسرائيل.

حان الوقت لايجاد مخرج مشرف لكل الأطراف. صفقة إقرار بالذنب ستتيح مثل هذا المخرج. هي ستتيح التركيز على تحديات اهم، كالامن، الاقتصاد، المجتمع، انهاء الحرب في غزة وإعادة المخطوفين وترميم الشمال والجنوب واساسا ستتيح الانشغال بالترميم الاجتماعي، تقليص التوترات والاستقطاب في الجمهور الإسرائيلي.

فضلا عن ذلك، فان هذه الصفقة ستضمن أخذ مسؤولية ما من جانب نتنياهو بشكل فوري. إذ ان قسما من نظريات الادعاء العام هي على الحدود من ناحية قضائية ومن ناحية البينات – كما المح بذلك القضاة أيضا بشكل صريح بما يكفي. في مثل هذه الحالات دارج عقد صفقات قضائية حتى في حالة مواطن عادي – ويمكن التقدير بان هذا كان ممكنا ان يحصل على أي حال في فترة أقل عصفا.

كما ان مثل هذه الصفقة ستقلل من المخاطرة بضرر إضافي بثقة الجمهور في جهاز القضاء وذلك لان محاكمة طويلة من شأنها أن تعمق اكثر فأكثر الضرر لصورة جهاز القضاء بين اطراف غير قليلة في الشعب وتتسبب باحساس بالملاحقة السياسية.

وأخيرا، هذه الصفقة يجب ان تتضمن تسوية ما تنهي الطريق السياسي لنتنياهو في نهاية ولايته الحالية.

صفقة مع نتنياهو ستسمح لنا بان نركز على التحديات التالية لإسرائيل، وعلى رأسها انهاء الحرب في غزة وإعادة المخطوفين، في ظل التصدي المشتركة لاعادة بناء المجتمع الإسرائيلي – التحدي لجيلنا التالي. اذا ما اتحد الجمهور من اليسار ومن اليمين حول صفقة تحرر نتنياهو من السجن ومن الحياة السياسية معا فهذا سيكون دليلا لا بأس به على أنه لعله فشلت المحاولة لتقسيم الشعب.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى