إسرائيل اليوم: اتفاق أوفى بالمهمة
إسرائيل اليوم 26/11/2024، أمنون لورد: اتفاق أوفى بالمهمة
“مهمتنا هي إعادة السكان الى بيوتهم”، قال الضابط الكبير.
“نحن نعمل وفقا للمهام وليس وفقا للتوقعات. لو كنا تلقينا كمهمة هزيمة حزب الله، لفعلنا هذا”.
انجاز الجيش الإسرائيلي في لبنان لا يقاس بالكيلومترات بل بالقدرة على التحكم بالرقابة وبالنار على كل قاطع قرى التماس. بحكم ظروف الحرب التي نشبت في 7 أكتوبر 2023 تحددت ضمن أمور أخرى مهمة إعادة السكان وليس هزيمة حزب الله. يحتمل لو ان القادة كانوا يتوقعون التحول في المعركة ضد حزب الله لكانوا وضعوا هدفا آخر.
لكن لما كانت المعركة تمت كما هي، في انزال ايدي بين هيئة الأركان وبين الحكومة، يقدم وقف النار أيضا كما هو. في الوضع الحالي ينبغي قبول وقف النار وانهاء الحرب في لبنان لانها استنفدت نفسها.
توجد امكانيتان: القتال حتى هزيمة حزب الله وحتى يتوقف نار القذائف والصواريخ لانعدام قدرة حزب الله، او الوصول الى انهاء الحرب باتفاق وقف النار. الاتفاق الموضوع الان لاقرار الحكومة هو جيد بلا قياس مقارنة بما كانت إسرائيل مستعدة له حتى قبل شهرين ونصف. نتذكر: قبل هجمة إسرائيل التي بدأت قبيل نهاية أيلول، وانتقلت لاحقا الى عملية برية بحث الجيش الإسرائيلي عن سبيل لوقف النار في حدود الشمال من خلال وقف نار مع حماس مع كل مصاعبه، بما في ذلك إعادة المخطوفين.
كان هذا اتفاق تعلق مطلق بحماس، حين تكون كل عملية إسرائيلية في غزة لإنفاذ الاتفاق ستجدد نار صواريخ حزب الله. ناهيك عن الاستعداد الهجومي لقوة الرضوان على مسافة مترين من غرف الرضع ورياض الأطفال التي على حدود لبنان.
إعادة الشمال الى الحياة الطبيعية
في الاتفاق الموضوع الان حزب الله منقطع عن غزة، يستجدي وقف النار، والبنية التحتية العملياتية والديمغرافية الشيعية في جنوب لبنان مدمرة. يقام جهاز دولي معقد للرقابة. يجدر بالذكر مرة أخرى بان هذا لا يشبه الجهاز الدولي، مع الشراكة الفرنسية الامريكية اللبنانية التي وقعت معها إسرائيل اتفاق الابتزاز على حقول الغاز في الحدود البحرية في الأسابيع القليلة ليئير لبيد كرئيس للوزرا. هذا كان الاتفاق الذي اقنع حزب الله وربما أيضا حماس، بان إسرائيل ناضجة او الادق عفنة ويمكن الإيقاع عليها لضربة حربية تسقطها.
كل هذا ليس موجودا الان. كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي يشددون على ان وقف النار سيفحص بتصميم إسرائيل على انفاذه، والجيش تعلم من أخطاء الماضي وجاهز لذلك. وعليه فهذا هو الوقت لوقف النار، لتسريح قوات كبيرة من الاحتياط وإعادة الشمال الى الحياة الطبيعية.
الضابط الكبير الذي تحدثت معه هو ابن كيبوتس على مقربة من الحدود. فهو يرى معاناة السكان الذين يعرفهم عن كثب، الزراعة الفاخرة التي ضاعت هذه السنة، محصول التفاح الذي تعفن هو آخر من يكون مستعدا لان يترك بلدات الحدود لمصيرها. وعليه، فثمة مفعول أخلاقي لاقواله بان حنيتا، المطلة وبلدات الحدود ليست متروكة لمصيرها. الصورة المذكورة لسيارات التندر البيضاء، لحزب الله التي تسير بشكل حر على مسافة متر من الجدار الحدودي – لن تعود. الاتفاق هو نتيجة طبيعة المهمة التي تحددت للجيش الإسرائيلي.