إسرائيل اليوم: إسرائيل ستتورط اذا لم يتحقق حل سريع
إسرائيل اليوم 18-3-2024، يوآف ليمور: إسرائيل ستتورط اذا لم يتحقق حل سريع
كانت هذه عطلة نهاية أسبوع محملة بشؤون غزة. شؤون إنسانية، مخطوفون، توبيخات، مداولات – كل شيء كان فيها، باستثناء تقدم حقيقي في الحرب ضد حماس.
بطبيعة الأحوال، أساس الانتباه تركز على قضية الـ 134 مخطوفا المحتجزين في غزة، أحياء وأمواتا.
إسرائيل أعلنت حتى الآن عن 34 مخطوفا ممن هم ليسوا بين الأحياء وجثامينهم محتجزة في غزة (الجندي ايتي حن كان آخرهم). لكن التقديرات هي أن العدد أكثر بكثير وأن نحو 50 – 60 من بين المخطوفين ماتوا في أثناء اختطافهم في 7 أكتوبر أو في وجودهم في الأسر – بسبب التردي في حالة جراحهم، الأمراض، هجمات الجيش الإسرائيلي، أو قتلوا بالنار على أيدي آسريهم.
رئيس الموساد دادي برنياع سيسافر إلى قطر في محاولة للدفع قدما في المفاوضات.
الفجوة بين الطرفين لا تزال واسعة، ومن المتوقع أن تتركز في ثلاث مسائل أساسية. الأولى – عدد السجناء الذين سيتحررون مقابل الإسرائيليين المحررين.
حماس تطالب بزيادة المفتاح، الذي كان في الجولة السابقة ثلاثة سجناء فلسطينيين مقابل كل مخطوف إسرائيلي.
ويتركز طلبها على خمس مجندات محتجزات في الأسر، وطلبها هو أن تحرر إسرائيل 50 سجيناً على كل واحدة منهن، منهم 30 سجيناً ثقيلاً، 20 منهم أدينوا بالقتل (ممن لهم “دم على الأيدي”) و10 آخرون حكموا لفترات سجن طويلة.
المسألة الثانية – هي هوية المحررين. حماس تطالب بأن تقرر بنفسها قائمة الـ 150 قاتلاً ثقيلاً سيتحررون، على أمل أن تحرر منذ الآن من السجن كبار سجنائها.
أما إسرائيل فستعارض ذلك بشدة ليس فقط على خلفية هوية المحررين والقلق من إمكانية أن يعودوا فوراً إلى أعمال الإرهاب بل وأيضا خوفا من أن يخفض الأمر دافع حماس لأن تنفذ صفقات أخرى لاحقا أو يشجعها على أن تطرح في المستقبل شارة ثمن مستحيلة.
تجربة الماضي من صفقة شاليط تفيد بأنه من المعقول أن يوجد حل في هذه المسألة في خليط يدمج بين مطالب الطرفين، وإن كان هذا يحتاج إلى وقت لأن المسيرة ستوجب جدالات وإقرارات تفصيلية لكل سجين فلسطيني يتحرر.
هذه المسألة هي أيضاً ذات قابلية تفجر سياسي عالية جداً على خلفية معارضة أحزاب اليمين في الحكومة لتحرير قتلة.
المسألة الثالثة – هي طلب حماس السماح لسكان شمال القطاع بالعودة إلى بيوتهم منذ الآن، وفي المرحلة التالية – التي ستتضمن تحرير باقي المخطوفين الإسرائيليين بمن فيهم الشبان من دون سن 50 وجنود – وقف تام للحرب.
إسرائيل تعارض هذا الطلب تماما ومعقول أن يوجد حل وسط يسمح الآن بعودة جزء فقط من السكان (أساسا شبان، نساء وشيوخ)، بينما الخلاف حول وقف الحرب سيؤجل إلى وقت لاحق.
تخوف من واشنطن
التقدير هو أنه سيحتاج الأمر أسبوعاً على الأقل، وربما أكثر إلى أن يكون ممكنا توفير الموافقات التي تسمح بتنفيذ الصفقة، التي ستؤدي إلى 42 يوما من وقف النار.
في هذه الفترة يمكن للجيش أن ينعش قواته ويصلح آلياته ويستعد أيضاً للمرحلة التالية من الحرب – في رفح أساساً.
رئيس الوزراء نتنياهو قال أول من أمس في جلسة الكابينيت إنه يقر مخططات عملية رفح فأثار غضب بعض الوزراء الذين سبق أن سمعوا منه نصوصاً مشابهة في الماضي دون أن تؤدي إلى أي عملية على الأرض.
في الشهرين الأخيرين عرض الجيش الإسرائيلي بضعة مخططات لعملية في المدينة لم تقر بعد. والسبب الأساس في ذلك كان تخوف نتنياهو من غضب الإدارة في واشنطن، وكذا من أزمة مع مصر. محافل مطلعة على الموضوع ادعت بالمقابل أن المشكلة هي في التردد الدائم من جانب نتنياهو.
على حد قولهم، فان مصر ستسمح بالعملية طالما لم ينقل اللاجئون الفلسطينيون إلى أراضيها، والحل مع واشنطن بسيط: تسريع المساعدات الإنسانية للسكان الغزيين كـ “بطارية” لمواصلة الأعمال.
أمس انضمت ألمانيا إلى الدول التي تنزل المساعدات إلى سكان القطاع، وبالتوازي وصلت إلى غزة سفينة المساعدات الأولى التي أطلقتها منظمة الإغاثة World Central Kitchen (WCK) من قبرص.
وحرس الجيش الإسرائيلي إنزال حمولة السفينة التي نقلت إلى غزة وجبات ومنتجات غذائية أساسية ومعلبات – لكن ليس واضحاً بعد كيف ستوزع المساعدات، خوفاً من أن تقع في أيدي حماس أو تسلب.
في هذا السياق أيضاً يشتد النقد على نتنياهو الذي يؤجل كل انشغال بمسألة اليوم التالي. وتصف المحافل طلبه العثور على محافل محلية تتسلم مسؤولية مدنية في القطاع بأنه “منقطع عن الواقع”، لأنه بزعمهم لا توجد محافل كهذه لها ما يكفي من القوة لمواجهة حماس.
وأعربت هذه المحافل عن تخوفها من أنه إذا لم يتوفر حل سريع فستتورط إسرائيل في عدة أوجه بالتوازي: مع الولايات المتحدة التي ستقيدها عمليا عن العملية في رفح (بما في ذلك في مسألة المساعدات الأمنية)، وفي جوانب السيطرة على الأرض – غياب جهة تحكم غزة سيلزم إسرائيل في اتخاذ سياسة الاحتلال فيها وإلا فإن حماس ستنهض وتعود للحكم في القطاع.
هذه الخلافات الإسرائيلية الداخلية ترافق عمل الجيش الإسرائيلي الذي انخفض نطاقه جداً في ظل غياب قرار حول رفح.
في خان يونس لا تزال العملية المركزة مستمرة (أساساً في محاولة للوصول إلى يحيى السنوار) وتنفذ اجتياحات في شمال القطاع أيضاً لمنع إعادة بناء حماس في المناطق التي سبق أن عمل الجيش الإسرائيلي فيها، لكن استكمال الحسم سيتأجل أغلب الظن إلى ما بعد استكمال صفقة المخطوفين والوصول إلى تفاهمات مع الأميركيين.
زمن المراوحة هذا يعتبره الجيش قابلاً للتفجر. وهو سيطرح بالتأكيد في المحادثات التي سيجريها رئيس الأركان هرتسي هليفي اليوم مع القيادة العملياتية للجيش من رتبة عميد فما فوق.
كما سيتناول هليفي أيضاً موضوع قائد فرقة 98 العميد غولدفوس الذي وبخه بشدة يوم الجمعة في أعقاب النقد الذي وجهه للمستوى السياسي.
رئيس الأركان يعتقد أن غولدفوس خلط بين ما هو مسموح للضباط أن يفعلوه ويقولوه في الديمقراطية وأن كونه ضابطاً متميزاً لا يمنحه امتيازاً.
سيطلب هليفي من الضابطية العليا أن تبدي مسؤولية زائدة بالذات في الفترة الحالية التي يخيل فيها أن الخطاب الجماهيري يتصاعد مرة أخرى وفي أحيان كثيرة يضع الجيش الإسرائيلي في مركزه.