إسرائيل اليوم 5/11/2025، العميد احتياط تسفيكا حايموفيتش: إسرائيل تلعب مرة أخرى في أيدي حماس
إسرائيل اليوم 5/11/2025، العميد احتياط تسفيكا حايموفيتش: إسرائيل تلعب مرة أخرى في أيدي حماس
بعد سنتين استخدمنا فيهما في كل لازمة محتملة لتعظيم الإنجاز العسكري في الحرب ضد حماس – بدء من “النصر المطلق” الذي استبدل بـ “النصر العظيم”، فيما على الطريق “فككنا حماس، أبدنا قدراتها العسكرية، دمرنا معظم البنى التحتية العسكرية” وغيره غير قليل – فان الزمن الذي انقضى منذ اتفاق وقف القتال الذي فرضه علينا الرئيس ترامب يثبت انه بين ذاك الجمع من العناوين وبين الواقع توجد مسافة شاسعة.
في الأسابيع الأخيرة عادت حماس الى مركز الأمور في قطاع غزة (في المنطقة التي تسيطر فيها، وحيث توجد الأغلبية المطلقة من السكان)، فيما تأخذ لنفسها الحوكمة والسيادة على الإدارة الداخلية/المحلية في المنطقة وعلى مظاهر القوة – مثل ابراز التواجد من خلال لابسي بزات موحدة، مسلحين بأسلحة شخصية ويستقلون تلك المركبات التي خدمتهم منذ 7 أكتوبر. معظمهم رمزيون وعديمو القوة العسكرية الحقيقية، لكنهم يكفون لاجل تنفيذ اعمال مخطط لها ضد قوات الجيش الإسرائيلي وإلحاق خسائر في الأرواح (ثلاثة جنود من الجيش الإسرائيلي قتلوا منذ وقف الحرب، وأكثر من ذلك أصيبوا في سلسلة احداث إطلاق نار، معظمها في جنوب القطاع). وبالاساس، عادت حماس الى عادتها وسلوكها كمنظمة إرهاب تملي جدول الاعمال، تخدع الجميع في سياق إعادة جثامين المخطوفين – من تأخير اعادتهم، عبر مناورات إخفاء جثث وحتى إعادة جثة ليست لاسرائيلي مخطوف او أشلاء جثة ضحية سبق أن اعيد الى إسرائيل قبل زمن طويل. نضيف الى هذا تقديرات عسكرية استخبارية سمعناها مؤخرا عن مدى الانفاق النشطة التي تبقت لدى حماس، بعضها حتى في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، ويكفي كل هذا كي نفهم بان المسافة حتى تفكيك حماس وابادتها لا تقل عن المسافة للتنفيذ الكامل لمخطط العشرين نقطة بالرئيس ترامب.
أن نفهم وأن نستبدل القرص
حيال هذا السلوك من حماس، في إسرائيل يواصلون الخطاب إياه، الحماسة إياها والتهديدات إياها التي سمعت قبل الاتفاق الذي جلب وقف الحرب وإعادة العشرين مخطوفا الاحياء و 17 مخطوفا موتى حتى الان.
يجب الرد بقوة على خروقات ذات مغزى من حماس واساسا تلك العسكرية التي تمس بقوات الجيش الإسرائيلي. محظور التجلد ومحظور الاستخدام (مرة أخرى) بذاك المفهوم المغلوط للايام ما قبل 7 أكتوبر، والذي سمعته من غير قليل من الناطقين (أساسا من خارج إسرائيل) الذين ادعوا بالنسبة للخروقات بان من خرق هم (مارقون) وليس بالضرورة من رجال حماس. كل عمل من المنطقة غربي الخط الأصفر التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي هو بمسؤولية حماس وهي التي تقوم به بشكل مباشر.
لكن بين رد ذي مغزى وبين عودة الى تهديدات “سنعود الى القتال ونفكك حماس” المسافة واسعة. فقد سبق أن كنا هناك في السنتين الأخيرتين. لم ننجح حقا في أن نحقق ذاك الإنجاز الحاسم وليس كل عمل أدى الى النتيجة المنشودة، وعليه فقد حان الوقت لاستبدال القرص.
لما كان اتفاق وقف الحرب فرض علينا، فالان بالذات المصلحة الإسرائيلية هي التحرك بسرعة لتنفيذ المرحلة الثانية من بناء القوة الدولية وادخالها، مع تحديد صلاحيات ومهام واضحة، تحديد آلية الانفاذ والرقابة، حفظ حرية العمل الإسرائيلية والموافقة على جهاز تجريد حماس من سلاحها وجوهرها، ولا سيما من السلاح الثقيل.
كل يوم يمر وكل تسويف في الوقت في تنفيذ المرحلة الثانية – وثمة مجال للعناد والوقوف عند المصالح الإسرائيلية في الطريق الى تنفيذها، بأسرع وقت ممكن، إذ ان مخطط ترامب أبقى مباديء المرحلة الثانية غامضة جدا وغير واضحة – يخدمان حماس ويتيحان لها العودة لتثبيت سيطرتها وقوتها في المنطقة.
هذا هو الوقت الإسرائيلي لاستبدال القرص والسعي الى انتقال سريع الى المرحلة الثانية، وعدم الوقوع في الفخ الذي تعده حماس لنا في شكل خروقات الاتفاق، الاستفزازات في سياقات إعادة المخطوفين الموتى وباقي الأفعال من مصنع المنظمة الإرهابية الوحشية – واساسا عدم الوقوع في فخ القرارات العاطفية والحماسية التي لم تؤدي بنا في السنتين الأخيرتين حقا الى تحقيق اهداف الحرب. المصلحة الأساس لإسرائيل هي عدم العودة الى استئناف الحرب بل الانتقال الى المرحلة الثانية من الاتفاق.



