ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: إسرائيل تقاد من قبل رئيس وزراء يعرض للخطر أمن الدولة

إسرائيل اليوم 6/11/2024، يوآف ليمور: إسرائيل تقاد من قبل رئيس وزراء يعرض للخطر أمن الدولة

اقالة وزير دفاع في منتصف الحرب هي حدث غير مسبوق. حقيقة أن هذا حصل ليس بدوافع مهنية بل انطلاقا من خلطة سياسية هي صفعة رنانة لكل من دفعوا الثمن الرهيب للحرب، وكل من يخدمون الان – في النظامي، في الدائم وفي الاحتياط. هم يعرفون الان اكثر من أي وقت مضى بان ليس أمن الدولة هو الذي يقف امام ناظر من بعث بهم الى ميدان المعركة بل نزوات شخصية وحزبية. 

مثلما هو الحال دوما، عندما يكون بنيامين نتنياهو مطالبا بان يختار بين مصلحة الدولة ومصلحته الشخصية هو يختار نفسه. خط مباشر يمر بين اقالة وزير الدفاع غالنت وبين ترك 101 مخطوفا لمصيرهم في ايدي حماس. هذا الخط يربط بين نقاط أخرى: تملص نتنياهو المتواصل من اخذ المسؤولية عن قصور 7 أكتوبر والهجوم المتزامن واللاذع الذي يخوضه من خلال محيطه وابواقه ضد قيادة جهاز الامن ورؤساء جهاز القضاء.  في نظره كل هؤلاء هم أعداء خطيرون: بعد غالنت سيأتي دور هرتسي هليفي، روني بار وغالي بهرب ميارا الذين يقفون في طريق نتنياهو عديمة الكوابح نحو حكم الفرد. من رأى نفسه بصفة ونستون تشرتشل الحديث يتبين الان كصورة لجوزيف ستالين الذي قطع بمنهاجية رؤوس كبار رجالاته.

التفسير الذي قدمه نتنياهو امس لاقالة غالنت كان بائسا بقدر لا يقل عن الفعل ذاته. فغياب التوافق هو ليس علة للاقالة بل لتجويد طرق العمل. السبب الحقيقي ظاهر للجميع: محاولة نتنياهو لاعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، والتي رفض غالنت المساهمة فيها وعن حق. غالنت كان وزير دفاع مخلصا لامن الدولة، وكذا وزير دفاع مهني وجزيرة استقرار وسواء عقل في داخل المعمعان العظيم. استبداله الان – عندما تكون المعركة تدور في غزة وفي لبنان، وعشية جولة ضربات أخرى مع ايران – هو ليس اقل من سائب. للوزير الجديد سيستغرق وقت طويل الى أن يعرف كيف يميز بين فرقة وكتيبة وبين دبابة ومجنزرة. ثمن التعلم سيدفع بالدم، دماء افضل أبنائنا.

حقيقة أن إسرائيل كاتس ساهم في هذه الخلطة تشهد عليه أيضا. التواضع لم يكن في أي مرة من مزاياه البارزة لكن موافقته على الخطوة تشهد على أنه هو أيضا فقد كل كابح ولجام. اما بالنسبة لجدعون ساعر، الرجل الذي وصف الإقالة السابقة لغالنت السنة الماضية بانها “فعل جنون”، يثبت مرة أخرى بان أنفه يتكيف بسرعة مع كل عفن وان كانت النتانة الحالية التي يشارك فيها الان سيكون صعبا جدا تطهيرها. 

وكل هذا يحصل حين ينكشف صبح مساء المزيد من الشهادات على شبهات خطيرة بمخالفات جنائية في المحيط القريب لنتنياهو. ينبغي الامل في ان يحقق فيها حتى النهاية قبل ان تستكمل مسيرة تطهير الخدمة العامة، لكن حتى ذلك الحين – في إعادة صياغة لاقوال دافيد بن غوريون – فلتعلم كل أم عبرية انها سلمت مصير ابنها في ايدي رئيس وزراء ليس جديرا بذلك. 

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى