إسرائيل اليوم : إسرائيل بحاجة تامة للولايات المتحدة الى جانبها
إسرائيل اليوم 19/8/2024، شيريت افيتان كوهن: إسرائيل بحاجة تامة للولايات المتحدة الى جانبها
يثبت بيان حماس أمس بان المفاوضات بدأت فقط، وان المنظمة جد غير راضية عن التقدم بين إسرائيل والوسطاء. “قريبون من الصفقة اكثر من أي وقت مضى”؟ لقد نسينا ان في شباط أيضا كنا “الأقرب الى الصفقة”. ان قمة باريس، التي علقت عليها آمال عظام، لم تولد صفقة. وكذا المباحثات على منحى من ثلاث مراحل، في نهايته اتفاق مع السعودية، سبق أن كان لنا هنا ولم يتحقق ابدا.
لو كنا فقط نتذكر ما كان هنا في كانون الثاني وفي نيسان لعلنا ما كنا سنتفاجأ كثيرا هذا المرة أيضا من أن الصفقة التي يمكن لحماس أن تقول لها نعم هي استسلام إسرائيلي مطلق. في الاستديوهات وفي الصحف بحثوا في حينه في التنازلات المطلوبة لتحقيق الصفقة، لكن في حماس دحرجوا عن كل الدرج إسرائيل والوسطاء.
فهل تغير شيء جوهري ما حقا هذه المرة ويقرب السنوار الذي يحتجز المخطوفين قريبا منه للتنازل وللتوقيع هذا الأسبوع على صفقة؟ في إسرائيل يشيرون الى تغيرين جوهريين: السنوار يتعلم من الفشل – بعد أن رفض الصفقة السابقة وتلقى الجيش الإسرائيلي في رفح وفي فيلادلفيا، من يدري ما الذي سيولده له رفضه هذه المرة. التغيير الاخر هو رحيل العنصر المزعج عن الطريق، إسماعيل هنية، الذي صفي بشكل عجيب جدا. ثمة من يقول انه كان عقبة كأداء في فقات سابقة.
المداولات الميراثونية في الدوحة وفي القاهرة، بمشاركة الوسطاء وبمباركة نتنياهو يفترض أن تصب في يوم الأربعاء – امس أيضا واصلت حماس رفض كل صفقة لا تضمن بقاءها في القطاع كعنصر سلطوي.
إسرائيل، من جهتها، بتعاون مليء – مليء مع الأمريكيين. اعداد الأرض هو اجراء تكسب منه إسرائيل فقط – سواء كان هذا صفقة تنضج في اطار الخطوط الحمراء الإسرائيلية (استئناف القتال ام تواجد في فيلادلفيا) ام كان هذا نقل الضغط الى حماس التي تنكشف المرة تلو الأخرى كرافضة. لهذا العرض توجد قيمة سياسية بإبقاء الولايات المتحدة الى جانب إسرائيل وبربط أوروبا الى جانب دولة اليهود في الصراع الأكبر حيال ايران.
ائتلاف لهجوم في ايران
رغم أن الأمور هي عن غزة وعن الصفقة، المشاكل الإسرائيلية الحرجة هي في حدود لبنان وحيال ايران. حزب الله مزود ببنى تحتية هجومية لم تعالج بعد، وهو لم يحقق بعد تهديدات الهجوم في اعقاب تصفية رئيس الأركان المحلي. الإيرانيون هم أيضا يشكلون تهديدا مصداقا في أنهم سيعملون في الزمان والمكان الذي يختارون العمل فيه.
في الوقت الذي يعد فيه مسؤولون امريكيون مرة أخرى بصفقة تغلف كل مشاكلنا بسوليبان مزين وبوعود بالهدوء. في المستوى السياسي يعملون على خلق ائتلاف ليس فقط للدفاع بل وأيضا للهجوم في ايران – ضربة لرأس الافعى ستكون تغيير قواعد اللعب في المواجهة التي اديرت حتى الان بشكل حصري من قبل وكلائه.
بتغيير السياسة في مدى جوهري جدا إسرائيل تحتاج الى الولايات المتحدة الى جانبها – ليس بالتقدير، ليس تقريبا: بل مليء مليء. اذا كان المقابل الإسرائيلي مطلوبا ان يكون في شكل التزام بالمداولات وبالصفقة، هذا كفيل بان يكون منحى يؤدي الى دعم إسرائيل عندما تخرج الى خطوة جراحية – علاجية في ايران (اذا كان السنوار هذه المرة أيضا صلب قلبه) – اذا ما خرجت هذه الى خطوة مباشرة ضد إسرائيل، بينما توجد على أي حال قوات أمريكية ذات مغزى في المنطقة. في هذه الاثناء يوجد انجاز مباشر وفوري واحد لمحادثات القاهرة – الدوحة: تأجيل الثأر من ايران ومن حزب الله.