إسرائيل اليوم: أنصتوا لابو مازن: ماذا تريد اسرائيل
إسرائيل اليوم 22/8/2024، جلال البنا: أنصتوا لابو مازن: ماذا تريد اسرائيل
في إعلان دراماتيكي أمام البرلمان التركي قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) انه مصر على ان يعود الى غزة وكأن الامر منوط به فقط وليس بإرادة إسرائيل.
تفهم الولايات المتحدة وحتى الدول العربية في المنطقة، ومن يعرف أبو مازن وأصحاب القرار في إسرائيل بمن فيهم الشباك والجيش على نحو جيد بان هذا اعلان يستهدف تهيئة الأرضية في الشارع الفلسطيني لعودة السلطة للسيطرة في القطاع. رغم ضعف الإعلان ورغم انه جاء دون تنسيق، إرادة وطلب من إسرائيل، فان الامر لن يحصل.
لا إسرائيل، لا مصر ولا حتى أبو مازن يريدون غزة، لكنها اهون الشرور لإسرائيل. واساسا بسبب المصاعب والتحديات الكبرى في السيطرة على غزة. إضافة الى ذلك، يخشى أبو مازن ان يأخذ صورة من عاد الى غزة وفقا لارادة إسرائيل وكمبعوث منها بعد ان قوضت حكم حماس وشقت له الطريق لذلك.
رغم ذلك، غير قليل من المحافل في السلطة الفلسطينية تفهم الامكانية الكامنة والفرصة في العودة الى غزة، فضلا عن حقيقة أنه ستسكب هناك مئات ملايين الدولارات، بما في ذلك المال الإسرائيلي، في اعمار وبناء القطاع من جديد.
كما يوجد بعد سيطرة، وربما دخول الى التاريخ، لمن ينجح في قيادة وترميم غزة وربما فتح عصر جديد في المنطقة بين إسرائيل والفلسطينيين ودول عربية أخرى وعلى رأسها السعودية، إذ ان لكل شيء سيكون ثمن. بعضه تدفعه إسرائيل، بعضه السلطة الفلسطينية والدول المعنية بالتطبيع.
رغم اعلان الزعيم العجوز، الذي يقترب من العقد التاسع من حياته، فان الرجل عديم الكاريزما والقدرة على قيادة الشعب الفلسطيني بشكل موضوعي، حقيقي وشفاف او تلبية تطلعات الشعب لتقرير المصير او الاستقلال في دولة في حدود 1967. فهو يعتبر مقاول تنفيذ لإسرائيل، أساسا للجيش والشباك، وهو وأبناء عائلته متورطون بغير قليل من قضايا مشكوك فيها، لكن أحدا لا يمكنه ان ينتقده ويكشف الفساد الذي يتورط فيه هو ومقربوه. من تجرأ على عمل ذلك، النشيط نزار بنات، وجد ميتا في اقبية معتقلات السلطة.
مع ذلك، الرجل مكروه في إسرائيل اكثر مما في أوساط أبناء شعبه، واساسا بسبب محاولته التوجه الى المحكمة في لاهاي ضد إسرائيل؛ لقد فهم بانه لن يستغرق إسرائيل اكثر من بضع ساعات كي تقوض حكمه او تعتقله في المقاطعة او تطرده الى خارج حدود الضفة الغربية، إذ بدون حماية إسرائيل لا يمكنه أن يتحرك – لا في داخل حكمه الذاتي ولا خارجه. من هنا عباس هو أمل إسرائيل الوحيد، الوحيد الذي سيكون مستعدا لان يأخذ تحت مسؤوليته السيطرة المدنية في غزة. تجربة إسرائيل معه ناجحة وهو يوفر البضاعة في كل ما يتعلق بمنع أو تخفيض العمليات، لكن لاجل ان ينجح في السيطرة في غزة سيكون ملزما بان يقدم مواجهة وخلاف مع إسرائيل، وعملا يبدو معارضا لارادة إسرائيل والا سيتبين أنه ليس اقل من مقاول تنفيذ ومبعوث لإسرائيل، وهذا كفيل بان يحصل حتى قبل ان يترك منصبه ويأتي خليفته حسين الشيخ او مروان البرغوثي الذي يوجد اسمه في رأس قائمة السجناء الذين تطلب حماس تحريرهم من السجن في إسرائيل.