ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: أمريكا لا تسارع الى التورط في الشرق الاوسط

إسرائيل اليوم 16/4/2025، أرئيل كهانا: أمريكا لا تسارع الى التورط في الشرق الاوسط

اقوال مقلقة قالها ليلة الثلاثاء المبعوث الامريكي ستيف ويتكوف بالنسبة للمحادثات بينه وبين مندوبي ايران على برنامجها النووي. ففي الأسبوع الماضي فقط شرح مندوبو إدارة ترامب بان الولايات المتحدة ستطلب من ايران تفكيك البنية التحتية النووية، صواريخها وتسلحها. كما أن أمريكا ستوضح لإيران بانه انتهى نظام نشر الإرهاب في العالم من خلال منظمات مرعية. 

في اللقاء العاجل بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي كان الانطباع بان الرئيس وفريقه يتبنون “النموذج الليبي” الذي عرضه نتنياهو. في اطار هذا النموذج تنازل معمر القذافي طوعا عن النووي الليبي وقد فكك هذا وكأنه لم يكن. 

غير أنه بالنسبة لإزالة الخطر الإيراني بشكل حاد وواضح، قال ويتكوف لشبكة “فوكس” أمورا أخرى تماما. “الحديث مع الإيرانيين تركز في نقطتين حرجتين: الأولى – التخصيب. فهم لا يحتاجون للتخصيب الى اكثر من 3.67 في المئة. في بعض الحالات هم يخصبون بـ 60 في المئة، في حالات أخرى بـ 20 في المئة. لكن هذا متعذر. ولا حاجة لبرنامج نووي مدني يخصب فوق مستوى 3.67 في المئة”. إضافة الى ذلك، بدلا من نزع قدرات الإنتاج عن ايران أضاف ويتكوف بان هدف الاتفاق سيكون “بالأساس تأكيد خطة التخصيب، وتأكيد السلاح. ويتضمن هذا الصواريخ، أنواع الصواريخ التي تجمعت هناك والالية لتفعيل القنبلة”. بكلمات أخرى، عرض ويتكوف خطوطا أساسية تشبه جدا الاتفاق النووي لاوباما في 2015 وهذا كما يذكر، هو الاتفاق الذي انسحب منه ترامب في 2018.

لماذا يقلقنا هذا؟

حافظت إسرائيل الرسمية على الصمت، في ضوء ما بدا كتراجع امريكي كبير عن المواقف الأولية التي طرحت حتى قبل أسبوع. الوحيد في البلاد الذي انتقد هذه الاقوال هو رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، حين عقب على تصريحات ويتكوف دون أن يذكر اسمه قائلا “سيكون تفويتا لفرصة تاريخية السماح لإيران ا عادة تنظيم نفسها لتهدد مرة أخرى الولايات المتحدة، إسرائيل وباقي العالم”.

لكن من خلف الكواليس، في واشنطن وفي القدس على حد سواء، كل من يعالج مسألة ايران تعجبوا. وقد فعل النقد على ما يبدو فعله، وفي ساعة الصباح في الولايات المتحدة غرد ويتكوف بايضاح في شبكة: “ايران ملزمة بان توقف وتلغي برنامج التخصيب وبرنامج التسلح لديها”، كتب رجل سر ترامب. 

التغريدة الإصلاحية لويتكوف يمكنها ظاهرا ان تهديء القلق في القدس. فالادارة الامريكية مرة أخرى تفكر مثلما بنفس الطريقة. ومع ذلك، ليس مهما ما هو التفسير للتصريح الاشكالي للمبعوث، الحقيقة هي أنه بهرائه قدم للايرانيين تنازلات هائلة. فلماذا يقلقنا هذا؟ لان المعنى للمدى البعيد هو أنه وان كان ترامب ورجاله يؤيدوننا تأييدا مطلقا، لكن قد تنشأ وضعية يتخذون فيها مواقف غير صحيحة باتصالاتهم مع الإيرانيين. وعليه فان إسرائيل ملزمة بان تبقى على أهبة الاستعداد. 

ويوجد سبب آخر لاجله نحتاج لان نفتح العيون: ترامب ومعظم مستشاريه يفهمون جيدا الخطر المحدق من ايران. فاول امس فقط قال الرئيس: اذا كانوا سيحوزون السلاح النووي فاننا سنستخدم القوة.   ولن نفعل هذا من اجل أمريكا بل من اجل العالم.  غير أنه في محيط ترامب ويبدو ايضا أن في رأسه هو تسمع أصوات تتعارض مع كيفية التصرف عمليا. هناك من يؤيدون العمل لكن أيضا من لا يريدون ادخال الرأس في نزاع آخر في الشرق الاوسط. من ناحيتهم فان اتفاقا يؤجل النهاية لعدة سنوات هو أمر يمكن التعايش معه. 

في مقابل هاتين الامكانيتين اللتين تحاولات فهم كيف سيتصرف ترامب يحتمل طريق ثالث – وهو يعيد الكرة الينا. لقد اثبت ترامب في كل سنواته التزاما مطلقا بامن إسرائيل. هذا يعني أنه في كل لحظة زمنية يمكن لنتنياهو أن يقول لترامب: “سيدي الرئيس، إسرائيل تحترمك، بالطبع – لكن في المكان الذي وصلت اليه الأمور نحن ملزمن بالعمل”.

قد لا يحب الرئيس ما لدى نتنياهو ليقوله. لكنه أيضا لن يوقفه. او مثلما قال بن غوريون الذي في طريقه سار بيغن مع قصف المفاعل العراقي وأولمرت مع قصف المفاعل السوري: لا يهم ما يقوله الاغيار، المهم ما يفعله اليهود.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى