إسرائيل اليوم: أبــو مــازن مصـمـم علـى مـواصـلــة الكــفــاح الدبلـومــاســي
إسرائيل اليوم 2023-01-10، بقلم: دانا بن شمعون وماتي توخفيلد: أبــو مــازن مصـمـم علـى مـواصـلــة الكــفــاح الدبلـومــاســي
في السلطة الفلسطينية قلقون من إجراءات العقاب التي أعلنتها إسرائيل ضدها، ويحذرون من أن تنفيذها قد يؤدي الى مواجهة بين الطرفين. روت مصادر فلسطينية لـ «إسرائيل اليوم» عن الغضب في السلطة على سلسلة الإجراءات التي أقرها الكابينت، والتي ستؤدي ضمن أمور أخرى الى حسم رواتب «المخربين» من أموال الضرائب، والتي تجبيها إسرائيل عن السلطة، ونقل 130 مليون شيكل من أموال السلطة الى عائلات ضحايا «الإرهاب» الذين قتلوا في العمليات.
في الجانب العربي يقولون ان سلسلة الإجراءات التي أقرت هي ضربة للاقتصاد الفلسطيني، وان الجمهور لا يمكنه ان يبقى غير مبالٍ نحوها في ضوء غلاء المعيشة. الموظفون العموميون في السلطة الفلسطينية ورجال أجهزة الأمن يتلقون في السنة الاخيرة 80 في المئة من رواتبهم. المعلمون وغيرهم من القطاعات في اتحادات العاملين هددوا مؤخراً بالخروج الى الاحتجاج على عدم تعديل رواتبهم، ومن المعقول ان تخرج هذه التهديدات من القوة الى الفعل كلما احتدمت الازمة الاقتصادية في مناطق السلطة.
«تشدد إسرائيل سلوكها وتتخذ إجراءات هدفها ممارسة الضغط على السلطة. في القيادة في رام الله لا يعرفون ما العمل، وكيف من المجدي الرد»، قال مصدر فلسطيني لـ «إسرائيل اليوم». «ابو مازن مصمم على مواصلة الكفاح السياسي – الدبلوماسي – القانوني، ولا توجد نية للتراجع عن هذا المسار. بالتوازي فانه لا يريد أن يظهر كمن هو متهم بخلق ازمة، ولهذا فلا توجد حماسة في هذه اللحظة للإعلان عن وقف التنسيق الأمني».
«في السلطة لا يسارعون لاتخاذ قرارات متسرعة، ويبدو أنهم يفضلون ابقاء هذا للشارع»، شرح مصدر فلسطيني ضالع في ما يجري. «هذا يعني انه حتى لو لم يكن بيان من جانب السلطة في موضوع تجميد التنسيق الامني، سيكون لابو مازن دافع أقل لإصدار الأوامر للاجهزة لتنفيذ أعمال واعتقالات، وهو سيعطي الشارع المجال للتصرف بنفسه.
«في اللحظة التي توجد فيها سياسة عقوبات لماذا يكون للقيادة الفلسطينية الرغبة في عمل شيء من اجل حكومة بن غفير – سموتريتش؟ لا توجد ثقة بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، وهذه الأجواء يمكن أن تتدحرج الى أزمة في كل المستويات، بما في ذلك في الميدان»، روى المصدر.
أحمد الديك، المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، الذي سحبت منه بطاقة الشخصية المهمة كوسيلة عقاب على توجه القيادة الفلسطينية الى المحكمة الدولية في لاهاي، ادعى بأن «من حق الشعب الفلسطيني ان يتوجه الى الاسرة الدولية كي يتلقى الحماية، وما تفعله إسرائيل لن يدفعنا لأن نوقف الكفاح الدبلوماسي».
في جهاز الامن يقولون انه في يوم الخميس قبل اتخاذ القرار بالاجراءات ضد المسؤولين من رام الله، جرى نقاش طرحت فيه إمكانيات الرد الإسرائيلي في ضوء التوجه الى لاهاي. وعلى حد قولهم، في إسرائيل لم يعدوا «سلة» ردود فعل محتملة لحالة التصعيد، لكنهم يوضحون بان الاجراءات التالية ستكون اكثر حدة.
«الكرة في هذه اللحظة في أيديهم». إذا واصلوا التوجه الى محافل دولية أو قرروا إجراءات رد في أعقاب القرارات الإسرائيلية، حتى سيناريو متطرف يعلنون فيه عن وقف التنسيق الأمني، فان إسرائيل ستشدد جداً ردود أفعالها، وستتصرف بحزم ضد كل فعل يمس بمصالحها.