إسرائيل اليوم: حان الوقت لان نعيد النظر في كل المُسلمات التي كانت لنا وتفجرت في وجوهنا
إسرائيل اليوم 1/11/2024، يوسي بيلين: حان الوقت لان نعيد النظر في كل المُسلمات التي كانت لنا وتفجرت في وجوهنا
دعوة صحوة. نجاح حزب الله – حتى بعد ان قضي على زعامته – في مواصلة إيقاع الأذى بل والوصول بدقة الى المنزل الخاص برئيس الوزراء في قيساريا، شددت الإحساس لدينا باننا مكشوفون. يمكن مضاعفة عدد حراس نتنياهو، لكن امام المُسيرات هذا لن يغير شيئا. فالسهولة التي لا تطاق والتي اجتاح بها مخربو حماس في السبت اللعين إياه الى عمق عشرات الكيلومترات في إسرائيل دون أن يوقفهم احد، وقدرة مقاتلي حزب الله على ضرب اهداف عسكرية بشكل دقيق – كل هذا يثبت باننا حتى وقت أخير مضى اسدلنا الستائر في بيوتنا واعتقدنا، بسخافتنا، ان أحدا لا يرانا.
روينا لانفسنا قصة، ولا مفر من تغيير القرص. قلنا لانفسنا ان “بيتك هو حصنك، وبيوت عديدة جدا تحولت الى مقابر. قلنا لاخواننا في الشتات ان إسرائيل هي المكان الأكثر أمانا لليهود، ولم يعد ممكنا أن نقول هذا. قلنا اننا سنتمكن من الدفاع عن أنفسنا بقوانا الذاتية امام كل محاولة للمس بنا، وتبين لنا انه بدون المساعدة الامريكية المكثفة لا يمكننا أن نفعل هذا. اعتقدنا أننا يمكننا أن نتنازل عن تجنيد عشرات الاف الحريديم للجيش، وانه تكفي الكتلة الصهيونية في المجتمع الإسرائيلي كي نصمد في التحديات الأمنية، وتبين ان هذا لا يكفي وانه لا يمكن الامتناع عن مواجهة تاريخية مع القطاع الحريدي الذي اقنع نفسه بان حفظ الكتب المقدسة تنقذنا من المس الجدي بنا. وحتى المحرقة لم تقنع هذه المجموعة الكبيرة والمتنامية بالسخافة الرهيبة لهذه الحجة.
اعتقدنا انه توجد حدود آمنة لكننا نجد أنفسنا في ذروة حرب صواريخ، مقذوفات صاروخية ومُسيرات، العنصر الإقليمي فيها يؤدي دورا لا بأس به – لكنه ثانوي. اصطلاح “حدود آمنة” هو اصطلاح ذاتي جدا، وفي المفاوضات السياسية التي خاضتها إسرائيل منذ زيارة الرئيس المصري السادات الى إسرائيل في 1977 كان العنصر الأساس في ترسيم الخرائط ديمغرافي وتاريخي (حدود بريطانيا – تركيا، حدود الانتداب البريطاني، الخط الأخضر في 1949) واستراتيجي اقل بكثير.
الكتلة الصهيونية في المجتمع الإسرائيلي يجب أن تعيد التفكير في كثير من المعتقدات المُسلم بها التي تبينت كقناعة ذاتية بلا أساس. عليها أن ترى إسرائيل كجهة للتواصل اليهودي وليس بالذات للامن اليهودي. عليها أن تلغي القوانين التي تميز بحق القطاعات غير اليهودية التي تشارك في المصير اليهودي، وغير المستعدة لان تكتفي فقط بـ “حلف الدم” معنا. هي ملزمة بان تفهم بان لا بديل لتسوية سياسية تقسم البلاد بيننا وبين الفلسطينيين وان الساعة الديمغرافية تستوجب منا عمل ذلك في اقرب وقت ممكن، دون انتظار سنوات جيل أخرى. فمن شأن هذا، لا سمح الله، ان يكون متأخرا جدا. نحن ملزمون بان نضمن استمرار العلاقة الوثيقة والخاصة بيننا وبين الولايات المتحدة. فهي حيوية لضمان وجودنا. ليس اقل من ذلك.
ان الاستخفاف بالولايات المتحدة او الإحساس بانها “توجد في جيبنا مهما يكن”، من شأنه أن يعرضنا للخطر، ببساطة لأننا لسنا شعبا وحده يسكن ولان “بالاغيار لا تعتبر” قد تكون ربما في أيام قديمة لكن ليس في العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين.