إسرائيل إلى حركة الجهاد: إذا أطلقت صواريخ فجر فإن الرد سيكون مؤلما.الأمريكان والمصريون يعملون من أجل منع وقوع حرب استنزاف
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 11/03/2012.
المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية يوم الأحد 11/3/2012.
إسرائيل حذرت مصر والجهاد الإسلامي عن طريق الولايات المتحدة بأنه إذا ما أطلقت صواريخ فجر على أهداف في إسرائيل فإن ذلك سيؤدي إلى رد فعل مؤلم من جانب جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة سيكون مختلفا تماما عما حدث حتى الآن.
التحذير نقل يوم الأحد 11 مارس إلى القاهرة وإلى رئيس جهاز الاستخبارات المصري الجنرال مراد موافي الذي يركز جهوده على تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة.
مصادرنا العسكرية والاستخباراتية تشير أن القرار بنقل هذا التحذير اتخذ بعد أن ظهرت علامات في الميدان تشير إلى أن حركة الجهاد الإسلامي تعد لإطلاق صواريخ كهذه.
للجهاد الإسلامي نوعين من صواريخ فجر، فجر-5 الذي يبلغ مداه 110 كلم وفجر-3 الذي يبلغ مداه حوالي 60 كلم.
هذه الصواريخ قادرة على الوصول إلى مناطق تقع بين مدينة رحوبوت وتل أبيب.
التقديرات في جيش الدفاع الإسرائيلي أن الجهاد الإسلامي يريد أن ينهي جولة النيران الحالية عن طريق إصابة مباشرة بواسطة عدة صواريخ لإحدى مراكز المدن الإسرائيلية والتسبب في وقوع عدد من القتلى الإسرائيليين من أجل خلق الانطباع لدى الرأي العام الفلسطيني والشرق أوسطي بأنه خرجت من هذه الجولة ويدها هي العليا بيد أن حركة الجهاد تجد صعوبة في تحقيق هذا الهدف بسبب أن جميع صواريخ جراد التي أطلقتها إلى أسدود وعسقلان وبئر السبع تم اعتراضها من قبل منظومة القبة الفولاذية.
في جيش الدفاع يخشون أن الهدوء في إطلاق الصواريخ مساء السبت وفي صبيحة يوم الأحد يسمح لحركة الجهاد بمسافة زمنية لفحص الإمكانيات الفنية للتغلب على منظومة القبة الفولاذية.
وتشير مصادرنا الاستخباراتية أن هناك مشكلة أخرى تواجه رئيس جهاز المخابرات المصرية الجنرال مراد موافي في تحقيق وقف إطلاق النار في غزة وهي عدم معرفة مدى استقلالية زعامة الجهاد الإسلامي في غزة وفي دمشق لاتخاذ القرارات العسكرية في الجولة الحالية من إطلاق النيران من قطاع غزة.
التقدير السائد في واشنطن والقدس والقاهرة أنه في بداية التدهور يوم الجمعة 9 مارس قررت حركة الجهاد الانضمام إلى لجان المقاومة الشعبية في الرد من خلال إطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد تصفية أمين عام لجان المقاومة الشعبية زهير القيسي ومسؤول رفيع أيضا في هذه اللجان محمد أحمد حنني، وهذا هو قرار مستقل تم تنفيذه دون استشارة طهران ودمشق.
بيد أنه الآن وبعد أن أطلقت حركة الجهاد الإسلامي باتجاه إسرائيل حوالي 110 صواريخ في اليومين الأخيرين يبدو أن القرار باستمرار إطلاق النار انتقل من قيادة الجهاد إلى القيادات الإيرانية والسورية، ولكل واحد من هذه القيادات مصلحة باستمرار إطلاق النار حتى ولو كان بوتيرة واطئة.
القيادة الإيرانية تفضل استمرار إطلاق النار في غزة وعلى الأخص لأنه خلال هذه المعارك في غزة سيتاح لها الظهور خلال المحادثات النووية المتوقع أن تبدأ في شهر أبريل في إسطنبول بينها وبين ست دول كمن تستطيع استخدام القوة العسكرية في الشرق الأوسط بدون أن تصطدم مع الولايات المتحدة.
القيادة السورية مهتمة باستمرار إطلاق النار في غزة من أجل صرف أنظار الرأي العام العربي والعالمي عن قمع التمرد ضد الرئيس بشار الأسد الأمر الذي سيسمح له برسم صورة بأن الجيش السوري ليس فقط ينشط ضد المدنيين العرب وإنما أيضا ضد جيش الدفاع الإسرائيلي.
حتى الآن لا توجد معلومات في واشنطن والقدس حول ما تقرر بالنسبة لاستمرار الأحداث في قطاع غزة في طهران ودمشق وعلى الأخص لأن طلبات رئيس جهاز المخابرات المصرية الجنرال مراد موافي من أجل ذلك لم تستجب وتلبى.
مصادرنا العسكرية تشير إلى أن هذا الوضع يخلق احتمال أن نكون نتجه نحو اندلاع حرب استنزاف طويلة في قطاع غزة يمكن أن تستمر طوال الشهرين القادمين مارس وأبريل، حرب استنزاف والتي ستشمل عددا من الأعياد عيد الفصح وعيد الاستقلال.