أيكونومست: لقد عززت الحرب في غزة قوة الإسلاميين في الأردن
أيكونومست 11-7-2024: لقد عززت الحرب في غزة قوة الإسلاميين في الأردن
حظرت الأسواق الصغيرة في العاصمة الأردنية عمان شركة كوكا كولا، وهي العلامة التجارية التي ارتبطت منذ فترة طويلة بأميركا، الحليف الأقرب لإسرائيل. وقامت الامتيازات المحلية لشركات أمريكية أخرى بطباعة منشورات تؤكد دعمها للقضية الفلسطينية، خاصة في غزة. لكن مثل هذه الإشارة إلى الفضيلة لا تساعد الملك عبد الله، الذي يجد نفسه في موقف حرج بين الدعم الشعبي المتزايد لحماس ومعاهدة السلام مع إسرائيل التي وقعها والده الملك حسين في عام 1994.
لقد ظل الإسلاميون راسخين في الأردن لفترة طويلة تحت رعاية جماعة الإخوان المسلمين، التي تشكل حماس فرعاً منها. وتشير استطلاعات الرأي التي أجريت بعد شهر من الهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) (والرد الإسرائيلي) على أن 66% من الأردنيين يوافقون على تصرفات الحركة.
وكان الملك حسين قد تبنّى نهج الجزرة مع “الإخوان المسلمين”، واختارهم أحياناً كحلفاء ضد الشيوعية، وفي التسعينات من القرن الماضي طَلَبَ منهم المشاركة في حكومة وحدة وطنية.
لكن الملك عبد الله لم يظهر ميلاً كبيراً للتعاون مع “الإخوان”، مع أنه لم يحظر جماعتهم أبداً، ويشارك نوابُها في البرلمان تحت مظلة جبهة العمل الإسلامي، لكنه أخرج “حماس”، ومنذ وقت، من الأردن بتهمة التدخل في الشؤون الداخلية.
ومنذ الثورات، التي بدأت في عام 2011، واجتاحت العالم العربي، عمل على إضعاف “الإخوان”، من خلال تفريقهم ولعب بعضهم ضد بعض. ويعكس هذا الأسلوب خط صدع قديم بين التراث الأردني والفلسطيني، حيث يشكل الفلسطينيون على الأقل نصف السكان، والبدو الشرق أردنيين الذين يعتبرون حجر الأساس للحكم الملكي الهاشمي.
إن الفلسطينيين الأردنيين عادة ما يميلون نحو التشدد، إلا أن حرب غزة أعادت توحيد صفوف الحركة، فقد تحولت الشوارع قرب السفارة الإسرائيلية في عمان إلى ساحة بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وفي كل ليلة تقريباً يهتف المتظاهرون باسم يحيى السنوار ومحمد الضيف، قائدي “حماس”. وحاولت حكومة الملك التغلب على الإسلاميين وتطويقهم، فلطالما شجب وزير الخارجية أيمن الصفدي الحملة الإسرائيلية في غزة ووصفها بالإبادة. وانتقدت الملكة رانيا، وهي فلسطينية، الأمر عبر التلفاز. وقاد الأردن الجهود من أجل إرسال المساعدات إلى غزة. وبالنسبة للكثير من الأردنيين فهذا ليس كافياً.
إن الإسلاميين البارزين في التظاهرات يعملون على إثارة الغضب ضد المخابرات، بل وحتى الملكية، ودعا بعض الإسلاميين في الأردن حركةَ “حماس” في الخارج لنقل مقراتها إلى الأردن، لو طلبت منها قطر المغادرة.
وعبّر رجال الملك عن انزعاجهم، تحديداً عندما طالب خالد مشعل، أحد رموز “حماس” السياسيين، والمقيم في قطر، المتظاهرين، في خطاب عبر الفيديو، الأردنيين بضرورة الوحدة خلف “حماس” في غزة.
ومنذ آذار/مارس، بدأ النظام الأردني بممارسة الشدة ضد المتظاهرين، وضرب الكثيرين منهم، واعتقل العشرات واتهمهم بتلقي الدعم الخارجي، بما في ذلك إيران، بهدف الإطاحة بالملكية.
ولم تساعد إسرائيل، عندما كشفت علناً، في نيسان/إبريل، أن الأردن ساعدها في مواجهة هجمات الصواريخ والمسيّرات التي أطلقتها إيران انتقاماً لتفجير القنصلية الإيرانية في دمشق، ذلك الشهر.
وانتشرت منشورات على منصات التواصل الاجتماعي زعمت أن الملك عبد الله، وهو طيار حربي، شارك في إسقاط الصواريخ الإيرانية، وبالنسبة للإسلاميين فإن هذا الأمر يعدّ خيانة.
Jordan’s Islamists have been boosted by the war in Gaza