أية خطوات أخفتها عملية عمود السحاب في غزة خلفها؟ ولماذا لم تدر الحرب فيما عدا الجبهة الداخلية؟
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 29/11/2012.
الحرب الصغيرة بين إسرائيل وحماس في غزة ستدخل تاريخ الحروب في الشرق الأوسط كحرب أعدت وأديرت جميعها من قبل قيادة من ثلاث رؤساء لأجهزة استخبارات متخاصمة والذين قرروا عن طريقها وبالتعاون مع الولايات المتحدة خلق ثورة سياسية في الشرق الأوسط.
الأمر يتعلق برئيس الموساد الإسرائيلي تمير باردو ورئيس مؤسسة الاستخبارات التركية هاكان فيدان ورئيس جهاز الاستخبارات القطري وهو أيضا رئيس الحكومة جاسم آل ثاني والهدف الرئيسي لهؤلاء الثلاثة الذين دعموا من قبل رئيسين ورئيسا حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن والمصري محمد مرسي في القاهرة ورئيس الحكومة التركية طيب أردوغان في أنقرة ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو إعادة مصر إلى صدارة المسرح العربي.
وعزل حركة حماس وقطاع غزة عن السياق العسكري مع إيران.
هناك ثلاثة أهداف فرعية رئيسية لهذه الحرب وهي:
- منع تحول حركة حماس وهي جزء من حركة الإخوان المسلمين المصريين إلى خشبة قفز لإيران إلى مصر.
- البدء ببناء شرعية غربية وعربية لحماس حتى تستطيع في المستقبل الاستيلاء على السلطة في السلطة الفلسطينية حيث أنها تعتبر هناك العامل السياسي الأكثر شعبية في الشارع الفلسطيني.
- أن يبرهن لإيران أن إستراتيجيتها العسكرية في تزويد حلفائها مثل حزب الله في لبنان بعشرات الآلاف من الصواريخ هي عديمة القيمة إستراتيجيا وعسكريا وليس لديها ما تستند إليه أثناء الحرب.
الحرب في غزة كانت أيضا أول محاولة لإدارة أوباما لإعطاء اتجاه سياسي من عنده للتمرد العربي.
هذا هو السبب الرئيسي لماذا لم تنفذ إسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي ولو لمرة واحدة عملية اقتحام بري للقطاع لماذا اغتالت إسرائيل في بداية الحرب الشخصية الأكثر ولاء لإيران في حماس رئيس هيئة أركان حماس أحمد الجعبري ولم يمس بقية قيادة حماس.
وهذا هو السبب أيضا لماذا كانت الغارات الإسرائيلية الكثيفة موجهة فقط ضد البنى العسكرية التي أقامتها إيران وحزب الله في غزة ولم توجه ضد جنود حركة حماس حيث قتل من بين أفرادها حوالي 40 شخص فقط.
لهذا هو السبب دارت المعركة الوحيدة خلال هذه الحرب بين آلاف الصواريخ التابعة لحركة حماس وبين منظومة الاعتراض الصواريخ الإسرائيلية القبة الفولاذية حيث كانت تعترض معظمها.
هل نجحت هذه الخطوة الاستخباراتية العسكرية؟
منذ البداية خطط لهذه الحرب كعملية بعيدة المدى بحيث لا تكون لها نتائج فورية لكن البدايات يمكن أن نراها في الميدان فقط إسرائيل ستبدأ برفع الحصار البري والبحري تدريجيا عن غزة.
الولايات المتحدة وتركيا وقطر ستأخذ على عاتقها إعادة بناء القطاع اقتصاديا، في يوم الثلاثاء 27 نوفمبر أعلن البنك العالمي أنه خصص 6 ملايين دولار لتجديد وترميم البنى التحتية المائية التي تضررت من الحرب في قطاع غزة (الأمر سيجعل القطاع أكثر نفوذا من السلطة الفلسطينية).
الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل ستتعاون لمنع تهريب السلاح الإيراني إلى قطاع غزة.
الخطوة التالية لهذه العملية ستكون في سوريا.