ترجمات أجنبية

أوباما لن يتراجع عن موقفه بعدم مهاجمة إيران، نتنياهو سيواجه قرارا متى تهاجم إسرائيل إيران وحدها

 ترجمة: مركز الناطور للدراسات والأبحاث 04/03/2012.

المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية يوم الأحد 04/3/2012.

محاولات وصف لقاء الرئيس أوباما ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يوم الاثنين 5 مارس كلقاء دراماتيكي حاسم حيث سيحسم الطرفان نهائيا بأية مرحلة يمكن اعتبار اجتياز إيران للخط الأحمر في برنامجها النووي وما سيستتبعه من هجوم أمريكي إسرائيلي عليها هي غير واقعية حسب تقديرات مصادرنا العسكرية في واشنطن.

نتنياهو سيغادر البيت الأبيض يوم الاثنين مثلما دخل إليه بالضبط أي خالي الوفاض.

الرئيس أوباما سيظل متمسكا برأيه القائل أن الوقت لم يحن وبأن الظروف لم تنضج لا بالنسبة للولايات المتحدة ولا بالنسبة لإسرائيل لمهاجمة إيران وسيصعد نتنياهو إلى الطائرة لتعيده إلى إسرائيل ثانية حيث أنه سيتعين عليه أن يقرر هل ومتى ستهاجم إسرائيل البرنامج النووي الإيراني وحدها.

كما أن محاولة نتنياهو يوم الجمعة 2 مارس في كندا تليين مواقفه قبل الالتقاء مع أوباما والإعلان عن أن إسرائيل لا تعارض استئناف المفاوضات في شهر ابريل بين خمس دول كبرى زائد ألمانيا وإيران وهي الخطوة التي تشكل حجر الزاوية في سياسة أوباما حيال إيران، رفضت تماما ليس من قبل البيت الأبيض فقط وإنما أيضا من قبل موسكو.

نتنياهو حاول أن يقرر أن المفاوضات في أبريل التي ستجري في إسطنبول كما يبدو ينبغي أن تحقق ثلاث نتائج هي:

  1. تفكيك المنشأة النووية في فوردو تحت الأرض بالقرب من قم، إسرائيل تعتبر هذه المنشأة بأنها قلب البرنامج النووي العسكري الإيراني، وإذا ما تم نقل منشآت تخصيب اليورانيوم إليها فإن إسرائيل لا تستطيع مهاجمة البرنامج النووي الإيراني وأن الولايات المتحدة فقط تستطيع فعل ذلكـ أي أن  الولايات المتحدة ستحقق هدفا في منع إسرائيل من شن الهجوم على إيران.
  2. إخراج فائض اليورانيوم المخصب من إيران بدرجة 20% ونقلها إلى الإشراف الدولي، بعبارة أخرى لن يكون لدى إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب لتتمكن من استخدامه لصنع قنبلة نووية.
  3. إيران لن يسمح لها بتخصيب اليورانيوم فوق درجة 5% فقط، إيران تخصب الآن اليورانيوم إلى درجة 20% وهي درجة عسكرية، موسكو صرحت أخيرا في عدة رسائل وجهتها إلى إسرائيل عبر قنوات مختلفة أن من الأفضل للقدس أن تنسى مثل هذه الشروط لا عودة إلى الوراء كما قال الروس، المفاوضات مع إيران ينبغي أن تبدأ من واقع الوضع الحالي في البرنامج النووي الإيراني مصادر في البيت الأبيض صرحت يوم الأحد 4 مارس بأن إيران لا يمكن أن تقبل مطلقا بمثل هذه الشروط الإسرائيلية وأنها إذا ما عرفت أن الأمر يتعلق بوجود مثل هذه الشروط فهي لن تذهب إلى مائدة المفاوضات على الإطلاق.

وبدلا من إظهار مواقف مرونة في مواقفه توطئة للقاء نتنياهو شدد البيت الأبيض يوم الأحد من مواقفه.

الإدارة حرصت على أن تنشر عن طريق صحيفة نيويورك تايمز بأن التقديرات الاستخباراتية الأخيرة لوكالة الاستخبارات الأمريكية أكدت جميع الاستنتاجات التي توصلت إليها هذه الوكالة ابتداء من عام 2007 وحتى 2010 والتي أكدت أن إيران تخلت عن برامجها لتطوير السلاح النووي.

مصادرنا تشير إلى أن هذا الإجراء ليس فقط سحب البساط  الأحمر أمام نتنياهو وإنما أيضا أمام قيادات الجيش الإسرائيلي وقيادات الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية. خلال أربع سنوات أي من 2007 حتى 2011 تجاذبت هذه الأجهزة الإسرائيلية مع هذا التقدير الاستخباراتي القومي الأمريكي الذي نشر في سبتمبر 2007 والذي حدد أنه ابتداء من عام 2003 تخلت إيران عن برنامجها العسكري النووي.

عندها بدا هذا التقدير الاستخباراتي على أنه محاولة من قبل قادة المنظومة الاستخباراتية الأمريكية لمنع الرئيس في ذلك الوقت جورج بوش من الموافقة على طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت إيهود أولمرت بمهاجمة البرنامج النووي الإيراني.

قبل عام فقط صدرت تقديرات في إسرائيل على ضوء التقدم السريع في البرنامج النووي وبرامج تخصيب اليورانيوم الإيرانية مفادها أن هذا الجدل مع الولايات المتحدة قد انتهى، لكن كان هذا خطأ فادحا.

في يوم الأحد 4 مارس عاد الجدل الأمريكي الإسرائيلي مرة أخرى إلى نقطة البداية أحد الأسباب الرئيسية لهذا النشر هو المقال الممتاز الثاقب والهادف لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق الجنرال عاموس يادلين يوم الخميس الأول من شهر مارس حيث أوضح فيه لماذا الفجوة في القدرات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية تخلق جدول زمني أمريكي بالنسبة للبرنامج النووي الإيراني مغاير تماما للجدول الزمني الإسرائيلي.

يادلين ختم مقالته قائلا أن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يمنع إسرائيل من مهاجمة إيران في الوقت الحاضر هو التزام صلب كالحديد من جانب الولايات المتحدة إلى إسرائيل بمهاجمة إيران بعد أن تستنفذ جميع الوسائل وتفشل في وقف البرنامج النووي الإيراني.

مصادرنا تشير أنه ينبغي القول أن هذه الأقوال من جانب رؤساء الاستخبارات الإسرائيلية هي بمثابة راية حمراء للأمريكان، إن أي رئيس أمريكي وليس أوباما وحده ولا أي قائد عسكري أو رئيس جهاز استخباراتي أمريكي لا يوافق على أن تملي القدس عليهم الشروط والإملاءات أو أطر لعمل عسكري واستخباراتي حتى ولو كان الأمر يتعلق بشروط عادلة.

بعبارة أخرى الرئيس باراك أوباما وبعد أن قرر حتى قبل مجيء بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض بعدم مهاجمة إيران يخوض الآن حربا ليس على السياسة حيال البرنامج النووي الإيراني وإنما حربا هدفها إظهار محدودية القوة السياسية والاستخباراتية الإسرائيلية، في واشنطن أوباما يريد أن يظهر الآن ليس للأمريكان فقط وإنما للإيرانيين أن إسرائيل لن تملي على الولايات المتحدة ماذا وكيف يتعين عليها أن تفعل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى