ترجمات عبرية

أمنون لورد / السيادة ضائعة على حدود غزة

إسرائيل اليوم – بقلم  امنون لورد – 19/6/2018

ما هو توصيف المجتمع الإسرائيلي في العام 2018 قبل نهايته؟ إنها دولة فيها – وبشكل نسبي – العدد الأكبر من اليهود مقارنة بالبلدان الأخرى، لكنها ليست دولة يهودية، الأنسب تعريفها كدولة يسودها جو مناهض للصهيونية.

جنوبًا، في القطاع المحاذي لحدود غزة، تقع كل يوم عشرات الحرائق، وتحترق الحقول، عالم زراعي بأكمله تلتهمه النيران. لكن في المقابل، أطفال من كيبوتس “نيرعام” يطلقون البالونات مع سكاكر لسكان غزة المحبين للسلام، الجيش الإسرائيلي يتصرف بما يناسب، يطلب مشورة المواطنين كيف يتصرف مع الحرائق.

خراب الزراعة وحرق الحقول والحبوب كان على الدوام أحد الأهداف الرئيسية لمحاربة العرب للاستيطان اليهودي. منذ ان اشتعلت الأجران في تل يوسف وتصاعد الدخان من بيت ألفا وقت أعمال الشغب في العام 1929.

حتى وقت قريب، عرف كل قائد سرية كيف يتصرف مع مثل هذه الهجمات “الإرهابية”، اليوم رئيس الأركان وقيادة الجنوب وقيادة لواء غزة ومستشارة القضايا النوعية في (الكرياه)؛ ينتظرون التعليمات، التوجيه اللازم (تحديد الأهداف) والخطط الاستراتيجية من المستوى السياسي، كيف سيتصرفون مع “مخربي” الحرائق؟ وكيف يتصرفون مع قادة العدو الذين أوجدوا خطوة استراتيجية كاسرة للتوازن مثل المظاهرات على الجدار وإطلاق الطائرات الورقية الحارقة؟ كل مستوى يدحرج الكرة للمستوى الأعلى منه ليحصل على تصريح.

العملية الاستراتيجية لقيادة “حماسستان” ناجحة إلى الآن. رغم ان إسرائيل منعت التسللات في إطار الانقضاض على السياج، لكنها بطريقة مشابهة فقدت السيادة على الحدود نفسها، والانطباع السائد هو أن الحكومة ليست لها سيادة على كل القطاع الواسع من الحرائق اليومية، وإن لم تكن ذات سيادة على الحدود وعلى قطاع الحرائق؛ فعلى ما تمتلك السيادة إذًا؟

فقدان السيادة على الحدود هو الخطوة التي نذكرها منذ السنوات التي سبقت حرب لبنان الثانية، عندما فرض “مخربو” حزب الله على المستوطنات المتاخمة للحدود من الذي يدخل إليها ومن لا يدخل، وفي نهاية المطاف تدهور الوضع إلى الحرب. وهذا أيضًا ما من شأنه ان يجري في قطاع غزة؛ إلا إذا اتضح فعلًا ان حكومة إسرائيل فقدت قدرتها على اتخاذ القرار.

رئيس الأركان غادي ايزنكوت تباهى في السنوات الأخيرة بسياسة الحفاظ على السيادة على الحدود في المنطقة القريبة خارج الحدود، في حدود غزة باء بالفشل؛ هذا الفشل مسجل باسم جميع القادة، بدءًا برئيس الحكومة وإلى الأسفل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى