ترجمات عبرية

أمنون لورد / التيار المركزي : صحوة في “العمل”

اسرائيل اليوم – بقلم  أمنون لورد – 28/5/2018

ايتان كابل ليس وحيدا. فالخطة التي تبناها الجسم المسمى “التيار المركزي” في حزب العمل – للفراق عن حل الدولتين – هي ثورة صغيرة. بالخطوط العامة، الخطة هي لاحلال السيادة الكاملة في خطوة من طرف واحد، في حدود تضم غور الاردن والكتل الاستيطانية – والتي ابرزها هي غوش عصيون – مثلما تم في 1981 في هضبة الجولان بمبادرة مناحم بيغن.

في التيار المركزي لحزب العمل يوجد غير قليل من النواب البارزين، بينهم عومر بار ليف، ايتسيك شمولي، نحمان شاي، آييلت نحمياس فيربن، ليئا فديدا، حيليك بار وآخرون. “هذه خطوة ذاتية، غير متعلقة بالفلسطينيين”، يقول ميخائيل بار زوهر، الذي قاد الخطة المتماثلة مع جناح التيار المركزي، “الفلسطينيون لا يهمونني. فبعد أن نقرر لتوافق داخلي حدودنا يمكنهم ان يقرروا ما هو خير لهم. ان يقيموا دولة، ان يقيموا فيدرالية مع الاردن – فليقيموا. لا أبحث عن اتفاق سلام معهم. تحدثت مع غير قليل من الخبراء القريبين من الصحن في الجانب الاستخباري. كلهم قالوا ان لا احتمالا ان نتوصل الى حل تقسيم الى دولتين، يوافق عليه الفلسطينيون. وهكذا، مع شعار اللاشريك سنبقى 50 سنة اخرى في سيطرة على شعب آخر”.

توجد للخطة عدة جوانب ايجابية. اولها، هو تقليص الخلاف الداخلي في الشعب وخلق اجماع جديد. شيء آخر – ومشكوك أن يكون كابل، بار زوهر واعضاء التيار المركزي يقصدون ذلك – ستمنح شرعية من الوسط لمواقف اليمين المعتدل، الذي يتحدث عن حدود أمنية ولا يعتزم سحب الجيش  الاسرائيلي حتى من اقاليم في البلاد تخلى في اطار الخطة. هناك تقديرات مختلفة حول عدد المستوطنين الذين سيخلون: الحد الادنى هو نحو 40 ألف. غير أنه لا يدور الحديث عن اخلاء قسري بالقوة على نمط فك الارتباط، وبالتالي يمكن أن نسجل علامة استفهام على بند الاخلاء في الخطة.

المشكلة الكبيرة في مثل هذه الخطة هي الوهم في أن اسرائيل يمكنها أن تضع حدا لقسم كبير من الخلافات في داخلها وتصالح الساحة السياسية الدولية. هذا بالضبط ما اعتقدوا انهم سيحققوه في خطة فك الارتباط قبل 13 سنة. والدليل هو أن اليوم، حين تهاجم حماس الجدران، فان محافل سياسية داخلية ناجعة بما فيه الكفاية كي تضعف رد الجيش الاسرائيلي وتمس بالسمعة الطيبة لاسرائيل وبشرعية عملها. لقد نسي العالم التنازلات احادية الجانب بحيث ان كل انسحاب لن يقرر الا خطوط بداية جديدة للحرب الفلسطينية ضد اسرائيل. مع ان الجيش الاسرائيلي سيبقى في الميدان، وهذا تفكير صحيح، الا ان الاسرة الدولية والفلسطينية، الى جانب يهود الـ “نيويورك تايمز” سيحاكمون اسرائيل حسب عدد المستوطنين وعدد المستوطنات الذين سيخلون.

تقرب الخطة بين الليكود وحزب العمل وتفتح امكانية لحكومة وحدة بعد الانتخابات القادمة. اذا تحررت التيارات داخل العمل من الخوف من بيبي – فان حكومة وحدة مع العمل هي الامر الصحيح للمجتمع الاسرائيلي. اما “الصحوة”، التي عبر عنها ايتان كابل بالشكل الاكثر جرأة حتى الان، فهي عميقة. فهي تحطم كل الفرضيات الاساس التي اتخذها ليس فقط حزب الله واليسار – بل وايضا جهاز الامن. اتفاق اوسلو، الانسحابات احادية الجانب من لبنان ومن غزة، الموقف من الفلسطينيين كـ “شركاء” وليس كعدو. حتى  لو كان المركز في العمل يقترح في واقع الامر رواية محسنة اخرى للمفاهيم القديمة، فان مجرد الاعتراف بوضع الامور هو تطور تاريخي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى