أكرم عطا الله – هل تصدّق إسرائيل حقاً ما تقول؟
أكرم عطا الله – ٤-٢-٢٠٢٢م
الاندهاش الإسرائيلي من تقرير منظمة العفو الدولية «أمنستي» يثير الدهشة، فردود الفعل التي صدرت من تل أبيب بعد نشره تدعو للحيرة حتى من قبل المتابعين للشأن الإسرائيلي ويدعون معرفته، وبود المرء أن يدخل للعقل الإسرائيلي ولو للحظة ليعرف هل حقاً تصدق إسرائيل كل ما تقوله في دفاعاتها التي يكذبها واقع شديد الوضوح ولا يحتمل وجهة نظر أخرى؟ أم أنها تمارس دعاية ديماغوجية ؟
فإذا كانت الاحتمالية الثانية على نمط «اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس» فتلك لعبة السياسة وإن كانت لن تصمد كثيراً أمام تيار متنامٍ من التأييد للمظلمة الفلسطينية على مستوى العواصم والشعوب.
وهي تخدع نفسها إن اعتقدت أن دفن الرأس في الرمال يمكن أن يخفي جسد الحقيقة، ويغذي هذا التنامي ممارسات يومية إسرائيلية تقدم كل الوقود والذخيرة حتى دون تدخل الفلسطينيين فالجهد الإسرائيلي المتواصل هو أسطول الإعلام الأكبر ضد إسرائيل.
أما وكيف؟ ودون الإشارة حتى لتقرير «أمنستي» ففي الضفة الغربية شوارع لليهود وشوارع للعرب، وممرات خاصة لكل قومية صنعتها القومية المسيطرة، وبوابات تفتيش خاصة للقومية الأخرى «العرب الفلسطينيون» وفي الضفة الغربية يجري بناء مستوطنات على أراضي الفلسطينيين ونقل سكان يهود إليها وهي جريمة منصوص عليها في القانون الدولي، في القدس تبنى بيوت لليهود وتهدم بيوت العرب الفلسطينيين، في الضفة الغربية تتعامل مع المستوطنين الذين يعتدون على الفلسطينيين بنعومة شديدة لأنهم أبناء قومية نظام الحكم العسكري فيما تتعامل مع الفلسطينيين بالقتل آخرهم اثنان من المسنين الفلسطينيين، إسرائيل تحتل شعبا آخر ألا يكفي هذا؟.
الكثير ممكن أن يقال عن واقع من الصعب تغطيته بغربال الديماغوجيا مهما بلغت من التذاكي.
ويكفي الجدار العازل وحده لإصدار حكم في عالم آخذ بالانفتاح، كل هذا وأكثر أصبح مرئياً وسط ثورة إعلامية فقدت فيها الأدوات ومراكز التحكم القديمة سيطرتها في عصر السوشيال ميديا وأصبح كل مواطن صحافيا وأعطت متسعا أكبر للوصول للمعلومة الطبيعية التي لا تخضع للفلترة والرقابة وهذا من سوء حظ إسرائيل.
أما إذا كانت إسرائيل تصدق نفسها بما تقول فهذا يحتاج إلى قراءة مختلفة تماماً، إذ سنكون أمام عقل منفصل عن واقع يفيق كل صباح على ممارسة تجسيدية لا يمكن تجاهلها مهما بلغت البلادة السياسية والإنسانية.
فالأمر حينها يحتاج لتحليل نفسي. ففي كل مرة تصدر أقل ملاحظة نقدية لإسرائيل يأتي الرد بأن هذا تهديد لوجود إسرائيل ما هذا؟ ومع كل ملاحظة تنتقد السلوك الإسرائيلي لا يمكن إلا أن ينطوي الرد على التذكير بالمحرقة وكأن الهولوكوست يجب أن تعطي إسرائيل رخصة بطاقة دائمة لممارسة الأبرتهايد، ما هذا؟
أحد الردود المختلة على تقرير أمنستي بأنه تجاهل السلوك الفلسطيني…!. ما هذا أيضاً؟ «إنه تقرير ظالم يتجاهل كم هنا الضحية ظالمة، هذه الضحية التي لا تتوقف عن ظلم محتلها ولا تتوقف عن حصاره وإفقاره وممارسة العنصرية تجاهه على الأرض، هذه الضحية التي تفرض على محتلها أن يعيش في غيتوات وتتحكم به بشكل استبدادي؟ كيف يمكن فهم هذا؟ مهما وضع الإنسان نفسه في محل الإسرائيلي لا يمكن له هضم المبررات والمرافعات وإنكار الواقع إلى هذه الدرجة.
أليست هناك مفارقة؟ إذ إن تصاعد الانتقادات لإسرائيل يصدر عن مؤسسات دولية ومن عواصم كانت عمياء في تأييدها لتل أبيب، وهناك تظاهرات تتحرك في نفس العواصم منددة ورافضة لسلوكها الذي حظي وما زال يحظى بتغطية من قبل المؤسسات الرسمية، فالأمر لم يصدر عن الجامعة العربية وهي إلى حد ما بدأت تأخذ موقفاً محايداً بعد موجة التطبيع الأخيرة وإلا لكان لدى إسرائيل ما يشحن دفاعاتها.
ما لا تفهمه إسرائيل أن هناك موجة عالمية آخذة بالتصاعد في تأييد الفلسطينيين، ليس من أجل الفلسطينيين بل إنها في سياق ثقافة كونية أصبحت فيها العدالة ورفض الظلم والعنصرية «ترند» ثقافيا كونيا لدى الشباب.
فقبل أكثر من عام أفاقت الشرطة البريطانية على شباب متظاهرين يخططون لإزالة تمثال لرئيس الوزراء البريطاني الأشهر بطل الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل الذي غادر الحياة السياسية منذ ما يقارب سبعة عقود لأنهم اكتشفوا في أحد خطاباته القديمة جملة كأنها توحي بالعنصرية، فقامت الشرطة بإيجاد حل وسط بتغطية التمثال بعد أن قام متظاهرون بإلقاء تمثال تاجر العبيد إدوارد كولستون في النهر بعد أن قاموا بتحطيمه.
إنها ثقافة متنامية أصبحت تجد في فلسطين ميدانا لقياس وعيها وضميرها الإنساني.
في الثالث من الشهر الماضي كان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد يجتمع مع المراسلين السياسيين في مكتبه وأشار إلى أن هذا العام «سيشهد قرارات تشكل ضرراً خطيراً
وحقيقياً بأن تقرر هيئة رسمية من الأمم المتحدة بأن إسرائيل هي دولة أبرتهايد»، وها هو قد حصل بعد أقل من شهر، وهو ثالث تقرير يشير لنفس الاتجاه بعد «هيومان رايتس ووتش» ومؤسسة بتسيليم، وهو الاتجاه الذي يستند لحقائق، لكن ما لا تريد إسرائيل فهمه أنه لا يمكن تضليل العالم في عصر السوشيال ميديا وفي عصر تميل فيه الثقافة نحو الأنسنة وتلك لها أسبابها الكثيرة وهي تسير على خط بياني صاعد، حتى لو امتلكت كل أساطيل الدعاية، هل تفهم إسرائيل ذلك أم أنها ستنصدم أكثر بالمستقبل عندما تتحول هذه الثقافة إلى ما يتجاوز المؤسسات وتعكس نفسها في سياسات رسمية وشعبية وهو ما حذر منه إيهود باراك قبل أكثر من عقد حين تحدث عن تسونامي قادم ضد اسرائيل وسخروا منه؟
نحن أمام الموجات الأولى هل تفهم إسرائيل أنها دولة احتلال وهذا نتاج طبيعي سيزداد مع قادم الزمن؟ أما الدفاع الأميركي فتلك رواية ساخرة من دولة هي من تكفلت بصياغة مبادئ حقوق الإنسان وأخذت المؤسسات الدولية على أرضها لأنها بعد حربين لم تعد تثق بغيرها لتطبيق تلك المبادئ، كم يكون التاريخ ساخراً أحياناً..!
يا استاذ أكرم سقف أحلامك عن الجيلًالجديد جدا، جدا عالي. اناًعايشة في اميركا، العنصرية ضد العرب و ضد كل الشعوب الغير غربية و حتى ضد فرنسا لما تختلف اراءها فظيعة، و عنصرية الشعوب أعلى من عنصرية المجتمعات. لا اعرف اذا إسرائيل تصدق كذبها، لكن ليس هذا الغريب و ليس هنا ينبغي ان تقول “ما هذا؟”. الشعب الاميركي العادي يصدق اكاذيب إسرائيل و حتى حين اكتشف يجد لها مبرر. اقرأ فقط التعليقات على ياهو و س ن ن، ستجد كلام عنصري مخيف. هناك مقال عن طالب طب resident ايًانهى الدراسة و هو في فترة تدريب. الجامعة في كندا تحت تحريض الدكتور المسؤول عنه طردته، طردته طرد مرة وحدة و قضت على مستقبل السب تماما و هو اسيوي و ليس عربي بسبب بوستاتًعادية تقف مع فلسطين. انهم طبعا بلا سلمية و طرد، و لكن ليس هنا الموضوع. الموضوع التعليقات. تقريبا كلها و اظن اكثرها من اميركان و ليس كنديين تماما واقفة مع الجامعة و تقول انه يستاهل و انه لا سامي و يناهض الارهاب. و التعليقات تدافع بكل بساطة عن اقتحام المستشفيات و طرد المرضى و مقتنعين تماما بدون أي دليل ان حماس تستخدم المستشفى لاطلاق الصواريخ و لاطلاق الصواريخ تحديدا. و بالنسبة لهم هذا كافي جدا و لا تهم لا حياة الاطفال الخدج و لا مرضى العيانة المركزة و لا قطع الاوكسجين و لا ترحيل الجرحى ١٦ كيلو على الاقدام. ابدا كل هذا لا يهمهم اطلاقا . و يقولون انه قال من “النهر الى البحر” و هذا تحريض على ابادة إسرائيل و كافي جدا لانهاء مستقبله، لا دستور و لا حرية تعبير و لا بطيخ.
و ما زالوا يرددوا ابدا نفس كلام إسرائيل عن قطع الرؤوس و الاغتصاب و أي شيء اخر غير مهم بتاتا. لا ابادة لاًمجازر لا ترحيل. اصلا عادي شايفين الترحيل. انه ليش ما بلاد عربية تاخذهم و تريح إسرائيل.
اما بخصوص المظاهرات. بدك تحسب النسبة. كم يطلعوا يعني من سكان اميركا؟. وًقبل كم يوم طلعت مظاهرات من عشرات الالاف مساندة لإسرائيل. . و إسرائيل في هذا الوقت لاًتحتاج الى مساندة. هم شايفينها بتحارب و بتربح فما في داعي لمظاهرات مساندة. اما بالنسبة النا العرب و المسلين في اميركا هاي حرب ابادة. يعني نصف العرب في كل مدينة عم يطلعوا بالمظاهرات. و اكثر من النصف عرب و حتى لمناصرين السلام، الموضوع كتير مهم. لكن هذا لا يعني انه نسبتهم كبيرة.
بالنسبة للاعلام، احنا بمفتش بالسراح و الفتيلة لنلتقي مقال في س ن ن مناصر لفلسطين و لو شوي و بنفكر هذا يدل انه الاعلام معنا. في المجمل كل الاخبار إسرائيل بتقول ارهابيين، إسرائيل دخلت مجمع الشفا تدور على ارهابيين، إسرائيل لقت اسلحة لحماس في المشافي حتى لو احنا شايفين الكذبة واضحة، هم ابدا مصدقين. بدور على اخبار او سرقة ٢٣٠ جثة فلسطينية، لقيت شي ٥ مقالات عن ايجاد جثة مستوطنة اسرائيلية قرب الشفاء و خبر واحد من جهة عربية عن سرقة الجثث. كل الاهتمام بعده الاسرى و مساكين الاسرى و راح يطلعوا الاسرى. كل حرب الابادة مجرد رؤوس اقلام.
انا ما بدي اهبط عزايم. و الاعلام نسبيا عم يتأثر. و كلام السياسيين الاوروبيين شوي عن يتغير. يعني احنا مؤثرين و ضروري نستمر. لكن كمان لازم تكون عيونا مفتحة و ما نحلم كتير. الاهم من هيك غير صحيح غير صحيح اطلاقا انه الرأي العالمي الي راح يوقف الخبر. هذا احتمال على العرب زي العادة. احنا الشعوب العربية الي ضروري نثور. احنا الي بعدنا نايمين و كل الي بنعمله بنزل بوست او بندعي و بنقول ما بايدي غير ادعي. يعني تكريس للسلبية. و ان كثرت الواحد بنزل مظاهرة في الشهر. شو صار في الخريف العربي عفوا الربيع العربي؟ ليش وقتها نزلت الناس في الملايين و خيمت في الشوارع؟. هذا الي ضروري يصير… ملايين من الشعوب العربية تنين. ليل و نهار على الحدود و جنب السفارات لازرق حكوماتنا و تقطع علاقات ث، تطبق مقاطعات اقتصادية، هذا الوحيد الي بوقف الحرب
اما بالنسبة لرئيس الوزراء تشرتشل. حد والله بتفكر كل المشكلة انه كتب كلام عنصري؟؟؟؟ انت بتعرف شو عملت بريطانيا على وقت تشرتشل؟ مجازر و ابتدات؟ مجزرة الهند صارت على وقته. مجازر فظيعة في كينيا اظن. في بلد اسمه ماو ماو او هيك شي. حطوا عشرات الالاف في السجون. حبسوا قرى كاملة في معاقل. مدنيين بعشرات الالاف عذبوهم و هم مدنيين في السجون، مش عذاب هيك. قطعوا اذانهم و احزاء من كسمهم بالالاف. بتروا اعضاء بمرافقها اعضاء جنسية نسيت الكلمة بالعربي castrate
اعدامات هائلة بمحاكم صورية غير الي تقتله عيني عينك و اذا بالرصاص من قريب يعني ما يقدروا يحكوا بالغلط. و المحاكم حكمتهم بمارفيخا محاكم بريطانية، صحيح مبالغ التعويض سخيفه زي وجههم. لكن الفكرة انت بريطانيا اعترفت بحرائنوخرب على يد تشرتشل. هذا الي عمله تشرتشل مش انه قال كلام عنصري و يا حرام الجيل المديد و الشباب حساسيتهم عالية ضد العنصرية. و بالآخر شو يعني عمله؟ غطو وجه التمثال؟ شو يعني؟ بعد كم سنة ينسوا الموضوع و يرجعوا يكشفوا التمثال عادي. و على فكرة هذه المجازر (مش في الهند في كينيا) صارت كمان تحت حكم الملكة اليزابيث و العالم شايفينها قديسة. و زوجها اكبر عنصري بحكي كلام عنصري نقير و لمًا يكون في زيارات لبلاد تانية يعني بسبًعليهن بكلام عنصري بوجههم. و كانوا البريطانيين شباب و غير شباب مبسوطين فيه و على اساس هذه كوميديا و عادي بالنسبة لجيله ما في مشكلة.
٣٣ ولاية اميركانية بتمنع قانونا مقاطعة إسرائيل. لسى معلمة في تكساس طردوها من عملها عشان حطيناها في عقد العمل عهد توقعوا انها ما راح نقاطع إسرائيل. الى زمن حديت في السبعينات علق احسن تقدير و في ناس بحكوا للآن في “مدارس ” بتخطف اطفال سكان اميركا الاصليين من اهلهم بتغير اسمهم و دينهم و بتمنعهم يحكوا لغتهم و بتحولهم لاميركان. بكل تأكيد هذه المعاقل للابادة مش مدارس كانت منتشرة في اميركا و كندا الى السبعينات من القرن العشرين و الى ذمة دكتورة تاريخ او هيك شي من سكان اميركا الاصليين بتقول بعدها هذه المدارس في منهارموجودة للآن. في هذه المدارس لقوا جثث اطفال في مقابر جماعية و بالنئات مدفونة من غير اسم و من غير اوراق و شكلها مش كتير كتير قديمة.
الدستور الاميركي لسى بحكي عن السكان الاصليين
“Merciless savage Indians
يعنيوهنود بربريين بدون رحمة . لسى وهذا الكلام موجود في عقد الاستقلال من بريطانيا. انه بريطانيا رمت علينا هدول البرابرة. و اهلا عادي ما فكروا يغيروه
العنصرية متحدرة في الغرب. الحضارة الي بنيت على العبودية و الابادة و الاستعمار ما بتتحول بعقود قليلة لناس انسانية و مدافعين ضد العنصرية لا شباب و لا حوارية. بلد زي استراليا مهي أسواء من إسرائيل و انشأت تماما على ابادة السكان الاصليين. ليش تتوقعوها او بريطانيا الي جابتها او اميركا تغيرت و صارت حساسة ضد العنصرية؟
احنا لازم نفهم الغرب بعده عنصري حضارته عنصرية. السياسيين الي وقفوا خط مستقيم و دافعوا عن إسرائيل ما يقدروا يعملوا هيك و لا بفكروا بعملوا هيك اذا شعبهم مش معهم. هذه بلاد بتفهم لغة المصالح، الاقتصاد، الدولار و لازم نتعامل معهم اولا بلغة التجارة و المصالح. اما العواطف و خاصة التعاطف معنا احنا هذه عندنا احنا